أجمل قصص الحب ***الحب والإرهاب..!

شارك اصدقائك الفايسبوكيين

حضر الشاعر نزار قباني إلى مهرجان شعري ليلقي قصيدته في بغداد عام 1962.
وأثناء إلقائه القصيدة وقعت عينيه على فتاة عشرينية بغدادية أعظمية فاتنة الجمال والمظهر، فتلاقت النظرات والأرواح بينهما.
سأل عنها فقيل له؛ إنها “بلقيس الراوي”
أين تسكن ؟؛ في بغداد في بيت على نهر دجلة الخالد..
فذهب لخطبتها فأبى والدها أن يعطيها له!
بقى نزار قباني يتغزل بها في مراسلات بينهما قرابة سبع سنوات دون علم والدها ..
وبعد أن عاد من أسبانيا إلى العراق فقد كان يعمل في السفارة السورية هناك، حضر مهرجان المربد الشعري، فألقى قصيدة هزت وجدان ومشاعر الجميع ، فتعاطف معه أغلب الشعب العراقي آن ذاك..
يقول في نهايتها..

كيف أحبابنا على ضفة النهر؟
وكيف البسـاط والنـدماءُ؟
كان عندي هـنا أميرة حُبٍ
ثم ضاعت أميرتي الحسـناءُ
أين وجهٌ في الأعظمية حلوٌ
لو رأته تغار منه السـماءُ.

نقلت القصة إلى الرئيس العراقي أحمد حسن البكر رحمه الله، فتأثر بها فبعث بوزير الشباب الشاعر شفيق الكمالي ووكيل وزارة الخارجية، والشاعر شاذل طاقة، ليخطباها لنزار من أبيها ، عندها وافق والدها فتزوجا عام 1969 ليعيشا أجمل أيام حياتهما.
وبعد عشر سنوات من الزواج والترحال قال فيها قصيدة غناها كاظم الساهر مطلعها..

أشهدُ أن لا امرأة ً
أتقنت اللعبة إلا أنتِ
واحتملت حماقتي
عشرة أعوام كما احتملت
واصطبرت على جنوني مثلما صبرت
وقلمت أظافري
ورتبت دفاتري
وأدخلتني روضة الأطفال
إلا أنتِ ..

وما أن أشرق عام 1981م ، وبعد أن إستقر بنزار وزوجته المقام في بيروت، حيث كانت بلقيس تعمل في السفارة العراقية، حتى كان الخامس عشر من الشهر الأخير من عام 1981 ودعها نزار لتذهب إلى عملها وتصافحا فتعانقا فتفارقا ، فذهبت إلى عملها وذهب نزار إلى مكتبه بشارع الحمراء ، وبعد أن إحتسى قهوته سمع صوت إنفجار عنيف زلزله من رأسه إلى أخمص قدميه، فنطق دون شعور، قائلاً : ياساتر ياربي ماهذا !! ؟ وما هي إلا دقائق حتى جاءه الخبر ينعي له محبوبته التي قتلت في العملية الإنتحارية التي نفذها أحد أفراد حزب الدعوة بسيارة مفخخة على السفارة العراقية في بيروت ومعها 61 من الضحايا..

كتب نزار فيها قصيدة رثاء لم يكتب أطول منها في حياته، ولا أجمل منها في مسيرته الشعرية هذه قصة الحب والإرهاب ، إنها قصة تؤكد أنه ليس للإرهاب قلب ، وليس له لامبدأ ولا دين ولا طائفة وليس له أدنى إيمان أو أخلاق.
وهذا جزء قصير من قصيدة (بلقيس)..

شكراً لكم ..
شكراً لكم . .
فحبيبتي قتلت .. وصار بوسعكم
أن تشربوا كأساً على قبر الشهيدة
وقصيدتي أغتيلت ..
وهل من أمـةٍ في الأرض ..
إلا نحن تغتال القصيدة ؟
بلقيس …
كانت أجمل الملكات في تاريخ بابل
بلقيس ..
كانت أطول النخلات في أرض العراق
كانت إذا تمشي ..!
ترافقها طواويسٌ ..
وتتبعها أيائل ..
بلقيس .. يا وجعي ..
ويا وجع القصيدة حين تلمسها الأنامل
هل يا ترى ..
من بعد شعرك سوف ترتفع السنابل ؟
يا نينوى الخضراء ..
يا غجريتي الشقراء ..
يا أمواج دجلة . .
تلبس في الربيع بساقها

أحلى الخلاخل ..
قتلوك يا بلقيس ..
أية أمةٍ عربيةٍ ..
تلك التي
تغتال أصوات البلابل؟

Loading