الهادي العبيدي، عميد الصحفيين التونسيين
من مواليد هذا اليوم 16 مارس سنة : 1911 – الهادي العبيدي، عميد الصحفيين التونسيين.
– الهادي العبيدي : ولد في 16 مارس 1911 – توفي في 15 أفريل 1985، (74 سنة)
– ولد بتونس العاصمة، والتحق بالمدرسة العرفانيّة الراجعة بالنظر إلى الجمعية الخيريّة الاسلاميّة. ثم انتسب إلى التعليم الزيتوني حيث قضى في الدراسة بعض السنوات، إذ لم تسمح له ظروف عائلته المادية بمواصلة التعلم.
– قرض الشعر منذ أن كان تلميذا في التعليم الابتدائي. ثم كتب الزجل. وكان من رفاقه الأديب الساخر محمود بيرم التونسي وكلاهما كان ميالا إلى مخاطبة الشعب بلغة واضحة، والافصاح عما يجيش بصدره، كي يرشد ويوجه.
– وزيادة على علاقته المتينة ببيرم التونسي كانت صداقته أيضا وثيقة بالطّاهر الحدّاد وأحمد الدرعي وأبي القاسم الشابي وعبد الرزاق كرباكة وزين العابدين السنوسي وغيرهم.
– وتجدر الاشارة إلى أنّ العبيدي وقف إلى جانب الحدّاد لمّا اندلعت المعركة بمناسبة صدور كتاب “امرأتنا في الشريعة والمجتمع” وحضر حفل التكريم وتعرض مع رفاقه إلى الاعتداء.
– كان الهادي العبيدي من الرواد الذين طرقوا موضوع المرأة في أواسط العشرينات بجريدة “الصواب” لمحمد الجعايبي، كما طرق غير ذلك من الموضوعات الاجتماعيّة فتمرّس في الصحافة بجميع فنونها وأبوابها فعمل مصحّحا ومحررا وناقدا فنيا وأدبيّا وسكرتيرا للتحرير ورئيس تحرير…
– وقد واكب العبيدي الحركة الوطنيّة والحركة النقابية، وعاصر تطور المجتمع التونسي من جميع النواحي.
– من أهم الصحف التي باشر فيها التحرير :
* “الزمان” التي أصدرها محمد بنيس سنة 1929.
* “السرور”: أصدرها علي الدوعاجي سنة 1936.
* “السردوك”: أصدرها الشاذلي الفهري سنة 1921.
* “الوطن”: أصدرها محمد بن فضيلة سنة 1936.
* “الزهرة”: أصدرها عبد الرحمان الصنادلي سنة 1890.
* مجلة “الثريا” لنور الدين بن محمود وقد أصدرها سنة 1943.
* جريدة “الأسبوع” لابن محمود أيضا سنة 1945.
– أصدر الهادي العبيدي جريدتي : “الصريح” (1949) و”الفرززو” (1955) لكنهما لم تعمرا طويلا، نظرا لقلّة الامكانات المادية، وصعوبة مواجهة مصاريف الطباعة.
– أمّا صحيفة “الصباح” التي أسّسها الحبيب شيخ روحه منذ سنة 1951 فقد أعطاها العبيدي، بإمضاء “يقظان”، عصارة تجاربه منذ صدورها وترأس تحريرها إلى أوائل الثمانينات، حين أقعده المرض.
– وقد كان للهادي العبيدي باع في ميدان المسرح فقد اقتبس رواية “عبد المؤمن بن علي”، التي فازت بالجائزة الأولى التي رصدتها جمعية الاتحاد المسرحي لموسم سنتي 1939-1940، وترجم رواية “سالومي” بالاشتراك مع البشير المتهني. واقتبس الكثير من المسرحيّات نذكر منها: “ضاع صوابي” و”ولد شكون ها المغبون” و”الغيرة تذهب الشيرة” وقد نالت نجاحا جماهيريا كبيرا…
– ولم يكتف العبيدي بالكتابة، بل اهتم بالتمثيل وأسهم فيه شخصيا، كما أدار فرقة تمثيلية بالاذاعة وأنتج مجموعة من البرامج الاذاعيّة ذات الصبغة الأدبية.
– يقول عن هوايته للمسرح: “هوايتي الثانية (بعد الصحافة) التي نشأت معي، هي حب المسرح، ويعود تاريخها إلى المدرسة الابتدائية، حيث كنت مفتونا بالتمثيل، وكنت أعمد في أوقات الفراغ بالمدرسة – وقد عشت فيها نصف بيّات – إلى جمع عدد من زملائي التلامذة، وأوزّع عليهم أدوار مسرحية “صلاح الدين الأيوبي” لنجيب الحداد، وأشرع في تمرينهم عليها مع الاحتفاظ لنفسي بدور صلاح الدين…”.
– أنشأ الهادي العبيدي عدّة جمعيّات مسرحية كما أشرف على تنظيم أوّل إذاعة عربية بتونس قبل إنشاء المحطة الرسميّة للاذاعة التي التحق بها محاضرا ومخرجا للتمثيليّات.
– كان أحد مؤسّسي «الرّشيديّة» سنة 1934، ولعلّ من أعذب شعره الغنائي تلك الأغنية الجميلة بالعاميّة المهذّبة عن الأمّ الّتي كتبها وغنّتها الفنّانة نعمة والّتي يقول مطلعها:
محلاها كلمة في فمّي …
كي نادي ونقول يا أمّي …
الى أن يقول :
محلاها وما ألطفها كلمة …
تجمعت فيها معاني عظمى …
فيها الحبّ وفيها الرّحمة …
وفيها اللّي يجلّيلي همّي …
كي نادي ونقول يا أمّي …
– ظلّ الهادي العبيدي دائم النشاط إلى أنّ توفي في 15 أفريل 1985.
# أسامة الراعي
متحصل على :
شهادة الأستاذية في التاريخ.