العربي زروق : أحد رواد الإصلاح في تونس.

توفي في مثل هذا اليوم 6 جوان من سنة : 1902 – العربي زروق، سياسي تونسي وأحد رواد الإصلاح في القرن 19، ترأس المجلس البلدي لبلدية تونس وهو أول مدير للمدرسة الصادقية.

– العربي زروق : ولد بتونس العاصمة في 29 أكتوبر 1822 – توفي بالمدينة المنورة في 6 جوان 1902، (80 سنة).
– ينحدر من عائلة أرستقراطية أصيلة مدينة باجة وكانت لوالده محمد زروق علاقات مع الحكم الحسيني.
– زاول تعليمه بالمدرسة الحربية بباردو بتدخل من والده لدى أحمد باشا باي حيث لم تكن الدراسة فيها مسموحا بها لغير المماليك من أصول تركية أو من هم بمثابة ذلك. وقد سمح له تكوينه بدخول الجيش التونسي برتبة “بمباشي” ثم ارتقى إلى رتبة أمير أمراء (جنرال) في عهد محمد الصادق باي.

– أسندت إلى العربي رئاسة المجلس البلدي لمدينة تونس، كما ترأس دار الجلد وهي الوظيفة التي كانت تعنى بإدارة الاقتصاد الوطني.
– ثم وفي عام 1875 كان أول مدير للمدرسة الصادقية، بتكليف من الوزير الأكبر خير الدين، وقد أقيل من جميع وظائفه بعد الاحتلال مباشرة عام 1881.

– ينتمي العربي زروق إلى الحركة الإصلاحية رغم أنه لم يترك كتابات في هذا المجال، وإنما كان مساندا للإصلاحيين. وعند التوقيع على معاهدة الحماية التي فرضتها فرنسا على محمد الصادق باي في 12 ماي 1881، نصح العربي زروق محمد الصادق باي بعدم التوقيع عليها، ودعاه للتحول إلى العاصمة ومحاربة المحتلين وإن أدى ذلك لهلاكه فداء للشعب التونسي وسيادة البلاد، وقد كلفه ذلك إقالته من وظائفه ومحاصرة منزله، كما عمل مسؤولون من أعوان الباي وبتواطئ مع الفرنسيين إلى محاولة اغتياله، وهو ما دفعه إلى الالتجاء إلى القنصلية البريطانية بتونس يوم 18 جويلية 1881 وانتقل إلى بريطانيا ومنها إلى إسطنبول، وهناك التقى الوزير خير الدين من جديد. وما لبث أن نشط لفائدة مجموعة “تركيا الفتاة”، لكنه أجبر على مغادرة تركيا فاتجه إلى الأراضي المقدسة حيث توفي في المدينة المنورة.

– بعد الاستقلال اقترح الزعيم علي البلهوان رئيس المجلس البلدي لمدينة تونس إطلاق اسمه على الساحة التي كانت تسمى بساحة لافيجري في مدخل المدينة العتيقة، غير أن مقترحه قوبل بالرفض من قبل الرئيس الحبيب بورقيبة، فأطلق اسمه على نهج تيار (Rue Thiers) المتعامد مع شارع الحبيب بورقيبة في قلب مدينة تونس. ولكن بعد مدة تحول اسم نهج العربي زروق إلى نهج ابن خلدون لاعتقاد بورقيبة أن العربي زروق هو من أقارب أحمد زروق (وهو وزير حرب سابق قمع بشدة سكان الساحل خلال انتفاضة علي بن غذاهم).
– ومع ذلك فالعربي زروق هو من بين الشخصيات القليلة السابقة لعهد الحماية ممن يحظون بتقدير خاص، ويظهر ذلك من خلال إطلاق إسمه على بعض الأنهج ببعض المدن، كما أطلق اسمه على مدرسة ابتدائية بمدينة نابل.

# أسامة الراعي #

أسامة الراعي

متحصل على :
شهادة الأستاذية في التاريخ.