الشاذلي خير الله : كاتب وصحفي وطني تونسي
من مواليد هذا اليوم 10 مارس سنة : 1892 – الشاذلي خير الله، كاتب وصحفي وطني ومفكّر تونسي.
– الشاذلي خير الله : ولد في 10 مارس 1892 – توفي في 15 مارس 1972، (80 سنة).
– هو وجه من الحركة الوطنية التونسية، ومفكر سياسي انطلقت مسيرته في النصف الاول من القرن العشرين بعد فترة تكوينه مع التحاقه بالمدرسة الصادقية التي تعتبر أول مدرسة عصرية في البلاد التونسية، وقد تزامن إحداثها مع الاجراءات القانونية المتعلقة باصلاح التعليم التقليدي بالجامعة الزيتونية. ثم التحق الشاذلي خيرالله بمعهد كارنو (Carnot) بعد ذلك.
– يعرف عن الشاذلي خير الله أنه كان تلميذا “مشاغبا” وكان وراء عدة حوادث داخل المعهد بسبب حماسه واتباع بعض زعماء الحركة الوطنية والوقوف ضد عنصرية بعض أساتذته الفرنسيين، وقد قاد عدة إضرابات داخل المعهد.
– حتى يُتمم دراسته سافر الشاذلي خير الله الى ليون فتحصل على شهادة الباكالوريا في اختصاص الفلسفة سنة 1918، إلا أنه لم يكمل دراسته الجامعية لأسباب سياسية فقد اندمج في الحقل السياسي من خلال نشاطه في الحزب الحر الدستوري بعدما أنشأ جريدة اسبوعية ناطقة باللغة الفرنسية عنوانها التحرري “Le Liberal” في 29 نوفمبر 1924 بمعية الشاذلي الخلادي والفرنسي لاكوت وكانت جريدة رسمية ناطقة باسم الحزب الحر الدستوري التونسي رفعت في بداياتها شعار التعاون التونسي الفرنسي قبل ان تصبح لسان المطالب التونسية في سنة 1925 والتي تسببت في سجنه نتيجة حكم صدر إثر نشر مقال “دمشق المدينة الشهيدة” (Damas la ville Martyre) في 21 نوفمبر 1925 وكان جزاؤه ثلاثة أشهر سجن بسبب مقال ندد فيه بعنف فرنسا الذي سلطته على سوريا وذلك عندما قذفت المسجد الأموي بمدفعيتها.
– قبع الشاذلي خير الله بسجن الرابطة بتونس وحظي بزيارات رفيقه عمر بن قفصية الذي زوده بكتب الفلسفة والتاريخ وكذلك الاقتصاد.
– وعند خروجه عاد الى باريس لمواصلة دراسته الا انه انتهج النضال السياسي حيث تعرف على قيادات وطنية جزائرية وكان من بينهم مصالي الحاج، وهو أحد القادة الجزائريين البارزين في ميدان النضال الوطني، فكانت له رحلة لتحقيق طموحاته السياسية في المهجر، وأصبح يشارك في اجتماعات جمعية نجم شمال إفريقيا وكذلك في اجتماعات نواب شيوعيين فرنسيين. وبذلك أصبح معروفا بقربه من حزب يساري فرنسي مغاربي.
– شارك في مؤتمر بروكسل حول الإمبريالية والشعوب المضطهدة وذلك في 10-15 فيفري 1927 حيث عرض باسم جمعية نجم شمال افريقيا تقريرا مفصلا عن الوضع السائد في البلاد التونسية في ظل الاستعمار الفرنسي، وكانت مناسبة له لفضح السياسات الاستعمارية.
– وعلى اثر عودته من بروكسل وخلال الجلسة العامة السنوية لجمعية النجم وقع اختيار الشاذلي خير الله رئيسا للجمعية وذلك في 15 مارس 1927 وتمكن من ربط عدة علاقات مع أحزاب يسارية وشخصيات سياسية في المهجر نشأت من رحم الحزب الشيوعي ومن بينها أمير البيان شكيب أرسلان والطيب الدباب.
– يذكر أنه كانت للشاذلي خير الله عدة اسهامات مثل بعث جمعية طلبة شمال افريقيا المسلمين التي تأسست في 15 نوفمبر 1927 بباريس وهي قاعدة عمل مشتركة تجمع البلدان المغاربية الثلاثة (تونس والجزائر والمغرب) هدفها تحرير شمال افريقيا من الاستعمار الفرنسي إلا أنه (بسبب نشاطه) لفت انتباه السلطات الاستعمارية الفرنسية التي استصدرت أمرا بطرده من التراب الفرنسي في 26 ديسمبر 1927 فعاد الى تونس يوم 15 جانفي 1928 أين باشر نشاطا جديدا من خلال كتاباته على جرائده، فقد أصدر جريدة “الراية التونسية” وكان أول صدورها يوم 4 جانفي 1929 ثم “صوت التونسي” التي أنشأها في 26 مارس 1930، إلا أنها أقفلت مرتين وأعاد اصدارها في سنة 1933 وكذلك في 30 مارس 1927، وكان خطها التحريري يعالج عدة قضايا اجتماعية ويفضح السياسات الاستعمارية.
– في سنة 1935، عندما كان المقيم العام الفرنسي مارسيل بيروطون يمارس القمع على قادة الحركة الوطنية، ترأس الشاذلي خير الله المكتب السياسي الثالث للحزب الحر الدستوري الجديد وكانت مناسبة له حتى يُعيّن رئيسا للديوان السياسي الثالث عندما نُفيت مجموعة من القيادات كالحبيب بورقيبة والطاهر صفر والبحري قيقة ومحي الدين القليبي ومحمود الماطري في برج البوف.
– وانتهج برنامجا جديدا في النضال السياسي، لكن سرعان ما فشلت التجربة وأدت الى انسحابه من الديوان السياسي ثم الى مغادرته البلاد التونسية، فقرر الانعزال عن المشهد السياسي وواصل مسيرته الصحفية، اضافة الى كتاباته في الأدب الفرنسي والمقالات ومنها : “البحر الابيض المتوسط” – “مهد الذكاء”، الى أن وافته المنية يوم 15 مارس 1972 فشيع جثمانه الى مقبرة الزهراء بضاحية تونس.
– من آثاره :
* الشرق في الأدب الفرنسي (تونس).
* الحركة التطورية التونسية (بالفرنسية) – ثلاثة أجزاء.
* حركة الشباب التونسي (بالفرنسية) 1956.
# أسامة الراعي#
متحصل على :
شهادة الأستاذية في التاريخ.