حكايات ناس بكري : “الكذب وقطعان الرقبة متلازمين”

يا سيدي بن سيدي ….يحكيو على مجموعة نساء ساكنين فرد دوار…
ديما مع بعضهم في السراء والضراء .
يتعاونوا ع الحصيدة وجمعان الزيتون و عصران زيت النضوح ورحيان القمح و تركيب السداية (المنسج) .
حتى كي يمشيو للبير باش يجيبوا الماء يمشيو جميع منها يتوانسو ومنها يتعاونوا ع السقيان و هزان الابادن على أكتافهم وروسهم .
وكانت وحدة منهم اسمها شلبية … كانت كي يجيو يعاونوها على الرحى والصوف والمنسج تبدأ تحرك ماشاء الله عليها.
وكي يجي دورها باش تعاون الجيران تطلعلهم سبة : مرة تقول ولدي مريض… مرة عزوزتي باش تهزني معاها لبلاصة… مرة تقول مريضة…. وكانوا الجارات الآخرين يصدقوها وما ياخذوش في خاطرهم منها .
حتى مرة مشاو كالعادة للبير والحال سخون … بعد ما عباو الماء قالت لهم “دخت ماعادش ننجم تاقف على ساقيا ورماتلهم الأربعة
ولات وحدة منهم هزتها على ظهرها وروحت بيها والآخرين كركرولها الإبادن حتى لباب الدار….
هوما مشاو وهي تطرشقت بالضحك وحكات لراجلها كيفاش روحت راكبة على ظهر فلانة وما هزتش يدها لراسها …
مرة أخرى هزواالصوف للعين باش يغسلوها ….هوما نفخوا الصوف وبداو يخبطوا فيها وهي شدت كرشها وبدأت ترغي …..تفجعوا عليها وقالولها ” برا روح كي مريضة …توا نكملو ونجيبولك صوفك”
ضحكت في سرها وبدأت تكركر في سويقاتها مروحة وهوما يخزرو لها متحيرين….دوب تخبات على عينيهم حطت على ساقيها وبدأت تهق كالناقة …وصلت للدار طيبت فطورها وفطرت وقيلت للبرود ….وهوما قعدوا يسلتوا على سعودهم حتى غرغرت القايلة وكي كملوا روحولها بالصوف متاعها نظيفة تشعل شعلان…. هي مقيلة و ولدها حل الباب…. قالولوا امك مازالت مريضة؟؟؟
قاللهم وامي من وقتاش مريضة؟؟؟
ياخي موش كرشها واجعتها؟؟؟
لا ….هيكةفطرت ودخلت للسداية وبعد قيلت.
خزروا لبعضهم وسكتوا و عطاوه الصوف متاع امو ومشاو.
مدة اخرى …. تفاهموا باش يجمعوا الحطب قبل ما يزيد يبرد الطقس ….قصدوا الغابة على بكري وبداو يحطبوا…. و همزها ابليس كالعادة وبدأت تتوجع “آه يدي …اه يدي” تلموا بيها شبيك يا بنتي قالت لهم يدي تفصعت ماعادش ننجم نحركها….. ولاو قالوا لها برا روح …هاتو نلمولك اللي نقدرو عليه ونجيبوهولك.
ايا روحت لدارها على بكري وخلات الحراير يتفارعوا مع البرد والحطب اليابس …. عملت كويس تاي ودخلت للسداية تنسج شوية قبل ما يجيو جاراتها ويفيقوا بيها
هي تنسج طلت عليها جارة أخرى مالشباك تصبح عليها….. فجعتها …صبحت عليها وحكات شويةمعاها و سالتها وين ماشية…..قالتلها نجيب الماء….. ايا طمانت اللي ماهيش ماشية للغابة تكشفلها الملعوب…..مشات الجارة تجيب
الماء .
و ربك المعبود…. في طريق المرواح تصادف النساء جايين مالغابة…. كملوا الطريق مع بعضهم…ومن كلمة لكلمة جبدوا على شلبية ويدها المفصوعة …. شهقت الاخرى وقالتلهم “وقتاش تفصعت ؟؟؟ هاني خليتها كالعنكبوت تتشعبط في منسجها”
خزروا النساء لبعضهم وقالولها”بالله؟؟” قالت لهم والله كيما نحكيلكم”
قعدوا يغليو ويتهددوا ويتوعدوا…. وحدة تقول دواها عندي الفنيانة الضايعة…. والأخرى تدعي عليها بالشر على خبثها و استغلالها لطيبتهم…. والأخرى تسب في روحها بالمقلوب اللي مركبتها على ظهرها اللي ما تسواش…. غلاو غلاو ومنها بردوا…..و تفاهموا باش يحقروها وماعادش يعملولها اعتبار كيما قالوا الجدود …اللي تحب تكويه احقرو وخليه…. خاطر اللوم للعزيز الغالي …. اما الرخيص ما تجاوبو و خليه ديما لتالي …..
قعدت تتلوصق كالرخيصة …..وتتسكبن كي ام العمايل ….وهوما لا يجاوبوها لا يكلموها…. تمشي تتبع فيهم كأنها ماهيش معاهم….
ايا مرة مالمرات بعد ما عباو الماء وشدوا الثنية …..يسمعوا فيها تصيح “اي ساقي ….ااااااي يا اممممميمتي…..اجريولي”
من غير ما يتلفتولها حتى بربع عين كملوا ثنيتهم وهوما يقولوا ” يااااا حسرة كي كنا نصدقوك ونعاونوك ….عيطي لغدوة يا حلوفة” و روحوا لديارهم ….
غرب المغرب و ليل الليل وشلبية ما روحتش…
خرجوا امماليها يلوجوا ….لقاوها
ملوحة هي وابادنها حذا البير منفوخة و ميتة ….
لدغها ثعبان من ساقها …. لكن الله غالب ما صدقها حد خاطر تسمى عليها الكذب.
وحكايتنا طابة طابة والعام الجاي تجينا صابة
وطاحو تفاحتين وحدة ليا و وحدة للسامعين

جريدة الحدث+ الالكترونية