إطلاق “أجندة الذاكرة الوطنية الفلسطينية 2024” في تونس.
فلسطين رواية تحارب من أجل ترسيخ الذاكرة، هي قصّة النضال والمقاومة من أجل البقاء. فجاءت الحاجة قويّة وملحّة لمشروع مثل “أجندة الذاكرة الوطنية الفلسطينية”. مشروع لتعريف وتذكير الأجيال الجديدة بالتجارب النضالية واستحضارها بأسلوب منمّق يتماشى مع الظروف التي تعيشها البلاد والمآسي التي تكبّدها العباد. مشروع “أجندة الذاكرة الوطنية الفلسطينية”هو فرصة لإعادة بناء وترميم الهوية والذاكرة الفلسطينية، ولكونها جهدا نابع من أبنائها، فهي تمثل حالة نبيلة يستوجب دعمها ورعايتها”.
الذاكرة الوطنية الفلسطينية هي حالة شهدت تقصيرا من الدول العربية التي انعكفت مع مشاغلها الداخلية منذ 2010 وتناست الاهتمام بالتجارب والمشاهد النضالية الماضية للشعب الفلسطيني، مما أفقد الأجيال الجديدة المعرفة بها، وضياع كل ما قُدّمت للقضية.
فكرة “أجندة الذاكرة الوطنية الفلسطينية” مهمّة لتسويق وإعادة ترجمة أحداث كادت تمّحي وتوثيق تجارب أوشكت أن تضيع، وتعود للماضي القريب دون نسيان البعيد حتى يعرف القاصي والداني حقيقة الرواية الفلسطينية التي شوّهها وزيّفها المحتل الغاصب عبر الإعلام الغربي.
الأجندة هي حماية للذاكرة الوطنية الفلسطينية خطّت التاريخ وخلّدت القصص لتشجّ روح الثقافة العربية وتتربّع على عرش الأحقية الأزلية في الأراضي الفلسطينية.
وعلى هذا الأساس، أطلق كلّ من المركز الثقافي والتراث الفلسطيني ومؤسسة سيدة الأرض بتونس أجندة بعنوان “الذاكرة الوطنية الفلسطينية 2024″، سيتم توزيعها بمختلف مؤسسات الدولة التونسية وفي مقدمتها رئاسة الجمهورية، تكريما لدعمها القضية الفلسطينية وحق الشعوب في تقرير مصيرها.
تحمل هذه الأجندة في طيّاتها تاريخا عريقا امتزجت فيه اللقاءات بالتكريمات تعزيزا للوعي الثقافي والتراثي للشعب الفلسطيني. وهي تعدّ محاكاة لواقع أليم دام لما يزيد عن 7 عقود من الصمود والنّضال اكتسح المناهج التعليمية داخل المؤسسات التربوية وأثبت حضوره بالمكتبات الوطنية والبيوت التونسية.
تعود الأجندة اليوم بعد انقطاع دام أكثر من 13 عاما لتنطلق احتفالية الذاكرة الوطنية الفلسطينية في لوحة فنية تحمل كل المعاني التاريخيّة لتنصهر في بوتقة الرواية الفلسطينية.
وبهذه المناسبة، صرّحت رئيسة المركز الثقافي والتراث الفلسطيني بتونس الدكتورة نوال قطب بن صالح أن استدامة المركز مع عودة احتفالية الذاكرة الوطنية الفلسطينية انعكاس للصّمود والقوة التي يتحلى بها الشعب الفلسطيني، مؤكدة أنه رغم الصّعاب والعقبات ستظلّ الرّاية والهويّة الفلسطينية ثابتة في شموخ من خلال الحفاظ على الموروث الحضاري وتعزيز وجوده.
كما أضافت “نوال قطب” أنّ استمراريّة السعي تقتضي حتمية الوصول ممّا استوجب العمل المشترك لسرد الرواية الحقيقية للقضية الفلسطينية ودحض الرواية المزيفة بالمنابر الاعلامية الغربية إلى جانب التعريف بالتراث الفلسطيني.
ومن جهته، أعلن الرئيس التنفيذي لمؤسّسة سيدة الأرض كمال الحسيني أنّ هذه الأجندة تحمل في طياتها عدة نقاط تحاكي الذاكرة الفلسطينية لتكون حربا حقيقية ضدّ الاحتلال تسمّى بحرب الرّواية، مشيرا إلى أنّها تضمّنت جملة من التواريخ التي توثّق المقاومة والنضال وتصف الوضع المعيش كما تجسّد الموروث الثقافي المتجذّر في الأرض المقدسة لما يزيد عن 7 آلاف عام.
كما ذكر الحسيني أنّ هذه الأجندة ستقدّم أيضا فكرة عن أهمّ الأقمشة والملابس التقليديّة الكنعانية في مختلف البقاع الفلسطينية على غرار حيفاء وعكة والناصرة والخليل وجنين ورام الله وأنماط عيشهم إضافة إلى لوحات فنية كنعانية تكشف الموروث الثقافي للهوية الفلسطينية.
وختم الحسيني قوله بأنّ “أجندة الذاكرة الوطنية الفلسطينية 2024” هي تخليدا لأقوال مأثورة لـ50 شخصية بارزة وفاعلة في القضية في الفلسطينية من كتّاب وشعراء وشهداء وقضاة عرب كانت لهم بصمة في حبّ فلسطين وأبرزهم رئيس الجمهورية قيس سعيد وفق قوله.
وللتذكير فإنّ “أجندة الذاكرة الوطنية الفلسطينية 2024” تضمّنت صفحات بألوان زاهية تجلب الناظر وتبعث الأمل في مستقبل أفضل لفلسطين الأبية تخلّلتها صور لشخصيات وتراث في شكل رسومات وخرائط تحكي الأسماء الأصلية للبلاد والنسب المئوية في اغتصاب الأراضي الفلسطينية كما توفّر مساحة حرّة لخطّ ما يجول بالخاطر.
نشر ومتابعة هاجر عزوني.