بنّور بن علي بنّور : نقابي ومناضل وطني تونسي.

شارك اصدقائك الفايسبوكيين

توفي في مثل هذا اليوم 24 ماي من سنة : 1981 – بنور بن علي بنور، نقابي ومناضل وطني تونسي.

  • بنور بن علي بن محمد بنور : ولد في 5 أوت 1905 بالمطويّة – توفي في 24 ماي 1981 بتونس العاصمة (76 سنة).
  • زاول تعليمه بالمدرسة القرآنية بالمطوية قبل أن ينتقل سنة 1918 إلى تونس العاصمة أين درس بجامع الزيتونة، وأنهى دراسته متحصلا على شهادة التحصيل. وواصل دراسته بعد ذلك على يد بعض المشائخ وذلك بمقابل ماليّ، وكان يتلقّى هذه الدروس صحبة ثلة من الشبان بمستودع بحي ترنجة بتونس.
  • أثناء مزاولته لتعليمه بتونس في مطلع العشرينات انخرط بالعمل الحزبي في إطار الحزب الدستوري القديم، كما أن نشاطه النقابي انطلق منذ تلك الفترة.
  • خاض التجربة النقابية لسنة 1924 كرفيق للحامّي، وصديق حميم للمناضل محمد الغنوشي العقل المدبّر والمنفّذ لإضراب عمال ميناء تونس سنة 1924 الذّي شلّ تزويد فرنسا وغيرها من بلدان شمال البحر المتوسّط بمنتوجات الحبوب التونسيّة. وتجدر الإشارة إلى أن تأثره البالغ بالثورة البولشيفية في روسيا سنة 1917 كان له أثر مباشر على انصرافه للعمل النقابي منذ ريعان شبابه.
  • إنخرط إذن بنور بن علي بنور في العمل النقابي منذ سنوات العمل الأولى شأنه في ذلك شأن أغلبية أهالي المطوية بتونس. وقد ركز عمله خاصة على مصالح عمال المطاحن وقطاع الحبوب عموما بحكم إشتغاله السنوات الطّوال في إحدى أكبر فابريكات الحبوب بالعاصمة.
  • كما شغل خطة عضو مراقب لدى النقابة الوحيدة المستقلة آنذاك وهي “نقابة صناع الكرارطية” والتي تأسست في جوان 1936 وكان الهدف من تأسيسها التصدي لتيار الكميونات (الشاحنات) التي قضت على اليد العاملة في سوق الحبوب بتونس.
  • كان من بين ثلة من الرؤوس المدبرة لإحياء جامعة عموم العملة التونسية سنة 1937 والتي تعرضت للقمع من قبل سلط الحماية في السنوات العشرين حين كان على رأسها محمد علي الحامي والمختار العياري وغيرهم…
  • وقع إنتخابه عضوا منذ أول إجتماع للجامعة يوم 16 مارس 1937 بمقر نقابة الكرارطية بباب سويقة. وقد ساهم في وضع القانون الأساسي للنقابة وإعداد المؤتمر التأسيسي.
  • إستمر نشاطه بالنقابة حتى وقع حلها من قبل قادة الحزب الحر الدستوري.
  • كان يؤمن بأن العمل النقابي يجب أن يبقى مستقلا عن التيارات السياسية آنذاك وذلك خدمة للمصلحة المشتركة للعمال، وحتى لا يقتصر دور النقابة على تجنيد العمال للمظاهرات دون الدفاع عن مصالحهم المعيشية.
  • ساهم في إنجاح إضراب عملة سوق الحبوب وعمال الكرّيطة الذي تم خلال جوان 1937 وإستمر أسبوعين، مما ألحق أضرارا جسيمة بمصالح المعمرين وتجار الحبوب الإسبان والإيطاليين، إذ تزامن هذا الإضراب مع موسم الحصاد.
  • إثر حل جامعة عموم العملة التونسيين بقي عضوا بنقابة الــ: CGT منذ 1937 إلى 1945.
  • في سنة 1945 إنسلخ صحبة جمع من النقابيين عن الـ: CGT و أسسوا نقابة مستقلة تضم عمال المطاحن و قطاع الكرارطية.
  • شغل خطة نائب عن عمال المطاحن وفابريكات الحبوب لدى مختلف النقابات التي عرفتها تونس من 1930 إلى 1948 أي : CGTT والإتّحاد العامّ للشغّالين CGT وجامعة عموم العملة التونسيين.
  • وقد تواصل نشاطه كنائب لدى نقابة عمال المطاحن وفبريكات الحبوب إلى حدود سنة 1948 حيث كان مقرها بنهج اليونان بتونس.
  • إنقطع عن تقمص المناصب القيادّية لدى النقابة منذ سنة 1948 “بعد إستيائه من سياسة الحزب الحرّ الدستوري والتي أدّت إلى إخضاع العمل النقابي لخدمة العمل الحزبي والسياسي دون الإلتفات لمصلحة العمال”..!
  • كان يؤمن “بوجوب بقاء النقابة مستقلة عن التيارات السياسية إذ كان على دراية بأن النقابة تقدر على ممارسة الضغط الناجع على الأعراف وسلط الحماية لتحقيق مطالبها ولضمان حقوق العملة”، وما نجاح الإضرابات التي ساهم في تنظيمها إلا برهان على إقتناعه “بقوة المنظمة الشغيلة وقدرتها على تحقيق أهدافها بمعزل عن تزكية الحزب الحر الدستوري” الذي غلّب حسب رأيه مصالح العمل الحزبي على المصالح الحيوية للعمال، حيث إعتبر قادة الحزب أن النضال من أجل العيش الكريم لا ينفصل عن العمل الوطني ومقاومة الإستعمار.
  • ورغم هذا الموقف، فقد كان له نشاط وطني وحزبي كبير : فقد مدّ يد المساعدة للزعماء والمناضلين عند تخفّيهم في عدة مناطق من العاصمة ومنها : ترنجة، الدرايب، وموتيال فيل، حيث كان يؤمّن مدّ الزعيم بورقيبة وزوجته السابقة “ماتيلدا” بما يحتاجانه.
  • كان يشغل خطة عضو بشعبة ترنجة منذ أواخر العشرينات. كما وقع إنتخابه صحبة جمع من المطاوى لتمثيل شعبة ترنجة في فعاليات تأسيس الحزب الحر الدستوري بقصر هلال في 2 مارس 1934. وقد تم إنتخابه عضوا بالمجلس الملّي للحزب الحر الدستوري وتجددت نيابته إثر ذلك عدة مرات.
  • كما كان بنور بن علي بنور يساهم شهريا بمبلغ خمسة آلاف فرنك من ماله الخاص منذ سنة 1954 وذلك دعما للثورة المسلحة الجزائرية التي إندلعت في نفس السنة. وكانت تربطه علاقات وطيدة بالمناضلين الجزائريين وكذلك المثقفين ممّن زاولوا تعليمهم بجامع الزيتونة وعلى رأسهم صديقه الشيخ الإبراهيمي والد “الأخضر الإبراهيمي” الوزير السابق والمبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة.
  • علما وأن بنور بن علي بنور رفض إثر الإستقلال عدة دعوات لإسناده الصنف الأكبر من وسام الاستقلال خلال ستينات وسبعينات القرن الماضي.

أسامة الراعي

Loading

أسامة الراعي

متحصل على : شهادة الأستاذية في التاريخ.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *