ذكرى أحداث ساقية سيدي يوسف

شارك اصدقائك الفايسبوكيين

في مثل هذا اليوم 8 فيفري من سنة : 1958 – الطيران الفرنسي يُغِيرُ على ساقية سيدي يوسف على الحدود التونسية/الجزائرية كرد فعل على الدعم التونسي للثورة الجزائرية، وقد وقع العديد من القتلى الجزائريين والتونسيين.

– سبق القصف الجوّي الفرنسي عدة تحرّشات فرنسية على القرية لكونها نقطة استقبال لجرحى الثورة التحريرية. وكان أوّل تحرّش سنة 1957 إذ تعرضت الساقية يومي 1 و2 أكتوبر إلى اعتداء فرنسي بعد أن أصدرت فرنسا قرارا يقضي بملاحقة الثوار الجزائريين داخل التراب التونسي بتاريخ 1 سبتمبر 1957. ثم تعرضت الساقية إلى اعتداء ثانٍ في 30 جانفي 1958 بعد تعرّض طائرة فرنسية لنيران جيش التحرير الوطني الجزائري لتختم التحرشات بالغارة الوحشية يوم 8 فيفري 1958 بعد يوم واحد من زيارة “روبار لاكوست” للشرق الجزائري.

– يوم السبت 8 فيفري 1958 هو يوم سوق أسبوعية بقرية ساقية سيدي يوسف ولم يكن المستعمر الفرنسي يجهل ذلك عندما اختار هذا اليوم بالذات للقيام بالغارة على القرية.
– وقد صادف ذلك اليوم حضور عدد هام من اللاجئين الجزائريين الذين جاؤوا لتسلم بعض المساعدات من الهلال الأحمر التونسي والصليب الأحمر الدولي.

– وقد كانت مفاجأة كل هؤلاء المدنيين كبيرة عندما داهمت القرية حوالي الساعة الحادية عشرة أسراب من الطائرات القاذفة والمطاردة. واستهدف القصف المعتمدية والمدرسة الابتدائية وغيرها من المباني الحكومية ومئات المنازل فيما كانت المطاردات تلاحق المدنيين.

– تواصل القصف باستمرار نحو ساعة من الزمن مما حوّل القرية إلى خراب وقد بلغ عدد القتلى 68 منهم 12 طفلا أغلبهم من تلامذة المدرسة الابتدائية و9 نساء وعون من الجمارك فيما بلغ عدد الجرحى 87 جريحا.

– أما الخسائر المادية فتمثلت في تحطيم خمس سيارات مدنية منها شاحنات للصليب الأحمر الدولي والهلال الأحمر التونسي. وتحطيم المباني العمومية التالية : مبنى المعتمدية، مركز الحرس الوطني، مركز الجمارك، إدارة البريد، مدرسة ابتدائية، إدارة الغابات وإدارة المناجم. وتحطيم 43 دكانا و97 مسكنا.

– وقد كان مندوب الصليب الأحمر “هوفمان” موجودا بساقية سيدي يوسف أثناء القصف، فقد وصل ومساعدوه حوالي الساعة العاشرة قصد توزيع الإعانات الغذائية وغيرها على اللاجئين الجزائريين. وقد كان بصدد زيارة مأوى اللاجئين صحبة المعتمد عندما وقع القصف.
– وصرح في شهادته أن القاذفات الفرنسية التي هاجمت الساقية ودمرتها حطمت أيضا عربات الشحن التابعة للصليب الأحمر… وهي أربعة عربات : ثلاثة عربات منها تابعة للصليب الأحمر السويسري وواحدة تابعة للهلال الأحمر التونسي وكلها مشحونة بالملابس المعدة للتوزيع.
– وقد نددت الصحف في مختلف أرجاء العالم بهذا العدوان، فكان حصاد فرنسا من هذه العملية إدانة المجتمع الدولي لهذه الجريمة النكراء.

# أسامة الراعي#

Loading

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *