علي بالاغا، رسام تونسي

شارك اصدقائك الفايسبوكيين

 علي بالاغا : ولد سنة 1924 – توفي في 10 ماي2006، (82 سنة). ولد في المدينة العتيقة بتونس العاصمة، في بيئة تعدّ الحرف اليدوية والصناعات التقليدية أساسها الاقتصادي.

– سافر إلى فرنسا وانجذب إلى مدرسة الفنون الجميلة بباريس التي أتمّ بها دراسته سنة 1955. وتردّد على ورشة الأستاذ جودون (Joudon) لتعميق ثقافته التشكيليّة في تقنيات فنّ الحفر الحديث. ومارس فنّ الخزف في ورشة المعلّم كانيفاي (Canivas) مثلما واكب دروسا في التزويق.

– لم يقتصر علي بالاغا على زيارة العواصم الفنية بكلّ من أوروبا وأمريكا بل زار عدّة مدن شرقية ليطّلع على تراثها التشكيلي… فكانت زيارته إلى بعض مدن الصين والهند، ثمّ إلى فاس والجزائر والقاهرة وبغداد ودمشق وإسطنبول، عامل إغناء لثقافته الفنيّة.

– بدأ علي بالاغا في عرض أعماله سنة 1950 بالصالون التونسي، وكان معرضه الفردي الأوّل سنة 1953 بمكتبة المعارف بالمدينة. ومنذ سنة 1960 بدأت معالم هذه التجربة تتّضح من مشاركاته بتونس وخارجها.
– تولّى سنة 1966 خطّة رئيس للصالون التونسي، ثمّ ترأّس سنة 1975 اتّحاد الفنّانين التشكيليين التونسيين بعد أن أسهم في تأسيسه.وكان عضوا نشيطا ضمن جماعة مدرسة تونس لفنّ الرسم. وكان يعرض باستمرار مع هذه الجماعة برواق القرجي بالعاصمة حتى أخريات حياته.

– استخدم بالآغا في أعماله عدّة تقنيات وخامات، من داخل مرجعيّات جماليّة متباينة يتداخل فيها التراث مع الفنّ المعاصر بحبكة بنائية محكمة. فلوحاته تنقسم إلى لوحات محفورة على الخشب وأخرى يعتمد فيها تقنية الالصاق أو التغرية ومجسّمات فنّية يستعيد فيها الفنّ آلات حديدية قديمة وعناصر نحتية وتكوينات غرافيكية تقوم على الخط الكوفي القيرواني…

– إنّ لفن الرسم منزلة مهمّة في تجربة علي بالاغا، بل هو أساس ثقافة العين وطريق الفنّان إلى التعامل مع العالم البصري… وهو الخيط الرابط الذي يلملم شتات هذه التجربة الثريّة. ولحظة الرسم لديه هي لحظة القبض على الأشياء عندما تهيم داخل العالم المعيش أو تتيه داخل فضاء الذاكرة… أو عندما تعتمل وتتشكّل شيئا فشيئا داخل المخيال الإبداعي.

وبالإضافة إلى ذلك فإنّ لغة الرسم الخطّي هي اللغة التي يجسّد بالاغا بها حضوره في العالم المرئي سواء كان هذا العالم محسوسا أو رمزيا أو متخيّلا. وهو شأن مجموعة المعلّمين الذين يؤلّفون جماعة مدرسة تونس لفنّ الرسم، إذ أوْلوْا الرسم الخطّي مكانة مهمّة في تأسيس خطاباتهم التشكيلية.

– كما انّ الصّور التي يقطعها الفنّان ثمّ يلصقها على “اللوحة – الكتاب” هي صور مجهّزة، ولكنّ طريقة وضعها هي مجال تدخّل الفنان. فبفضل فنّ التلصيق تستمدّ هذه الصور قيمتها الفنية داخل الهندسة التشكيلية للفضاء. وهكذا، فمن الصور المطبوعة ما يلهم الرسّام ويحيله على أفكار تشكيلية خصبة، يعمل على تبنّيها واقتطاعها ثمّ إخضاعها إلى عمليّة تركيب جديدة.

– واللاّفت للانتباه في هذه التجربة أن اللحظة الالهامية كثيرا ما تدفع الرسام إلى تجاوز منطلقاته الغرافيكية في فنّ الرسم الخطّي… إذ كثيرا ما تصبح هذه الصور الملصقة مادّة أساسية للعمل الفني. أمّا الرسوم الخطّية واللمسات اللونية فلا تعدو هنا أن تكون سوى مؤثّرات ثانوية يضيفها الرّسام ليكتمل بها فضاء التكوين التشكيلي ويتحقّق توازنه الداخليّ. وهكذا تصبح هذه الأعمال مجموعة من التصاميم والتراكيب يفضي بعضها إلى بعض. ومثل هذه الخبرة في التعامل الابتكاري مع الشكل مكّنت الفنّان من أن يصبح كائنا فاعلا في المادّة الاستعماليّة والمتحفيّة، يعيد إنتاجها إبداعيا.

(شكرا للصديق El Mezzi Taoufik الذي تفضل بتوفير الصور المصاحبة).

Loading

أسامة الراعي

متحصل على : شهادة الأستاذية في التاريخ.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *