مركز طرابلس لذوي الاعاقة : اول تجربة ليبية من التاهيل الى التشغيل
منذ سنوات اصبح مركز طرابلس الخاص لذوي الاعاقة يحقق اشعاع تجربة ليبية فتية في مجال التربية الخاصة الموجهة للاطفال والشبان من ذوي الاعاقات ونظرائهم من ذوي اضطرابات التوحد في ليبيا. وقد تمكنت هذه المؤسسة من تحقيق نتائج على غاية من الاهمية في طليعتها الادماج المرحلي لمنتسبيها في الحراك المجتمعي وخاصة في مجال التمكين لهذه الفئة قصد تزويدها بالتكوين والتاهيل الذي يسهم في قبولهم في الشغل.
ويشير الكاتب الصحفي مبروك غراب بان مركز طرابلس حقق هذا الاشعاع عن طريق فريق عمل ذي كفاءة في مختلف التخصصات التي تم اعتمادها بهذه المؤسسة الرائدة
ان المناخ الحقوقي في ليبيا بعد سنة 2013 اصبح يستجيب لمبدأ التمكين خاصة مع امضاء السلطات في ليبيا الاتفاقية الدولية لتعزيز حقوق الاشخاص ذوي بما يعنيه ذلك من ضرورة رفع الدولة الليبية تقارير للامم المتحدة عن كيفية تطبيق سلطاتها لمختلف بنود هذه الاتفاقية.
ويضيف محدثنا انه في ليبيا، وحسب الاحصائيات الواردة بالكتاب الاحصائي لعام 2009[ بلغ عدد الأشخاص ذوي الاعاقة ما يزيد عن 82 ألفاً، وقد تزايد هذا العدد إلى أكثر من 103 ألف عام 2017، حسب تصريح مدير إدارة شؤون المعاقين بوزارة الشؤون الاجتماعية الليبية.
واضاف محدثنا أنه في 24 فبراير 2013 قررت ليبيا الانضمام للاتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص ذوي الاعاقة، من خلال القانون رقم (2) لعام 2013 الذي أصدره المؤتمر الوطني العام، إلا أنه لم يتم إيداع صك الانضمام إلى الاتفاقية إلا يوم 13 فبراير 2018، بهذا أصبحت ليبيا ملزمة بمراجعة التشريعات المحلية للتأكد من مطابقتها مع بنود الاتفاقية أو اصدار تشريعات جديدة إذا لزم الأمر.
ولعل هذه الوضعية المتقدمة جعلت مركز طرابلس لذوي الاعاقة يتوخى عديد الاستراتيجيات التي تحقق الاهداف المعلنة من خلال تلك الاتفاقية الدولية.
واستطرد محدثنا قائلا : في شهر مايو 2018، عمم المجلس الرئاسي أمرا يحمل رقم (2) لسنة 2018[ إلى جميع الوزارات والجهات العامة، يطلب فيه الالتزام ببنود الاتفاقية والتقيد بالتشريعات النافذة بالخصوص، بما في ذلك أحكام المادة (87) من اللائحة التنفيذية للقانون رقم (12) لسنة 2010، التي تنص على أن تلتزم جهات العمل تخصيص نسبة لا تقل عن (5%) من مواطن التوظيف لديها لتشغيل الاشخاص ذوي الإعاقة.
مركز طرابلس لذوي الاعاقة انخرط طوعا في هذا التوجه الانساني الذي يسعى الى المساهمة في تمكين الاشخاص ذوي الاعاقة من تلامذته الذين اثبتوا قدرات على القيام بوظائف ملائمة لاعاقتهم من الحصول على فرص عمل بنفس المركز الذين الذي احتضنهم وهم لازالوا صغارا ومكنهم من التاهيل والتعليم الى ان اكتسبوا خبرات لا باس بها في مجالات معينة مناسبة لخصوصياتهم. وفي هذا السياق عبر محمد الميلادي احد خريجي المركز عن فرحة عارمة غمرته حين تم اعلامه من طرف ادارة المركز بانه مدعو لاستلام وظيفة في المركز تضمن له الحد الادنى من العيش الكريم. وقد كتب بنفسه على صفحات الفايس بوك بانه لم يشعر بفرحة عارمة مثل هذه الفرحة التي التي شعر بها وهو يجد في مركز طرابلس مرة اخرى الحضن الدافئ الذي يحتضنه ويوفر له الشغل اللائق مثل باقي المواطنين. وقد انهالت على صفحته التبرياكات من كل معارفه واصدقائه. محمد الميلادي قال في مقابلة سابقة مع راديو هانديكاب المغرب بانه مدين لاسرة المركز بالكثير وخاصة الاستاذةسالمة رجب لريل التي تشرف على فريق العمل الخاص بالتعليم والتأهيل في مركز طرابلس منذ بعثه الى اليوم. ومن جهته عبر الشاب نوري التركي عن الامل الذي شعر به بعد ان تم توظيف صديقه محمد في نفس المركز الذي درسا فيه معا. وقال النوري بان الخبر جعله يشعر بالحماس كي يستكمل هو نفسه مشواره الدراسي ليلتحق بصديبه محمد والعمل في هذا المرك.
الاستاذ ابو بكر التركي مدير المركز ذكر لنا بان نذه البادرة تتنزل في اطار سياسة المركز الهادفة الى الاحاطة النفسية والاجتماعية والاقتصادية بالشبان الذي يتخرجون من المركز لا سيما من اثبت منهم قدرات مهمة تمكنه من الحصول على فرصة عمل تضمن له العيش الكريم والاستقلالية الشخصية. واشاف الاستاذ ابو بكر ان هؤلاء الشبان لهم حب كبير للمركز الذي تخرجزا منه. وهم يشعرون ان المركز هو منهظ واليهم . لذلك نجدهم يتفانون في العمل الجاد وشغلهم الشاغل اعلاء صمعة المركز والذود عن مكتسباته التي تحققت على مر السنوات.
اما الاستاذ كمال السعداني الذي عمل مدة 38 سنة في مصلحة المحسبات و المالية برتبة كاهية مدير وتولى طيلة 30 عام خطة امين مال بداية من الفرع الوجهوي الجمعية العامة للقاصرين عن الحركة العضويةببن عروس تونس ثم جمعية التاخير و اللاحاطة بالمعاقين عضويا فقد علق على بادرة مركز طرابلس في توظيف بعض خريجي المركز بالقول : ( تشغيل المعاقين ضروة حياتية وخاصة أصحاب التكوين لأن الشغل يضمن كرامة صاحبه حيث لا كرامة بدون مورد رزق وتشغيل المركز الليبي لبعض خريجيه ممن تلقوا تكوين في صلبه عمل ممتاز تشكرعليه الادارة حيث وفرت عناء البحث عن شغل لهاته الفئة ووفرت لهم الراحة النفسية حيث سيبقون حيث هم ويكون مردودهم جيد والله الموفق ويا ليت كل الجهات الخاصة والرسمية يهتدون لمثل هاته الحلول ويستفيدون من هذه البادرة وينجون مثلها.
من جهته علق الاعلامي اليمني الاستاذ فهيم سلطان القدسي الذي يدير المنتدى اليمني للاشخاص ذوي الاعاقة ويكتب في مجلة المنال الاماراتية وينتج برامج اذاعية في راديو يمن اف ام فقد قال لنا معلقا على بادرة مركز طرابلس لذوي الاعاقة : ( ان ما قام به مركز طرابلس شيء رائع وجميل لان هذه البادرة تتنزل فيما ركزت عليه الاتفاقية الدولية. ومركز طرابلس بهذه البادرة يضع لبنة مهمةمن لبنات مسالة التوظيف بعد التأهيل. ان هذه البادرة يجب ان نعمل على تعميمها في المراكز العربية قاطبة لانها تتنزل في اطار مهم وهو التمكين الوظيفي لابناء المراكز المتميزين.
. وارى انه يجب القيام بحملات اعلامية واسعة بناء علىبادرة مركز طرابلس التي لو يتم تسويقها واشعاعها فسوف يجد ملف تشغيل الشبان ذوي الاعاقة بعض الحلول التي ستقلص من البطالة المرتفعة في صفوف هذه الشريحة. ومن جهة اخرى مركز طرابلس لم يرمي الكرة على القطاع العام كما تعودنا دوما بل هو بذلك يعطي الدليل والمثل على ان القطاع الخاص يجب ان ينخرط في الجهود الرامية الى تشغيل هذه الفئة. فمن المهم ان تسعى المراكز والجمعيات الى المساهمة في تشغيل الخريجين لديها على الاقل عملا بالمثل القائل ان جكا اولى بلحم ثوره. حقيقة انا اثمن هذه البادرة واعتبرها خطوة مهمة جدا في الاتجاه الصحيح واتمنى ان تتخذ جميع المراكز هذه البادرة منمركز طرابلس مثالا يحتذى به ان توفرت في هذه المراكز العفلية التي تؤمن بقدرات هذه الفئة وتعمل على مناصرتها كما فعلت ادارة مركز طرابلس
اما الدكتور عائد السلطاني المستشار بوزارة الشؤون الاجتماعية العمانية فقد رحب عاليا بهذه البادرة وقال انها تترجم ان القائمين على مركز طرابلس واعون بان التعاطي مع ملفات ذوي الاعاقة لا يتوقف عند حدود التعليم والتاهيل. انها بادرة غير مسبوقة واتمنى ان يتم تعميمها عربيا وان يضطلع الاعلام بهذا الدور المنوط بعهدته.
اما الاستاذ صالح عقيلة المستشار التربوى والمدرب في مجال تنمية البشرية المعتمد والمدرب رئيس للفئات الخاصة المعتمد في ليبيا فقد بارك هذه البادرة وراى انها مثال لكل ارباب العمل الذين لا يطبقون قوانين التشغيل الخاصة بهذه الفئة. وتعميم هذه البادرة سيكون له اثر ايجابي بالغ
واستبشر المهندس علي طعيمة من قطاع غزة بفلسطين بهذه البادرة وقال انها حقا تبعث على الامل وتشجعنا على البذل والعطاء ومناصرة هذه الفئة.
اما الدكتورة عفاف احمد مرغني رئيسة الاتحاد السوداني لذوي الاعاقة الذهنية وعضوة الاتحاد الافريقي للاسرة والمرأة فقد قالت لنا : (أوافق على توظيف خريجي المركز في وظائف تناسب قدراتهم ومهاراتهم مما يجعلهم سعداء بالانتماء للمؤسسة التي أهلتهم وتخرجو منها وهو دافع قوي في تعزيز ثقتهم بأنفسهم والمجتمع فلهم خالص
التحية للمركز قيادة وادارة وطلاب ومعلمين
الدكتورة هنية محمود مرزا عضو المنظمة الخليجية للاعاقة وعضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود وصاحبة المؤلفات العديدة في هذا الاختصاص فقد علقت على بادرة مركز طرابلس بالقول : ( ارى انها مبادرة انسانية تنموية…. تحقق اهداف تمكين هذه الفئات من الدمج و المساواة و الاعتماد على انفسهم )
ووافقت كلام الدكتورة هنية كلا من السيدة عاتقة اليوسفي المربية المختصة في الرباط بالمغرب وكذلك الاستاذةمريم سيد من جمعية السلام للتنمية بمدينة القنيطرة المغربية.
وكانت خاتمة جولتنا مع الاستاذ نجيب توت المختص في التربية الشاملة وباحث في علم السلوك والذي علق على بادرة مركز طرابلس بقوله : ( آية مؤسسة تكون في اختصاصات معينة، لكي تثبت جدارتها كمؤسسة تقدم تربية مستدامة وتأخذ بعين الاعتبار احتياجات وقدرات الشخص الذي تكونه، تثبت نجاحها من خلال توظيفها للكفاءات التي تعمل على تكوينها في إطار مقاربة تربوية شاملة، فما بالك اذا كانت هذه المؤسسة تكون لشريحة ذات احتياجات خصوصية حيث يبرز عملها مضاعفا بالمقارنة مع بقية المؤسسات الاخرى باعتبارها تدمج خريجيها في السوق المحلية والوطنية وقبلها بالمؤسسة التي تكونت فيها هذه الكفاءات
انا مربية مختصة لي خبرة14سنة عمل في مجال الاعاقة الذهنية في تونس ارغب في العمل في مراكزهم.لذلك ان كنتم مهتمين بطلبي الرجاء مراسلتي و شكرا