الشاعر محمد البقلوطي : في القلب والذاكرة.

شارك اصدقائك الفايسبوكيين

توفي في 12 ماي من سنة : 1994 – محمد البقلوطي، شاعر وناقد تونسي.

– محمد البقلوطي : ولد في 25 مارس 1957 – توفي في 12 ماي 1994، (37 سنة).
– ولد في مدينة صفاقس، وفيها توفي وهو في السابعة والثلاثين من عمره بسبب مرض السكّري الذي تفاقم لديه لحد أن أفقده بصره، ثم تدهورت صحته شيئا فشيئا لتكون نهايته يوم 12 ماي 1994.

– زاول محمد البقلوطي تعليمه الابتدائي في “مدرسة الإسعاد” الابتدائية بصفاقس حيث تحصل على الشهادة الابتدائية سنة 1969 ثم التحق بالمعهد الثانوي طريق قابس في صفاقس ليحرز شهادة الباكالوريا سنة 1977.
– انتسب محمد البقلوطي بعد ذلك إلى كلية الآداب بتونس (9 أفريل) لمتابعة الدروس في التاريخ والجغرافيا.. ونظرا لظروفه الاجتماعية والعائلية الصعبة (حيث فقد أبويه في ليلة واحدة وهو صغير واضطر في أوقات فراغه إلى العمل من اجل إخوته حمّالا وفحّاما وفي سوق الخضر)، انقطع عن متابعة دراسته في كلية الآداب والتحق بدار المعلمين بتونس ليتحصل منها على شهادة ختم الدروس الترشيحية سنة 1980.
– وقد تم انتدابه معلما فامتهن التدريس حوالي عشر سنوات كان خلالها يكتب الشعر والنقد وقصص الأطفال وينشر إنتاجه في الصحف والمجلات التونسية والعربية.
– وبعد أن أصدر مجموعته الشعرية الأولى (في موسم الحب) سنة 1983 والتي كتب تقديما لها الأستاذ المنجي الشملي، لفت محمد البقلوطي الأنظار إليه ليحصل على عضوية اتحاد الكتّاب التونسيين سنة 1984.

– يقول الدكتور خالد الغريبي في ترجمة موجزة للشاعر محمد البقلوطي ما يلي: «لم ينقطع محمد البقلوطي عن كتابة الشعر وقصص الأطفال والمقالة إلى آخر رمق في حياته ذلك انه سعى إلى أن يقاوم الموت بالكتابة فقد صدرت له عشرات الأقاصيص الموجهة إلى الأطفال في العديد من الدوريات المختصة في أدب الطفل، بمجلة «قوس قزح» على وجه التخصيص طُبع بعضها لاحقا ولقيت رواجا منقطع النظير لدى المربين والناشئة..» ويضيف في الإطار ذاته :
“وتميز الشاعر محمد البقلوطي، رغم مرضه، بنشاط ثقافي فاعل وبمشاركة متألقة في الملتقيات والندوات داخل البلاد وخارجها، مهرجان المربد بالعراق مثالا، كما عرف بدماثة أخلاقه وكرمه وعلوّ همته وإبائه رغم الظروف العسيرة التي مرّ بها”.

– يعتمد شعره الشكل التفعيلي للكتابة، معبرًا عن تجربته الذاتية ورؤيته الخاصة للعالم في عمق فلسفي وصور مركبة. تؤدي المفارقة في شعره دورًا أساسيًا لبناء القصيدة، وتكشف عن رصده لدقائق الأمور وتفاصيلها في رسم صورة مكثفة تشمل أحيانًا القصيدة بأكملها.

– يميل في بعض قصائده إلى السردية الشعرية التي تساعد على بناء النص وتحقيق واقعيته، كما يعتمد بنية التكرار للجمل والتراكيب ويبدو في ذلك متأثرًا بالشاعر بدر شاكر السياب.

– ينعقد باسمه ملتقى سنوي في صفاقس بعنوان: «الأيام الشعرية: محمد البقلوطي» تنظمه جمعية الدراسات الأدبية، وفرع اتحاد الكتّاب التونسيين (فرع صفاقس) وقد عُقدت دورته الأولى من الخامس إلى السابع من أفريل 1995.

– من قصيدة : “زينب الظل والماء والدالية”

زينبُ الآنَ تمضي بعيدًا
تعيدُ بناء الفصولِ التي لا تعودْ
زينبُ الآن تُشرقُ في كل خَطْوٍ، وخطوٍ
وتورقُ تورقُ في كلِّ عودْ
ثم حين يعود الخطافُ
تعود الحبيبةُ زينبُ شمسًا وماء

كلما رقْرقَ الدمعُ في مقلتيَّ
تفوحِينَ في المقلتينْ
كلما شرَّدتْني خُطايَ
أفرُّ إليكِ
وها جئتُ يا زينبُ اشْتقتُ للماءِ في راحَتيكِ
فمدّي يديكِ
ولمِّي شتاتي ولمّي
أيا طيفَ أمّي
ويا حضنَ أمّي
ويا «بوسةَ الخالِ» في خدِّ أمي
أفرُّ إليكِ
أفرُّ إليكِ
وأنت التي تصطفيكِ الطيورُ الجريحةُ
تغفو لديكِ العنادلُ
تأنسُ للحلمِ، للبَوْحِ، للهسْهَسة
أنتِ يا أنتِ
أنت خلاصةُ كلِّ الكلامِ الجميلِ
خلاصةُ كلِّ النساءْ.

زينبُ الآن تمضي بعيدًا
تُعيد بناءَ الفصولْ
والفتى
حين صاحَ الفتى:
زينبُ
زينبُ
كنت يا زينبَ القلبِ
للقلبِ
حفنةَ شمسٍ
وباقةَ دِفْءٍ
وغيمًا، وماءْ
وفتَّحتِ صدرَكِ للطِّفلِ
للبلبلِ المتعبِ
فارتمى غائمًا في رُؤاهْ
ثم ضمَّك للقلبِ
ضمَّكِ بالدمعِ
ضمَّكِ حتى تداعتْ خُطاهْ.

# أسامة الراعي #

Loading

أسامة الراعي

متحصل على : شهادة الأستاذية في التاريخ.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *