محمد المهدي بن نصيب شاعر تونسي
– محمد المهدي بن نصيب : ولد في 22 ماي 1954 بالعوينة في دوز – توفي في 15 فيفري 2003، (49 سنة).
– لم تتوفر معطيات كثيرة عن تفاصيل حياته ومختلف مراحلها، لكن الدكتور جلول عزونة أتى على كثير من هذه التفاصيل في حياة هذا الشاعر في تقديمه لمجموعة المهدي بن نصيب التي صدرت بعد وفاته عن دار سحر بعنوان (الحان ..أشجان) ذلك أنّ هذا الشاعر جاء إلى هذه الدنيا يوم 22 ماي سنة 1954 في العوينة بدوز بلدة الشاعر عمر العويني والأديب محمد المرزوقي وغيبّه الموت يوم 15 فيفري سنة 2003 في مسقط رأسه اثر سكتة قلبية مفاجئة.
– وفي هذه الرحلة الزمنية كتب الشعر والدراسة الأدبية ونشر إنتاجه في الصحف والمجلات على غرار جرائد الصباح، الشروق، الأخبار، بلادي، الشعب، الوحدة ومجلاّت الفكر والحياة الثقافية والمسار. وقد صدرت أولى مجموعاته الشعرية عن الإخلاء سنة 1984 وهي بعنوان (كلمات للحب والوطن) فيما اصدر له بيت الشعر سنة 2002 مجموعته الثانية (قصائد ضامئة) وصدرت مجموعته الثالثة عن دار سحر سنة 2007 بعنوان (ألحان ..أشجان) والحال انه كان قد هيأها للنشر منذ سنة 2000.
* المجموعة الأولى أهداها كالآتي إلى : الفقراء في وطني العربي وفي كل مكان.. إلى أمي الصادقة الصابرة أهدي هذه الأحاسيس.
* والمجموعة الثالثة أهداها «إلى روح الشاعر محمد رضا الجلالي صديقا كان رغم المسافات ..» وهو أيضا شاعر عاش مهمشا في مجتمعه.
– تعلّم المهدي بن نصيب في الكُتّاب أولا ثم التحق بالمدرسة الابتدائية بدوز سنة 1961 فأحرز على شهادة السيزيام في جوان 1967 ليلتحق بعد ذلك بالمعهد الثانوي بقابس حيث درس سبع سنوات، واجتاز امتحان الباكالوريا شعبة الآداب في جوان 1975 لكنه اخفق في الحصول عليها فانقطع، ولكن رغم ذلك فهو شاعر متميز وقصّاص وناقد أدبي له عديد الدراسات المنشورة والمخطوطة، لكنه كما يقول عنه نور الدين بالطيب في مقال نشرته جريدة الشروق يوم 1 جويلية 2011 هو شاعر عاش في العتمة ومات في النسيان.
– إذن، رغم هذا التميز فقد كان محمد المهدي بن نصيب كما ذكر جلول عزونة في مقدمة «ألحان .. أشجان» منبوذا مدحورا في مدينته دوز وفي منطقة نفزاوة ..كان منبوذا أولا لأنه أسود اللون فهو من أبناء العبيد القدامى مثله مثل عنترة العبسي. وكان منبوذا ثانيا لأنه ابن خمّاس حين كان الخمّاس لا يتمتع بأي حق.. وكان منبوذا ثالثا لأنه فقير مدقع يكتري دكانا بسبعين دينارا شهريا يدفعها من المائة دينار التي خصصتها له ولأمه العجوز وزارة الثقافة، وكان منبوذا رابعا لأنه يحب العدالة والاشتراكية وينحاز للفقراء أمثاله، وكان منبوذا خامسا لأنه يحب بنت العنب في وسط يتظاهر بالتديّن والعفاف، فالمهدي بن نصيب نموذج خاص ووحيد في حياته ومظهره وفي كتاباته الشعرية والنقدية.. عاش بوهيميا واعتنق مقولات اليسار محاربا الخرافة ».
– خاض حروبا ضد التيار الديني والوصوليين والساكتين عن الأوضاع الثقافية التقليدية، وخرج منبوذا محارَبا من “الجميع” تقريبا الا بعض المقدرين لموهبته الادبية من الاصدقاء الشعراء.
– بعد رحيله إلى الأبد نظمت المندوبية الجهوية للثقافة قبلي سنة 2004 ملتقى أدبيا سنويا يحمل اسمه تكريما لجهوده الثقافية ولكن سرعان ما توقفت عن تنظيمه ليدخل الملتقى وصاحبه طيّ النسيان..
– رحل الشاعر المهدي بن نصيب بعد أن عاش حياة الغبن والحرمان والإهمال.. رحل هذا الشاعر الصعلوك دون أن ينجز كل ما كان يطمح إلى انجازه.
– اليوم وبعد أكثر من عقدين على رحيله يبدو أنّ الوقت قد حان لجمع ونشر دراساته النقدية ومجموعته القصصية وشعره، ومثل هذا العمل كان من المفروض أن تقوم به مؤسسة بيت الشعر لكن للأسف هذه المؤسسة تغط في سبات عميق ووزارة الإشراف لا تلتفت إليها ولا تريد أن تجعل رياح التغيير تهبّ عليها من أجل مستقبل أفضل خدمة للشعر التونسي وأهله.
• إصدارات محمد المهدي بن نصيب :
(3 مجموعات شعرية )
– كلمات للحب والوطن /الإخلاء 1984
– قصائد ضامئة /بيت الشعر 2002
– الحان ..أشجان /دار سحر 2007 .
* من قصائده : نخلة البركات
أُجرجرُ القدمين على جثَّةِ جبلِ الوهمِ
عَثيرُ رمالِ تُخوم الزمان يحاصرُ حلقي
حملتُ حقائبَ محشوَّةً بالأسى
تمازجَ فيها بكائي وشوقي
تحجَّرَ الحبُّ في خافقي
وهدَّمتِ الريحُ مُتحفَ عشقي
وماستْ غصون العذابِ بدهري
فجئتكِ أقذفُ آهةَ صدري
وجئتكِ أعقدُ من خُوصِ قلبِكِ واحدةً
كي أضيفَ لعُمري
وجئتك أشربُ من جَرَّةِ العشق خمرةَ صبري
فيا نخلةَ «البركات»
هل بالتصُّوف يسمحُ دهري؟!!
يا نخلةَ «البركات»
أنا من جلستُ بأروقةِ التِّيهِ أجهلُ أمري
أنا من غرفْتُ من كدَرِ الحُمقِ جَرَّةَ فقري
سَعْفاؤكِ: الوجعُ المرُّ يمتصُّ مني عصارةَ جهدي
أجيئكِ في ليل التباريح
على جذعِكِ الصّلبِ أجلسُ وحدي
أجيئك يا نخلة «البركات»
أحملُ فأسي
فافهمي قصْدي!!
# أسامة الراعي#
متحصل على :
شهادة الأستاذية في التاريخ.