محمد الأخضر حمينة، ممثل ومخرج سينمائي جزائري
من مواليد هذا اليوم 26 فيفري سنة : 1934 – وهو العربي الوحيد الذي فاز في مهرجان كان السينمائي الفرنسي بجائزة السعفة الذهبية عام 1975 عن فيلمه “وقائع سنين الجمر”.
– محمد الأخضر حمينة (87 سنة)، ولد بولاية المسيلة (تبعد عن العاصمة الجزائر 242 كيلومترا).
– بعد سنوات من دراسته الإبتدائية انتقل إلى منقطة دلس بولاية بومرداس (60 كيلومترا شرقي العاصمة الجزائر) لدراسة مبادئ الصناعة، ثم انتقل إلى ولاية قالمة (537 كيلومترا شمال شرق العاصمة الجزائر) لدراسة الزراعة.
– انتقل بعد ذلك إلى فرنسا واستقر في “إكس أون بروفنس” لدراسة العلوم القانونية وليُجَنّد بعد ذلك في الجيش الفرنسي، لكنه تمكن من الفرار ليلتحق بمسؤولي الإعلام في الحكومة الجزائرية المؤقتة بتونس عام 1959.
– وهناك استغل الفرصة لصقل موهبته السينمائية بإجراء تكوين سريع في قسم الأخبار بالتلفزة التونسية، بعد ذلك أُرسل إلى براغ لدراسة السينما، لكنه لم يكمل دراسته، وقرر العودة إلى تونس لمباشرة العمل الميداني بتصوير أفلام وثائقية عن ثورة التحرير الجزائرية.
– ترأس الديوان الجزائري للأخبار الذي أُسس عام 1963 أي بعد عام واحد من استقلال الجزائر، واستمر في منصبه إلى غاية 1974 حيث تقرر إلحاق الديوان الجزائري للأخبار بالديوان القومي للتجارة السينماتوغرافية، ليتفرغ بعدها لعمله السينمائي.
– يقول عنه الناقد أحمد بغداد “يتّضح لنا جليا أن حامينه يمثل نموذجا حقيقيا للمخرج العالمي، ويمكن تصنيفه مع “لويس بونيل” الإسباني، أو “فرانسوا تريفو” الفرنسي وكذلك “جون لوك غودار”. ولاحظ بغداد أن جل أفلامه ما عدا فيلم “حسان الطيرو” ترتبط ارتباطا وثيق الصلة بذكريات المخرج أو عالمه النفسي، وقد استطاع بمهارة أن “يحوّل تلك الذكريات إلى أعمال سينمائية رفيعة المستوى، بل إن جل أعماله لقيت استحسانا في المحافل الدولية”.
– وخلال فترة الثورة الجزائرية، وأثناء وجوده بتونس قام بتصوير وإخراج البعض من الأفلام الوثائقية عن حرب التحرير الجزائرية مثل “صوت الشعب”، و”بنادق الحرية” الذي أخرجه برفقة جمال الدين شندرلي سنة 1962.
– قام خلال ترأسه للديوان الجزائري للأخبار بعد الاستقلال بإخراج عدة أفلام وثائقية قصيرة أهمها “النور للجميع”، “وعود جويلية” و”البحث عن اللوم” سنة 1963، و”يوم من نوفمبر” (1964).
– كان أول أفلامه الطويلة بعنوان “ريح الأوراس” عام (1966)، ثم “فيلم “حسان الطيرو” أو الإرهابي عام (1968)، ثم فيلم “ديسمبر” في عام 1973.
– وبعد عامين قدم أهم أعماله السينمائية ويتعلق الأمر بفيلم “وقائع سنين الجمر” الذي قام بكتابته وإخراجه وتمثيله ونال عنه جائزة السعفة الذهبية بمهرجان كان السينمائي، وقال عنه الناقد إبراهيم العريس ضمن سلسلة مقالات انتصارات عربية إنه “واحد من أهم الأفلام التاريخية الأضخم” التي نجحت خارج هوليود، “وليصبح من علامات السينما التي كانت تحقق باجتهاد في ذلك الحين، في العالم الثالث الذي كان يبحث عن دروبه الخاصة في المجالات كافة بما في ذلك مجال السينما”.
– كما قدم أيضا فيلمي “رياح رملية” سنة 1982، و”الصورة الأخيرة” عام 1986.
– وبعد غياب استمر لنحو ثلاثين سنة عاد بإنتاج جديد في 16 نوفمبر 2014 من خلال تقديم العرض الأول لفيلمه الجديد “غروب الظلال” بقاعة “الموغار” بوسط العاصمة الجزائر، وقد رفض ترشيح الفيلم في مهرجاني “كان” و”البندقية” فيما تم ترشيحه لجوائز الأوسكار 2016.
– أثارت مجمل أعماله السينمائية انتقادات عاصفة وصلت إلى حد اتهامه بخيانة التاريخ ومبادئ الثورة الجديدة التي قامت بعد الاستقلال ويتعلق الأمر بالثورة الزراعية والثقافية.
– حاز فيلمه الأول “رياح الأوراس” سنة 1966 (الذي عالج حياة أم جزائرية اعتقل المستعمرون ابنها فراحت تبحث عنه في معسكرات الاعتقال) على جائزة الكاميرا الذهبية في مهرجان كان، وجائزة أفضل سيناريو في موسكو، وجائزة الغزال الذهبي في مهرجان طنجة بالمغرب عام 1968.
– وتبقى أهم جائزة في مساره الإبداعي هي جائزة السعفة الذهبية في مهرجان كان (1974) عن فيلمه “وقائع سنين الجمر”، والذي تبدأ أحداثه عشية اندلاع الحرب العالمية الثانية وتنتهي باندلاع الثورة الجزائرية ويبيّن فيه كيف أن هذه الثورة كانت نتيجة مسار طويل وشاق قطعه الشعب الجزائري.
@ أسامة الراعي@
متحصل على :
شهادة الأستاذية في التاريخ.