عبد الرزاق كرباكة، مؤلف مسرحي، صحفي وشاعر تونسي
-عبد الرزاق بن البشير بن الطاهر كرباكة الشريف العبادي : ولد في 15 أفريل 1903 – توفي في 25 فيفري 1945، (44 سنة). أصله من كرباكة شمال غربي مرسية بالأندلس، ومنها هاجر أهله إلى تونس مع آخر المسلمين المطرودين سنة 1609.
– ولد عبد الرزاق كرباكة بتونس حيث زاول دراسته الابتدائيّة بالمدرسة القرآنية، ثم انتقل إلى المدرسة العرفانية فاكتشف مديرها ذكاءه وشغفه بالأدب فاعتنى به، ثم نقله إلى جامع الزيتونة. وفيه تخرّج بنجاح بفضل عناية الشيخ محمد مناشو به وتأثيره فيه، وهو ما اتّضح في لغته وأسلوبه الأدبي. ولكنّ شيخ الاسلام الحنفي حميدة بيرم حرمه من شهادة التطويع لما بلغه من ميله إلى الفن واستهتاره على طريقة جماعة “تحت السور”.
– تولّى عبد الرزاق كرباكة التدريس بمدرسة محمد مناشو ثمّ شغل مناصب إدارية مختلفة.
– شُغف بالمسرح وألّف عدّة روايات مُثِّلت، منها “ولاّدة وابن زيدون” و”عائشة القادرة” و”أميرة المهدية”، كما نشر في الصحف والمجلاّت التي زخرت بها تونس في الثلاثينات من القرن العشرين. من ذلك فصول بعنوان “حديث الثلاثاء”. وأشرف على تحرير “الزمان” منذ 1922.
– وفي غير هذا المجال دعا كرباكة إلى تأسيس نقابات للصناعات والحرف، فتمّ له ذلك رغم مقاومة السلطة الاستعمارية.
– عاش كرباكة نشيطا بالفكر والقلم، وترك تراثا زاخرا نثرا وشعرا. علما وأنّ أجود نظمه من الشعر الملحون، إذ له فيه أزجال وموشحات وأغان خالدة شدت بها أشهر الأصوات التونسية في الحفلات العامّة وعلى أمواج الإذاعة مثل أغنية “مكتوب يا مكتوب” التي لحنها وغناها الفنان الهادي الجويني، “الندم ما بقاش يفيدك” أداء السيدة نعمة، وقصيد “ما ثناها” أداء فتحية خيري وغيرها العديد من الأغاني.
– ولئن تنوّعت مشاركاته في المجالين الثقافي والاجتماعي فإن أحبّ الفنون لديه كان المسرح. وهو ما جعله ينضمّ سنة 1919 إلى جمعية “الشهامة العربية”. وبعد موسم كامل انفصل مع بعض الممثلين ليكوّن جمعية “الهلال” المسرحية. ثم أسّس مع محمود بن عاشور ومحمد عزّ الدين المغنّي المصري وحبيبة مسيكة فرقة مسرحية أخرى سنة 1921. وهي أوّل فرقة مسرحية تونسية تسافر للعرض بالجزائر والمغرب وتسهم في تركيز المسرح به.
– عاد كرباكة من الرحلة المغاربية فالتحق بفرقة التمثيل العربي، وكان مديرها جورج أبيض أستاذه في المسرح إخراجا وتمثيلا.
– وفي سنة 1924 تولّى الادارة المالية والفنية لمسرح علي بن كاملة المحترف، فكان المؤطر الفنّي للممثلين والمساعد للممثّلات والمؤلف والمنقّح والمخرج. وهو الذي ساند بالخصوص فضيلة ختمي عند أوّل ظهورها سنة 1928، كما أسس معها الفرقة الحاملة لاسمها، وهي أوّل فرقة مسرحية تونسية تشرف عليها امرأة، فكان دعامتها.
– ثم انضمّ إلى فرقة “السعادة” ليعمل فيها بالحماسة نفسها. وبعد انقطاع طويل في بداية الثلاثينات من القرن الماضي لفائدة العمل الصحفي والنقابي عاد عبد الرزاق كرباكة إلى الفنّ الرابع في النصف الثاني من الثلاثينات فقضّى بقيّة حياته مؤلفا إلى أنّ فاجأته المنيّة بتونس في 25 فيفري 1945، وهو في أوج العطاء.
@ أسامة الراعي@
@ أسامة الراعي@
متحصل على :
شهادة الأستاذية في التاريخ.