صلاح مصدق : صدق من قال أنه “أسطورة” الدراما التونسية
تميز الممثل القدير “صلاح مصدق” في كل أعماله الفنية سواء في المسرح أو السينما أو المسلسلات، لقب ب”صليح” بعد ما نجح في تقمص الدور بحرفية كبيرة في “خطاب على الباب” ، صليح النجار كان “صنايعي” بامتياز وقدم لنا آداء لا يمحى من ذاكرة التونسيين وكلنا نتذكر المشهد الذي دار بينه وبين عشيقته بية حين قالت له ” ماتبيعش حانوتك أنا ما نخذش نجار من غير حانوت” .
صليح أبدع أيضا في وردة و ليام كيف الريح وأمواج وباب الخوخة وغادة وڨمرة سيدي المحروس و الريحانة في دور التهامي “يا بوغريبة يا صاحبي ” مع دليلة مفتاحي و بنفس الروح ظهر في إخوة وزمان في دور المنصف وجسد معاناة الإنسان الفاقد للبصر خاصة في مشهد زواج ابنته .
تتالت بعد ذلك مشاركات مصدق فظهر في كمنجة سلامة وليالي البيض وكاستينغ ومكتوب ومن أجل عيون كاترين وسجل حضورا في الهزل في ڨراج الكريك وديبانييني ودار الوزير
كان إستثنائيا “كاريزما مشعة” و “آداء رائع” و ثقة في نفس” كان صديقا للمسرح حيث عانقه منذ السبعينات في الموسوس و إيدا غبلار وأحلام بينو كيو و القائمة طويلة فرافق المنصف السويسي وحسين محنوش و ثلة أخرى من عمالقة المسرح في مسيرة حافلة بالأعمال والتتويجات و عاد اليوم في تجربة جديدة مع الكوميديا السوداء في مسرحية بعنوان ممو وشحيمة التي تتمردت على الواقع بنقد ما يطغى عليه من إنقلاب للمفاهيم و تردي للأوظاع السياسية والإجتماعية .
“ابن حلق الوادي” دون إسمه في السينما أيضا في عمل “عصور السطح” و”غدوة نحرق” و”سلطان المدينة” و”باتياتو” ومؤخرا في “بيك نعيش” لمهدي البرصاوي أين تقمص دور المافيوزي صاحب الكلينيك جعله محل أنظار العالم العربي ليتوج في القاهرة بجائزة أفضل ممثل تونسي وجائزة أفضل مسرحي في مهرجان المسرح العربي .
أسطورة الدراما التونسية صلاح مصدق كان صادقا في وجدانه مثلما كان صادقا في فنه ليشهد أعظم قصة حب توجت بالزواج مع رفيقة روحه وسنده الدائم الممثلة القديرة سهام مصدق.
” الفن أجمل طريق للحب المقدس”
بورتريه أرتيست
بقلم خليل الخضراوي
[ditty_news_ticker id="5039"]