الناقد مراد ساسي يكتب عن الشهادات التقديرية الممنوحة فايسبوكيا

شارك اصدقائك الفايسبوكيين

تحايا المساء : شهائد المغالطة وصكوك التحيّل الابداعي – مراد ساسي

قررت اليوم هكذا ودون مناسبة ودون سابق إعلام وإضمار ولكن بإصرار, أن أمنحكم أصدقائي كل أصدقائي في الحياة وعلى هذا الجدار الأزرق اللعين الفايسبوك، بما فيهم الذين لم يذهبوا يوما إلى المدرسة أو اللذين ليس لهم اهتمامات أدبية أو علمية شهائد الابداع الادبي والثقافي من : الاستحسان والتفخيم والتعظيم والتقدير وان لزم الأمر الدكتوراه، وبذلك يستطيع كل منكم أن يكتب قبل اسمه لقب (الدكتور)، وهذا إقرار مني بذلك فعلقوه أينما شئتم، و أسرجوا المجامر بالبخور أو اشربوا الأنخاب واعزفوا موسيقى الراب والجاز والمزود لذلك الحدث العظيم.
قررت ذلك نكاية بالجمعيات، واللجان الوهمية التي يقوم الأميون في العلم والثقافة بالإشراف عليها، وفبركتها عبر هذا الجانح الفايسبوك (وما أكثرها هذه الأيام)، كل منهم يحاول أن يسبق الآخرين في عدد الشهادات الممنوحة، فسبقتهم كلهم .

كل يوم يخرج علينا أسماء لجميعيات ومنتديات ومجلات وهمية أدبية وثقافية , قليلة الاهتمام وضحلة المستوى طبعا تمنح صكوك التحيل الابداعي وشهادات الفوز والاستحقاق والجدارة لفلان، فعلان فارس الشعر تفوق على امرؤ القيس والمتنبي ودرويش والشابي ، وفلانة ربة القصيد وفاقت الخنساء ونازك الملائكة معا ، وعلانة رمز الحداثة في قصيدة النثر ، وينشرون أسماءهم، وتوقيعاتهم (أقصد المشرفين) على الشهادات (لزوم الدعاية)، كي يوهموا القراء المساكين بأنها منتديات او مجلات او جمعيات أكاديمية يعتد بها مع أن المشرفين عليها، أقرب إلى الأمية في عالم الأدب، والثقافة.
الشيء المؤسف جدا جدا بل المستفزّ جدا جدا والمثير للاستغراب جدا جدا ، أن أولائك الذين تمنح لهم هذه الشّهائد، يختالون فرحا كأنهم فعلا حصلوا على شهادة التفوق الأدبي ( الدكتوراه) والبحث العلمي فعلية لجهودهم العلمية، فينشرونها لنا عبر الفيسبوك، ويرسلون الخبر لمواقع النشر التي تنشر ما هب ودبّ فرحين بهذا الإنجاز الادبي او العلمي العظيم (تكبير)، وتبدأ التهاني، والتبريكات والمجاملات والتعظيم والتهليل بتلك الفتوحات” الفولكلورية” هههه.
أحد الأصدقاء الشعراء الذي أحترمه، وأحترم الى حد ما شعره، حصل على تلك الشهادة فبدأ يرسلها عبر الخاص لكل اصدقائه ومعارفه ، ووضعها كمعلقة شرف او ربما ارادها المعلقة الثامنة على جداره .وطالبنا” شاعرنا المزعوم” بالمناسبة أن نكتب له تعليقا جميلا وتباريكا مخملية جميلة (لعل وعسى يدبر بيها راسو ..!) .
عندها فاض الكاس و رفضت هذا السلوك، ولمته على الخاص وعاتبته مقدما له النصح، من صديق لصديق، قاطعني بل قطع حبل الفايس وحبل الصداقة وهو غاضب واقسم بطلاق زوجته لو أعاد حبل الودّ.
الله يسامح هذه الجمعيات والمنتديات والمجلات التي أصبحت تنتشر انتشار النار في الهشيم، فتخرب أخلاق كتابنا، كما خربتها أموال الجوائز على المقاسات وبسابق الاضمار ، واموال الاصطفافات وعرّابي التبطبيع ومال شيوخ النطف والنفط،.. .
ذات يوم أرسلت لي إحدى تلك الجمعيات تدعي أنها سورية أو عراقية شهادة من هذا القبيل تمجد جهدي الكبير ك :
( علامة وأديب لا يشق له غبار) ،فتعجبت واندهشت لأني لا اعرفها ولم اسمع عنها ولم أشارك البتة في أي نشاط لها . وقد سألت عنها العديد من كبار كتاب الشّام والعراق ومصر, وصغارها فلم يعرف أحد عنها شيئا، ولم يسمع بها.
وعندما كنت ألفت نظر هؤلاء الناس إلى ذلك، وأن شهادات الاطراء والشهادات العلمية يمنحها لجان أكاديمية متخصصة لها باع في العلم، والثقافة في جامعاتها، وليس في عالم الفيسبوك كانوا يتجاهلون رسائلي، ويمتعضون منها، وبعضهم يحذفها كي لا أنغص عليه فرحته. ومنهم من ينشر في اليوم الواحد من اثنين الى خمسة شهائد وهو فرح مسرور ولا نعرف عنه شيئ في حقيقة الامر في مجالسنا أو أنشطتنا الأدبية ( نكرة) وهو يتشبث بوهم ويصدّق السّراب على انه ماء.
أنا فعلا حزين لهؤلاء الناس الذين يتوهمون أن تلك الشهائد صادرة عن لجان علمية او جهة مشهود بكفاءتها الادبية والعلمية ولها باع في عالم المعرفة والأدب والثقافة .
شهادات هؤلاء شبيهة بدكتوراه ليلى بن علي ( روثة قصر قرطاج) او دكتوراه ملوك وأمراء النفط والنطف بالخليج ملوك وأمراء الاستخراء العالمي، فإن كان أولائك الملوك والامراء ” الصُّيع- القتلة ) ومنهم بن سلمان يحمل لقب (دكتور)، فلماذا لا يحق لهم؟؟

بالمناسبة في عديد البلدان ومنها امريكا هناك جمعيات كتاب تجارية مقابل الاشتراك المالي فيها تصبح عضوا وبالتالي كاتبا، أو شاعرا من أي مكان في العالم كنت، وسواء كنت كاتبا، أو أميا، حيث يوهمونك أنهم يدققون في ذلك، لكنهم لا يدققون في شيء، وطبعا بعض الكتاب العرب بعد انتسابه إليهم يطير فرحا لماذا لأنه أصبح عضوا في جمعية عالمية، (ما دامت أمريكية فهي عالمية هههه!!!!)، وطبعا دائما يكتب بجانب لقبه، والتعريف به أنه عضو في اتحاد كذا العالمي، مع أن أعظم شعراء العرب لم يكونوا أعضاء في أي اتحاد عالمي. رغم ذلك ورغم عضوية هذا الاتحاد العالمي الوهمي، والذي لا ينتج شعراء، أو كتابا، فالمبدعون هم من ينتجون أنفسهم، وحروفهم هي التي تعرف بهم، وإبداعهم، وتجديدهم هو الذي ينتزع لهم المجد الذي يبحثون عنه.لا شهائد المغالطة وصكوك التحيل الابداعي .آسف صديقي اني اخبرتك بهذا الامر ونغصت عليك فرحة زائفة !!؟/ م-س

++اعيد نشر هذا النص مرغما – مراد

Loading