متابعات/ خلال السهرة الرمضانية الحوارية التي نظمتها الهايكا دعوة إلى إحداث مدينة إعلامية لتطوير الإنتاج الدرامي والتحلّي بالمسؤولية الاجتماعية بهدف دعم المشهد الدرامي وتنميته

شارك اصدقائك الفايسبوكيين

إن العمل على إحداث مشروع مدينة إعلامية من شأنها المساهمة في تطوير الإنتاج الدرامي والتحلي بالمسؤولية الاجتماعية في الانتاجات الدرامية ودعوة المنتجين والمخرجين وكتاب السيناريو على مزيد الحرص في طريقة طرحهم للمواضيع تلك هي من بين توصيات السهرة الرمضانية الحوارية التي نظمتها الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي والبصري، الثلاثاء 26 أفريل الجاري تحت عنوان: “الأعمال التلفزية الرمضانية بين النقد والتعديل”ِ بحضور ومشاركة مختلف الفاعلين في المشهد الفني والدرامي التونسي وهياكل وعدد من منظمات المجتمع المدني وخبراء في مجال الإعلام والاتصال وإعلاميين ونقاد وكتاب سيناريو ومخرجين وممثلين. ولدى افتتاحه اللقاء الحواري أشار النوري اللجمي رئيس الهيئة العليا للاتصال السمعي والبصري “الهايكا” إلى أن الهيئة تسعى إلى بعث صندوق لدعم الإنتاج الإذاعي والتلفزي على غرار ما هو معمول به في قطاع السينما معتبرا أن هذا اللقاء هو موعد سنوي يعود من جديد بعد توقف سنتين بسبب جائحة كورونا، موضحا أن السهرة ليست تقييمية بل هي فرصة لجمع مختصين في الإنتاج السمعي والبصري والاستماع إلى آراء كل المتدخلين، مما يساهم في تثقيف المجتمع ويجعل المنتجين يعدّلون، ربما مستقبلا، في طرق تناول المواضيع سواء من حيث السيناريو أو المونتاج أو غيرها.

خصوصية الأعمال الإبداعية في منظومة التعديل السمعي والبصري:

وخلال هذه السهرة الحوارية تمّ تقديم قراءة في الأعمال الفنية والدرامية التونسية من خلال المقاربتين النقدية والتعديلية، وشمل برنامجها عدّة مداخلات انطلاقا من تقرير مسح حول الأعمال الدرامية والهزلية في القنوات التلفزية التونسية خلال شهر رمضان 2022، إلى جانب التطرق إلى خصوصية الأعمال الإبداعية في منظومة التعديل السمعي والبصري وقراءة تأريخية لإشكالية الفكر والإبداع، قدمها المختص في القانون والروائي منوبي زيود، بالإضافة إلى مداخلة حول الطفل والأعمال الدرامية الرمضانية في القنوات التونسية قدمها الخبير في مجال حقوق الإنسان بسام عيشة، واختتمت المداخلات بمداخلة مسؤول وحدة الرصد بالهايكا حول الإشهار بين الدعم المالي للمؤسسات والخروقات من خلال تقرير الهيئة في رصد الاتّصال التجاري في القنوات التلفزية والإذاعية خلال الأسبوع الأول من شهر رمضان 2022
كما تم خلال السهرة تقديم قراءة في الأعمال الفنية والدرامية التونسية من خلال المقاربتين النقدية والتعديلية، مع مناقشة مختلف المحاور المتعلقة بها وتقديم المقترحات والتوصيات لتشجيع الإنتاج وتطوير المشهد

العمل على إحداث شبكة الهيئات التعديلية المغاربية:

ومن جانبه أكد عضو الهيئة هشام السنوسي أن “الهايكا” بصدد العمل على إحداث شبكة الهيئات التعديلية المغاربية، وهي تهدف إلى التشجيع على إنتاج الأعمال التلفزية من جهة، والتعاون في مجال التفاوض والإنتاج المشترك من جهة أخرى.موضحا أن الإنتاج الدرامي يتطلب موارد مالية كبيرة وبالتالي يصبح من الأفضل الخروج من حدود البلد الواحد، حيث يصبح الجمهور مضاعفا وبالتالي تصبح الكلفة غير باهضة. كما أضاف أنه لا بد من التفاوض مع المنصات الكبرى للحصول على مقابل مادي لنشاطها في بلداننا ولا يمكن لبلد بمفرده أن يفاوض للحصول على حقوقه”، مشيرا إلى أن الاتحاد الأوروبي نجح في ذلك لأنه اعتمد في التفاوض على النسبة الديمغرافية.
وأكد أن الهيئة ترى من الضروري التحلي بالعقلانية وتجاوز الخلافات السياسية الموجودة بين بعض البلدان المغاربية وتكوين شبكة للهيئات التعديلية المغاربية حتى يتوفر فضاء للمفاوضات مع الـ “غافا” وهو تجمع يضم مؤسسات غوغل وآبل وفايسبوك وأمازون على سبيل المثال، وفرض ضرائب على المنصات المعروفة والمستعملة في بلداننا والتي بصدد جني أموال دون دفع ضرائب في المقابل.

ماذا عن تعامل الهايكا مع الأعمال الدرامية وصمتها إزاء ما اعتبره عدد من المشاهدين مؤاخذات على المسلسلات المعروضة؟

وعن تعامل الهايكا مع الأعمال الدرامية وصمتها إزاء ما اعتبره عدد من المشاهدين مؤاخذات على المسلسلات المعروضة، أكد ان المسلسلات والأعمال الإبداعية ليست خارج التعديل ولكن هناك فرق بين تناول العمل الصحفي والعمل الدرامي، إذ يجب مراعاة البناء الدرامي وحرية الكاتب في تناول المواضيع مع محاسبته بالأدوات النقدية.مشيرا إلى أن ما حدث من جدل يعتبر مسألة إيجابية من حيث فتح المجال للرأي العام للنقاش، مثمّنا مجهودات أصحاب المؤسسات الإعلامية رغم قلّة الإمكانيات، موضحا في هذا الصدد أن الهيئة حرصت على ألا تضرّ بالتجارب، وأن بعض البلدان تتحدث عن “الاستثناء الثقافي” وكذلك عن “سيادة الثقافة” وهو ما يجعل التعامل مع المنتوج الإبداعي مغاير لطريقة التعامل مع المنتوج الإعلامي.
وبدورها أفادت عضو الهيئة راضية السعيدي أن حجم الأعمال التلفزية المنتجة هذا العام سواء كانت دراما أو هزلية أو كاميرا خفية تعدّ ضئيلة مقارنة بالعام الماضي إذ اقتصرت على 3 أعمال درامية في عشر قنوات تلفزية و3 سلسلات هزلية و5 كاميرا خفية و1 سلسلة بوليسية. وبحسب المسح الذي قامت به “الهايكا” لعشر قنوات تلفزية تونسية باستثناء الوطنية الثانية والقناة التعليمية فإن 60 بالمائة إنتاج قديم أعيد بثه وهو ما يؤكد ارتفاع كلفة الإنتاج.

تداعيات مشاهد العنف المادي والمعنوي في الانتاجات الدرامية;

من خلال المتابعة للمشهد السمعي البصري خلال شهر رمضان لاحظنا خروجا واضحا عن التوجه الذي من المفروض الالتزام به فيما يقدم من مسلسلات التي اعتمدتها بعض التلفزات لترفيه المشاهد لكنها حادت عن الأهداف المنشودة ليطغى الجانب الفرجوي على الجانب التثقيفي والترفيهي ولعل المزعج هو الالتجاء إلى أسلوب الضحك المجاني، وهنا من الضرورة لفت نظر مؤسسات الإنتاج والبث لتقديم مادة راقية ذات محتوى رفيع، فالأمر ليس في الابتذال لجلب الانتباه بل ان تقوم الوسائل السمعية البصرية بدورها التثقيفي و يكون ذلك بكتابة تضمن إبلاغ الهدف المنشود.
لأننا نلاحظ أن عديد المسلسلات أصبح يطغى عليها الجانب التسويقي مع التنبيه إلى خطورة ما يقدم حاليا من مشاهد عنف مادي و معنوي فمثلا ما شاهدناه الليلة في إعادة بث لمسلسل “دنيا أخرى” أنتج سابقا ويعاد بثه في الأيام الأخيرة من رمضان مشاهد غريبة لا يمكن قبولها سواء في الواقع أو في وسائل الإعلام كاستعمال حركات عنيفة الغاية منها الإضحاك ولا يمكن قبول مثلا ما تم مشاهدته الليلة من تعنيف إطار طبي وشبه طبي أثناء أداء مهامهم- ضمن أحداث المسلسل الذي بث إثر الافطار- لذا وجب التنبيه حتى لا تكون المسلسلات فرصة لبث مظاهر العنف والمساهمة في تردي الذوق. وتبقى المسؤولية مشتركة بمختلف الأطراف سعيا للوصول إلى الهدف المنشود حيث أنه من المقترح إدراج خطة تواصلية الهدف منها ضبط إستراتيجية تعتمد على تدارك النقائص و التجاوزات و نقاط الضعف التي طغت على ما تم تقديمه خلال الفترة الأخيرة في المسلسلات والاستئناس بتجارب سابقة وناجحة للنهوض بالإنتاج السمعي البصري
من جانب آخر يبقى السؤال مطروحا حول مدى تفاعل وسائل الإعلام مع قرارات الهايكا إذ لاحظنا حرصها في متابعتها ورصدها الإتصال التجاري ونشرها لتقرير الرصد لمدى التزام المؤسسات السمعية والبصرية بالضوابط والقواعد الإنسانية للاشهار وقد سلطت جملة من الخطايا من أجل خروقات متعلقة بالإشهار…

مدى التزام المؤسسات السمعيّة البصريّة بالضوابط والقواعد الأساسية للإشهار:

وللإشارة فقد نشرت الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي والبصري تقريرها في إطار رصدها لمدى التزام المؤسسات السمعيّة البصريّة بالضوابط والقواعد الأساسية للإشهار المنصوص عليها في النصوص المنظمة له، وخاصة القرار عدد 1 لسنة 2018 المؤرخ في 15 فيفري 2018 والمتعلّق بالقواعد السلوكية للإشهار في وسائل الاتّصال السمعي والبصري (كما تم تنقيحه وإتمامه بموجب قرار الهيئة عدد1 لسنة 2020 مؤرخ في 13 جانفي 2020). وارتكزت منهجيّة الرصد في هذا التقرير أساسا على مراقبة مدى احترام المؤسسات الإعلاميّة أثناء بثّها للومضات الإشهاريّة للقواعد والمعايير التاليّة: أن لا تتجاوز مدّة بثّ الومضات الإشهاريّة 14دق في الساعة (خلال شهر رمضان)، كما أن لا يتجاوز زمن الفاصل الإشهاري الواحد 5دق؛ ثمّ أن لا تكون مدّة المضامين الإعلامية التّي تتخلّلها فواصل اشهارية أقلّ من 15دق وأن لا تكون هذه المضامين من قبيل الاتصال التجاري؛ كذلك أن لا يتمّ بثّ شارات رعاية على شكل ومضات إشهاريّة تتجاوز 7 ثوان.
هذا وقد شملت منهجية الرصد، إلى جانب مراقبة مدى احترام مؤسسات الإعلام السمعي البصري للمعايير الواردة في القرار عدد 1 لسنة 2018، احتساب المدّة الزمنيّة الإجماليّة للومضات الإشهاريّة ولشارات الرعاية التّي تبثّ على شكل ومضات إشهاريّة تتجاوز 7 ثوان. وبالنسبة لعينة الرصد، فقد تم اختيارها بالاستناد إلى نتائج التقارير الدوريّة والمراقبة المستمرّة لمعدّل البثّ الإجمالي لمختلف أشكال الاتّصال التجاري في وسائل الاتّصال السمعي البصري. وقد أفضى ذلك إلى اختيار 5 قنوات تلفزية و4 قنوات إذاعية وهي التالية؛ التلفزات: القناة الوطنية الأولى، قناة تونسنا، قناة التاسعة، قناة الحوار التونسي، قناة قرطاج+. في حين الإذاعات: الإذاعة الوطنيّة، إذاعة موزاييك آف آم، إذاعة ابتسامة آف آم (إي اف ام)، إذاعة ديوان آف آم، أما فترة الرصد فقد شملت الأسبوع الأوّل من شهر رمضان (من يوم السبت 2 أفريل 2022 إلى يوم الجمعة 8 أفريل 2022).

تكثيف إنتاج برامج الأطفال مع توفير الحماية للأطفال الذين يتم تشغيلهم في الأعمال الدرامية:

هذا وبعدما تناول المشاركون بالنقاش مختلف المواضيع المطروحة حول الإنتاج الدرامي الرمضاني وصورة الطفل والمرأة في الأعمال التلفزيّة والقواعد السلوكية للإشهار، تولوا تقديم جملة من المقترحات لتشجيع الإنتاج وتطوير المشهد السمعي والبصري التونسي، وتوجت السهرة الحوارية بتوصيات، من بينها؛ تشجيع المؤسسات الخاصة على الإنتاج الدرامي وإحداث صندوق للمساهمة في دعم الأعمال الدرامية التلفزية والإذاعية. والعمل على إحداث مشروع مدينة إعلامية من شأنها المساهمة في تطوير الإنتاج الدرامي. مع التحلي بالمسؤولية الاجتماعية في الانتاجات الدرامية ودعوة المنتجين والمخرجين وكتاب السيناريو على مزيد الحرص في طريقة طرحهم للمواضيع. كذلك العمل على تكثيف إنتاج برامج الأطفال في القنوات التونسية وخاصة القناة الوطنية. مع توفير الحماية للأطفال الذين يتم تشغيلهم في الأعمال الدرامية وفق ما تنص عليه القوانين. كما تمت دعوة الهيئة إلى تنظيم حوارات مع المختصين بهدف دعم المشهد الدرامي وتطويره. والحرص على حضور الممثلين وكل المشاركين في الأعمال الدرامية التلفزية والإذاعية في فضاءات مماثلة لهذه السهرة الحوارية وتشركهم في الحوار والنقاش. كذلك العمل على إنجاز دراسات معمقة متعلقة بالمواضيع المطروحة في الأعمال الدرامية. كذلك السعي نحو إحداث مشروع شبكة الهيئات المغاربية للتشجيع على الإنتاج المشترك بما في ذلك الإنتاج الدرامي.

Loading

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *