بيان حول تعطيل صلاة الجمعة

شارك اصدقائك الفايسبوكيين

2020-10-28

بسم الله الرحمن الرحيم
بيان حول تعطيل صلاة الجمعة

وبعد، فعلى خلفية تعطيل صلاة الجمعة في بعض الولايات، بقرارات اتّخذها الوُلاَةُ دون أن يبيّنوا مستندهم الشرعي في ذلك، سوى حشر صلاة الجمعة ضمن التّجّمعات التي تسبّب العدوى، نعلن نحن الجمعيات الممضية أسفله موقفنا التّالي:
أوّلا: أنّ صلاة الجمعة من أعظم شعائر الإسلام في بلاد الإسلام، قال الله تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ”[الجمعة:9]، وهي فرض عين على كلّ مكلف، يحرم التخلف عنها، مع أنّ وباء “كورونا يمكن أن يكون عذرا في سقوط الجمعة والجماعة عن كبار السّنّ وأصحاب الأمراض المزمنة.
وإنّ لشرف منزلة صلاة الجمعة في الشريعة الإسلامية، لا يحقّ لأيّ كان أن يعطّلها، وإذا اقتضى الأمر ذلك فلا بدّ من بيان المستند الشرعي في ذلك، الرّاجع إلى أهل المعرفة بالشرع ليتحمّلوا مسؤولياتهم الشرعية، لا أن يتّخذ قرار التعطيل في دوائر الاجتماعات السياسية والإدارية، وأن تعامل بيوت الله تعالى كما تعامل مؤسّسة إدارية.
ثانيا: نطالب الجهات التي اتّخذت قرار تعطيل صلاة الجمعة في الولايات التي عطّلت فيها، ببيان وجاهة قرارها مع إبقاء عديد التّجمعات الأخرى كالمدارس، ووسائل النقل، والأسواق، والمقاهي، والحانات، والمطاعم، وتوضيح المعطيات العلمية التي قادتهم إلى اتخاذ هذا القرار.
ثالثا: أنّ التسامح إذا كان ضروريا مع التّجمّعات المتعلّقة بالمجالات الاقتصادية والاجتماعية والتربوية، فإنّ صلاة الجمعة أكثر ضرورة لعلاقتها بالكلية الأولى من كليات الشريعة الإسلامية، التي هي كلية “حفظ الدين”.
رابعا: أنّ قرار التعايش مع وباء “كورونا” الذّي اتّخذته السلطات في سائر مجالات الحياة، يمكن تطبيقه مع الشعائر الدينية وخاصة صلاة الجمعة، وقد تبين أنّ رواد المساجد كانوا أكثر انضباطا للبروتوكولات المنظمة لإجراءات الوقاية.
خامسا: أنّ صلاة الجمعة تعتبر جزءا من الحلّ، باعتبار آثارها النّفسية العظيمة على النّاس، من حيث نشر الطمأنينة في نفوسهم، وتغذية الأمن الروحي، وهي من أسباب تقوية المناعة، ولذا ندعو الجهات الرسمية إلى عدم استسهال اللّجوء إلى غلق المساجد أو تعليق الشعائر؛ فإنّ في صلاة الجمعة وقتا لا يردّ فيه الدّعاء، وهو من بين أن يصعد الإمام فوق المنبر إلى أن تنقضي الصلاة.
بهذا وجب التنبيه، والله من وراء القصد، وهو يهدي السبيل، وصلّى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

الرابطة الوطنبة للقرآن الكريم
جمعبة الأئمة من أجل الإعتدال ونبذ التطرف
الجمعية التونسية للعلوم الشرعية
جمعية الخطابة والعلوم الشرعية بصفاقس
جمعية هيئة مشائخ تونس

Loading