محمد السعيد الخلصي، شاعر تونسي

شارك اصدقائك الفايسبوكيين

 محمّد السّعيد بن حميدة الخلصي : ولد في 12 فيفري 1898 – توفي في 23 نوفمبر 1962، (64سنة).

– ولد بحيّ دار الباشا بالعاصمة، وهو ينتمي إلى أسرة عريقة كانت تتعاطى التجارة وصناعة الشاشية.

– زاول دراسته بالكتّاب حيث حفظ نصيبا من القرآن الكريم وتلقّى مبادئ العربية في إحدى المدارس القرآنيّة. ثم التحق بمعهد كارنو حيث حذق اللّغتين الفرنسية والإيطاليّة. وفي الوقت نفسه الذي كان يتابع فيه دراسته الثّانوية واصل خارج المعهد وفي أوقات فراغه دراسة اللّغة العربيّة فكان يكثر من مطالعة الكتب المختارة. ومنذ ذلك الوقت شرع في كتابة المقالات ونظم الشعر. وقد رحبت الصّحف والمجلات التي كانت تصدر آنذاك بتونس بكتاباته. وكان يرسل إنتاجه إلى الصّحف دون ذكر اسمه لكنّ شخصيّة هذا الكاتب الشابّ سرعان ما انكشفت.

– قَبِل (بوصفه مترجما بارعًا) العمل مع البارون ديرلانجي الذي كان في ذلك العهد بصدد جمع الوثائق اللاّزمة لتأليف كتابه “تاريخ الموسيقى العربية” فكان أحد مساعديه على إنجاز ذلك العمل الدّقيق.

– انضمّ سنة 1917 إلى النّادي التونسي، وقد كان يتردّد على نادي الشاعر مصطفى آغة وغيره من النّوادي الأدبية بتونس ومنها نادي جمعيّة قدماء الصّادقيّة. وكان الضّيف المبجّل في كلّ النوادي لما عرف به من طرافة في الحديث وبراعة في إلقاء القصائد سواء أكانت قصائده أم قصائد غيره من الشعراء. نظم الخلصي كثيرا من القصائد، كما نقل إلى اللّغة العربية نظما عدّة قصائد لشعراء فرنسيين منها قصيدة لامرتين “البحيرة”. كما قام بتعريب رواية أليكسندر دوماس الابن “غادة الكاميليا”.

– كان يراجع المسرحيّات التي تقرّر الفرق المسرحيّة التّونسيّة تقديمها ويدخل عليها بعض التّغييرات.

– وفي تلك الفترة بالذات تعلّق الخلصي بالمطربة حبيبة مسيكة التي تألّقت في سماء الفنّ التّونسي فأصبح من أوّل المدعوّين إلى حفلاتها العموميّة أو الخاصّة.

– وفي آخر العشرينات تحوّل السعيد الخلصي إلى المغرب الأقصى مدّة من الزّمن واستقرّ بالدّار البيضاء حيث باشر مهامّ مترجم عدلي.

– وبموت الفنانة حبيبة مسيكة يبدو أن سعيد الخلصي أغلق ملف حبه لها نهائيا حيث عاد إلى تونس سنة 1931 ليتزوج، وقد جاء في كتاب ألفته ابنته سعاد الخلصي، بعنوان “محمد السعيد الخلصي شاعر العاطفة” أن والدها تزوج في أول جانفي من سنة 1931 ابنة شيخ المدينة (شيخ مدينة تونس وهي طبعا والدتها) ثم عاد إلى الدار البيضاء لمواصلة عمله هناك في سلك المحاماة.

– في سنة 1947 عرض عليه مصطفى الكعّاك رئيس الحكومة التّونسية في ذلك العهد منصبا هامّا في ديوانه فقبل العرض وعاد إلى تونس حيث شغل هذا المنصب إلى سنة 1950.

– في سنة 1953 اعتراه مرض استوجب نقله إلى باريس أين أجريت عليه عملية جراحية فقد إثرها صوته ولكن المرض أدى به أخيرا إلى الأجل المحتوم وذلك يوم 23 ديسمبر 1962 لتكون مقبرة الزلاج هي مثواه الأخير.

– لئن تولت ابنته سعاد الخلصي في التسعينات جمع قسم من شعره وأدبه في الكتاب الذي تولت إصداره فإن ذلك لا يعني أنها جمعت كل ما كتبه ونشره والدها. يقول الأستاذ أبو القاسم محمد كرُّو في كتابه “حصاد العمر: قسم (أعلام منسيون) في هذا الخصوص : “تولت ابنة سعيد الخلصي جمع قسم من شعر والدها وأدبه وأصدرته في كتاب بدون دراسة لائقة ولا جمع كامل لأعماله – ص 377). ولكننا نعتبر ذلك أفضل من أن تبقي ما جادت به قريحة أبيها في طيّ النسيان”. فقد مضى على مبادرتها أكثر من ربع قرن من الزمن ولم يصدر كتاب آخر حول هذا الشاعر وتجربته والحال أن هذه مسؤولية المؤسسات الثقافية في بلادنا على غرار بيت الشعر.

– توفّي محمّد السّعيد الخلصي في 23 ديسمبر 1962.

# أسامة الراعي#

Loading

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *