محمد الصادق الرزقي، من أبرز أعلام الصحافة التونسية
محمد الصادق الرزقي : ولد سنة 1874 – توفي في 22 ديسمبر 1939، (65 سنة).
– هو محمد الصادق بن محمد البشير بن محمد الطاهر بن عبد الله الرزقي، ولد بتونس العاصمة بحيّ سيدي منصور في ربض باب الجزيرة.
– درس في جامع الزيتونة، وتعلم فنّ القراءات على الشيخ إدريس محفوظ، وله إلى جانب ذلك معرفة باللغة الفرنسيّة.
– تولّى وظائف عموميّة مختلفة ما لبث أن انفصل عنها نهائيا وانصرف إلى العمل الحرّ، وفتح نيابة عقاريّة، تولّى فيها الوساطة في بيع الأملاك وشرائها وكرائها وتحرير العقود المتعلّقة بها.
– كان الصادق الرزقي في طليعة المتشبثين بالمنهج الإصلاحي للمجتمع، وكان من العاملين على انتشاره عن طريق الصحافة وغيرها. وكان منهاجه الاصلاحي يمتاز بتحليله أعماق النفوس وسيّء العادات، خصوصا ما كان منها تقليدا للمستعمر في كلامه ولباسه وفي نمط عيشه، وهو ما لا يتماشى مع شخصيّة التونسي وعاداته ومبادئه الدينية والاجتماعيّة. وقد ظهرت هذه النزعة في المقالات التي كان ينشرها في مختلف الجرائد والمجلات، وبالخصوص في مجلّته “العمران” وفي جريدته “إفريقيا “.
– كما كانت لمحمد الصادق الرزقي صلة وثيقة بحركة الشباب التونسي التي كان يتزعّمها عدد من الوطنيين التونسيين.
– واتّخذت مشاركة الصادق الرزقي في مكافحة الاستعمار أشكالا مختلفة. فقد كانت ترتكز إلى جانب العمل المباشر، على القلم، ويظهر ذلك من الكتب التي ألّفها والجرائد التي أصدرها أو أسهم في تحريرها. ومن مؤلّفاته التي تظهر فيها كراهيته للاستعمار ومقاومته له روايته “الساحرة التونسيّة”. فقد تعاطف فيها مع أبطال الحركة الوطنيّة وشهداء النضال الوارد ذكرهم في القصّة، وأبرزَهم في صورة المثل الأعلى للتضحية والشجاعة وعزّة النفس والبطولة والفداء.
– كان نشاطه المسرحي حلقة من حلقات عمله الاجتماعي والثقافي. فقد أسهم سنة 1909 في تأسيس الجمعيّة التمثيليّة “الشهامة العربيّة”و تولّى مهمّة كاتبها العام. وكان يحافظ على سلامة النص العربي في المسرحيّات التي تقدمها الجمعيّة وعلى حسن الأداء، وكثيرا ما كان يباشر بنفسه مهمّة التّلقين في أثناء عرض المسرحيات. وقد هذّب تمثيليّة القباني “الأمير محمود نجل شاه العجم” التي قدمتها فرقة “السعادة” بعنوان “السلاطين الثلاثة”، كما هذّب مسرحيّة “عنترة”.
– كما يعتبر كتاب “الأغاني التونسيّة” الذي اعتنت وزارة الشؤون الثقافية بتحقيقه ونشره، خير دليل على ما امتاز به الرزقي من روح أدبيّة وفنيّة، ومن مقدرة فائقة في ميدان الفنون الشعبيّة. فالمتصفّح لهذا الكتاب يشعر بسعة معارف صاحبه في مجالات التاريخ واللغة والأدب والفنون الجميلة. وهو يقدّم صورة حيّة للشعب التونسي في فترة ما قبل الحرب العالميّة الأولى وفي الفترات التي سبقتها. فيطلعنا على أغانيه وعاداته وتقاليده المتنوّعة مع نقد موضوعي لها كلّما وجب ذلك.
– وبالاضافة إلى هذا الكتاب وغيره من المؤلّفات كتب الصادق الرزقي مقالات وفصولا ودراسات عدّة في شتّى الموضوعات، منها مقاله الذي يحمل عنوان “الاندماج” وقد نشره في جريدة “النديم” لصاحبها حسين الجزيري في العدد المؤرخ في 16 مارس 1935، وفيه وصف دقيق لنفسية الشباب التونسي عهدئذ، وتأثّره بمظاهر الحضارة الغربية ولا سيما بما هو فاسد منها.
– من مؤلّفات الصادق الرزقي :
* كتاب الأغاني التونسيّة المشار إليه أعلاه.
* دراسة بعنوان “الاسلام” تقع في أربعين صفحة من كتاب مجمع الفوائد الذي صدر سنة 1929.
* القارّة المفقودة أوفتاة البحر، وهي رواية تاريخيّة تقع في جزءين.
* الأمثال العاميّة : وهي مجموعة تحتوي على ما يزيد عن ألف مثل من الأمثال الشعبيّة التونسيّة مرتّبة حسب حروف الهجاء، ومكتوبة بلغتها الأصلية، إذ لم يحاول الصادق الرزقي إعادة صياغتها في قالب عربي فصيح، حتى لا تفقد رونقها وطرافتها.
# أسامة الراعي#