المدرسة الخلدونية بتونس
– المدرسة الخلدونية : هي أول مدرسة ذات طابع تجديدي تأسست في تونس بعد انتصاب الحماية الفرنسية.
– كانت الخلدونية منزل الإمام ابن عبد السلام وهو عالم حفصي توفي سنة 749هـ/1348م ثم أصبحت بعد ذلك مقر المدرسة العصفورية ومن بعدها جمعية ثقافية.
– أنشئت هذه المدرسة سنة 1314 هـ الموافق ل 22 ديسمبر 1896م بمبادرة من عدد من قدماء المدرسة الصادقية على رأسهم البشير صفر، وشيوخ جامع الزيتونة المعمور.
– سميت بالخلدونية نسبة إلى المؤرخ التونسي الشهير ابن خلدون الذي ولد بتونس في بداية القرن الثامن هجري الموافق للقرن الرابع عشر ميلادي.
– أحرزت الخلدونية منذ إنشائها نجاحا باهرا، فانخرط في سلك مشتركيها عدد كبير من رجال التعليم والموظّفين والتجّار والأعيان، وأقبل الشبّان على دروسها أيّما إقبال، لا سيما منهم طلبة الجامع الأعظم الذين كانوا محرومين من العلوم العقلية كالفلسفة والتاريخ والجغرافيا، ومن العلوم الصحيحة والتجريبيّة كالرّياضيات والفيزياء والكيمياء، وكان من ولع بعضهم بهذه الدّروس أنهم لا يتركون أيّ درس يفوتهم ولا يقتصرون على بعضها دون الآخر.
– وينقسم التّعليم إلى ثلاث مراحل : الابتدائي والثانوي والعالي.
* فالتّعليم الابتدائي يرمي إلى تلقين التلاميذ مبادئ اللغتين العربيّة والفرنسيّة، وبه فرع لتعليم الكهول القراءة والكتابة.
* والتعليم الثانوي مخصّص للتلامذة المتوسطين، وتتضمّن مناهجه اللغة العربيّة وآدابها واللغة الفرنسيّة والتاريخ والجغرافيا والحساب والهندسة والعلوم الطبيعيّة ومبادئ حفظ الصحّة.
* أما التّعليم العالي، فهو يهيّئ الطلبة لاجتياز امتحان “شهادة المعارف العمليّة” التي أنشئت بمقتضى الأمر المؤرّخ في 12 نوفمبر 1898، وتتضمّن برامجه الأدب العربي والانشاء وفلسفة التّاريخ والرّياضيات والهندسة والاقتصاد السياسي. كما نظّمت الخلدونية أيضا دروسا تطبيقيّة في قيس الأراضي والمحاسبة ومسك الدفاتر.
– إثر الاستقلال وتوحيد برامج التربية في تونس، توقف نشاط الجمعية. أما المكتبة التي كانت تتبعها، فقد تم إلحاقها بدار الكتب الوطنية التي تقوم منذ ذلك الوقت بإدارتها، وقد قامت المصالح المختصة لبلدية تونس بترميم المدرستين “الحمزية” و”العصفورية” الملحقتين بفضاء الخلدونية لتصبحا فضاء ثقافيا متكاملا.
# أسامة الراعي#