الخلافات الزوجية سكين يذبح الأبناء
الخلافات الزوجية سكين يذبح الأبناء
بقلم/احمد زايد
مهما كانت مستويات الحب والانسجام بين الزوجين مرتفعة، سنجد أنه لا يوجد بيت في العالم يخلو من الخلافات الزوجية بل والمشادات أحيانًا لكن حينما يتحول الشِجار إلى طقس طبيعي يمارسه الأب والأم، وتحدث المشاكل الزوجية أمام الأطفال دون مراعاة للآثار السلبية المدمرة له على نفسية الصغار، ينبغي أن ندق جميع أجراس الخطر والإنذار. إن الابناء ينتبهون بشدة إلى كل ما يخص مشاعر الوالدين لأنهم مصدر الشعور بالأمان داخل الأسرة. وعليه فإنه حينما تكثر المشكلات الزوجية بين الآباء والأمهات وتصبح مشاعرهما سلبية ومدمَرة دائمًا، يقع ضرر مباشر على الأبناء قد يدوم مدى الحياة. وتشير الدراسات إلى أن الأبناء على اختلاف أعمارهم، سواء الرضع الذين لا يتجاوز عمرهم 6 أشهر أو كانوا بالغين في سن المراهقة، يتأثرون بالسلب على الصعيد الخارجي والداخلي من الخلافات الزوجية التي تنشأ أمامهم بين الأب والأم والتي قد تتضمن صراخًا أو إهانات أو ضرب واعتداء. فعلى الصعيد الخارجي، سنجد أن هؤلاء الأبناءيكونون أكثر عنفًا وعدائية وعدوانية من غيرهم، كما أنهم من الناحية الداخلية والنفسية يكونون أقل تقديرًا لأنفسهم، وأكثر عُرضة للإصابة بالقلق والاكتئاب، وفي الحالات الحادة قد يسيطر عليهم المشاعر الانتحارية. ومن أبرز الاثار السلبية للخلاف بين الزوجين على الأبناء 1-انعدام شعورهم بالأمان العاطفي: حيث تحد النزاعات المستمرة بين الآباء والأمهات من شعور الأطفال بالأمن حول استقرار الأسرة، لأنهم يتخوفون دائمًا من إمكانية وقوع الطلاق بين الوالدين، كما أنهم يفتقدون الشعور بالحياة الطبيعية بسبب كثرة نشوب الخلافات في المنزل2- تدهورعلاقة الوالدين بالأبناء: تتسبب المشكلات الزوجية الحادة في إصابة الوالدين بالقلق والتوتر، وهو ما يمنع الطرفين من قضاء وقت كافٍ وجيد مع الابناء، كما أنهما حينما يجتمعان مع الصغار لا يتعاملون معهم بدفء ومودة لأن الغضب والإزعاج يكون مسيطرًا على كليهما 3-الإضرار بصحة الأبناء الصحية والنفسية: كلما حضر الابناء الخلافات الحادة التي تقع بين الأب والأم، زاد إحساسهم بالقلق والتوتر والإجهاد، وهي أمور تؤثر على سلامتهم الجسدية والنفسية وتجعلهم عرضة للإصابة بالاكتئاب، كما أنها تتعارض مع التطور الطبيعي والصحي لهم 4-انخفاض التحصيل الدراسي والمعرفي للأبناء: لان مناخ التوتر الذي يعيش فيه الابن او الابنة في منزل اعتاد فيه الوالدان على الشجار قد يُضعف تحصيله الدراسي والمعرفي، كما أن هؤلاء الابناء يكون لديهم صعوبة أكبر في تنظيم انتباههم وعواطفهم، وفي سرعة حل المشكلات 5-المعاناة من مشكلات في علاقتهم بالآخرين: مع تعرض الابناء إلى الخلافات الزوجية بصفة مستمرة تتزايد لديهم فرص التعامل بعدوانية مع الآخرين، وقد يواجه هؤلاء الأطفال صعوبة في الحفاظ على علاقات صحية مع المحيطين بهم عندما يكونون أكبر سنًّا، كما أنهم قد يجدون صعوبة في تحديد الأشخاص الذين يتعين عليهم الوثوق بهم 6-زيادة خطر الإصابة باضطرابات الأكل: ربطت العديد من الدراسات بين اضطرابات تناول الطعام وبين الخلافات الزوجية، إذ يصاب الأطفال الذين يعانون من هذا الوضع إما من فقدان الشهية تجاه الطعام .احرصي على فتح الحديث مع زوجك والسماح له بالتعبير عما يدور داخله، مع إظهار التعاطف والتفهم لكل ما يقوله. افترضي في تصرفات شريك حياتك أفضل النوايا وأحسنها، وذكري نفسك دائمًا بمقدار الحب الذي يحمله كل واحد منكما للآخر. تذكري دائمًا أنكِ وزوجك فريق عمل واحد وأنكما غير متنافسين، وبالتالي عليكما وضع جميع الأوراق التي تخص الأسرة على الطاولة ومناقشتها واتخاذ قرار بشأنها معًا. تجنبي نقد شريك حياتك وإلقاء اللوم عليه في المواقف السلبية، خاصة إذا كان حديثك هذا لن يفعل شيئًا حيال الواقع، وفي المقابل يمكنك الحديث عن أفضل طريقة للقيام بهذه المهمة في المرة القادمة. كل الأشياء التي تودين التصريح بها لشريك حياتك، سواء كانت إيجابية أو سلبية، يمكنك قولها له بلطف واحترام. تعرفي على: كيف تتغلبين على الخلافات الزوجية؟ وبطبيعة الحال لن تخلو الحياة من الخلافات الزوجية، لكن من المهم أن يعي الآباء والأمهات أنه عند نشوب المشاكل الزوجية أمام الابناء ينبغي عليهم معالجتها بهدوء ودون انفعال وعدم التوقف عندها، لكي لا تؤثر على الابناء بشكل كارثي قد يبقى معهم طوال حياتهم وفى ختام مقالتي يمكن القول بأن جميع الآباء والأمهات معرضون لحالات من التوتر والقلق والغضب من المشاكل اليومية، فيجب على الوالدين تجنب الشجار أمام الابناء ومطالبة الزوجة لزوجها، بضرورة الذهاب لغرفة أخرى ، لمناقشة المشكلة، أو الخلاف وحلها بعيداً عن الابناء ويجب على الزوج أو الزوجة، استخدام الكلمات الرقيقة، والأسلوب المهذب عند معاتبة الطرف الأخر مثل البدأ بجملة “أفهم أنك مشغول” أو “أعلم أنك كنت تعمل طوال اليوم” قبل التحدث عن الشكوى ويجب على الزوجين أن يحرصان على حل مشاكلهم بالتفكير معاً أمام الابناء دون اللجوء للشجار، حتى ينشأ الابناء على أن جميع المشاكل تستلزم التعاون للتفكير فى إيجاد حل للمشكلة. يجب أن تمنح الزوجة زوجها فرصة التعبير عن نفسه ووجهة نظره تجاه الموضوع محل النقاش، دون اللجوء للشجار أمام الابناء، مما يساعدهم على ضرورة فهم وجهة نظر الطرف الآخر قبل الحكم على تصرفاته، أو توجيه نقد له، مما يساعد على استقرار الحياة الزوجية. اللهم أصلح ذات بيننا وأعذنا من الشيطان الرجيم وأبعد عنا شر القلوب الحاقدة والعيون الحاسدة. رب جمل كل منا في نظر الآخر واجعل كل منا عون للآخر على طاعتك. اللهم لا تسلط علينا من لا يخافك ولا يرحمنا.