صلاح الدين بوشوشة : مناضل وطني تونسي.

شارك اصدقائك الفايسبوكيين

من مواليد هذا اليوم 25 ماي سنة : 1912 – صلاح الدين بوشوشة، مناضل وطني تونسي.

– صلاح الدين بوشوشة : ولد في 25 ماي 1912 – توفي في 16 مارس 1946، (34 سنة).
– هو أصيل مدينة بنزرت، ينحدر من عائلة بوشوشة العريقة في النضال. زاول تعلمه بالمدرسة الصادقية ابتدائيا وثانويا، الى أن تحصل على الديبلوم الصادقي، فسافر الى فرنسا رفقة المرحوم علي البلهوان مواصلين الدراسة العليا في الآداب واللغة العربية. وقبل إنهاء تلك المرحلة، فجع بموت أبيه، فعاد أدراجه الى تونس وانقطع عن الدراسة ليتكفل بشؤون والدته وإخوته.

– عُيّن قيّما عاما بالمدرسة الصادقية يوم 10 ماي 1936 وبدأ نشاطه السياسي النضالي وهو ما جعل سلطات الحماية تطرده من الوظيفة، فاشتغل مدرسا بالمدارس الخيرية حيث اغتنم الفرصة ليلهب مشاعر الشباب من التلاميذ ويحرضهم على التمرد ضد الاستعمار والوقوف في وجه الاحتلال والمطالبة بالحرية، وهو ما أدى الى فصله عن الوظيفة ثانية بتهديد من السلطة الاستعمارية للمدرسة الخيرية.. وهكذا بقي يتنقل من عمل الى آخر ليعيل أمه وإخوته، دون أن ينسى واجباته النضالية ورسالته الوطنية. وكانت جمعية قدماء الصادقية اختارته لتدريس اللغة الانجليزية لالقاء دروس خصوصية لطلبة الصادقية.

– ظهرت وطنية صلاح الدين بوشوشة مبكرا، فمنذ سنة 1930 تاريخ انعقاد المؤتمر الافخارستي بتونس، تبشيرا بالمسيحية ورغبة من المستعمر في فسخ الهوية الدينية والوطنية واللغوية للشعب التونسي، حيث كان المناضل الكبير صلاح الدين بوشوشة واحدا من المتظاهرين في وجه قوى الاحتلال طيلة نفس العام، وهي الفرصة الأولى التي برزت فيها طاقته في الكفاح والنضال وأنجبت فكرته تأسيس منظمة الشبيبة المدرسية حيث كان من رواد الحزب الدستوري القديم ثم الجديد بقيادة الزعيم الحبيب بورڤيبة.

– كما شارك صلاح الدين بوشوشة في أحداث 8 و9 أفريل 1938، وحضر مؤتمر الحزب الحر الدستوري الجديد في نهج التريبونال في أوائل نوفمبر 1937، وكان دائم الحضور والمساهمة الفعلية في المسيرة النضالية والعمل الى جانب إخوانه في الكفاح والنضال منهم : السادة الباهي الادغم وعميد المناضلين الاستاذ الرشيد ادريس وخميّس الحجري وغيرهم، حيث ألقت عليهم القبض جميعا شرطة الحماية يوم 14 أفريل 1938 وزجّت بهم في السجن، ومن بينهم المناضل صلاح الدين بوشوشة الذي بقي معتقلا مع رفاقه الى شهر سبتمبر من نفس السنة. ثم فرضت عليه سلطات الحماية الاقامة الجبرية.

– وبعد الافراج عليه عمل صلاح الدين بوشوشة بإدارة المالية إلا أنه فُصِل عنها بسبب نشاطه السياسي، فظل يعمل في حقل النضال السياسي صحبة العديد من الزعماء وخاصة منهم الزعيم الراحل الحبيب ثامر في تنظيم اجتماعات سرية كانت تعقد حسب المستجدات، في ديار المناضلين أمثال الهادي زيد ومصطفى الاحمر وبمنزل محمد بن عثمان، علمًا وأنّ الديوان السياسي الخامس تشكّل في دار أحدهم وهو المرحوم مصطفى الاحمر.

– اعتمد صلاح الدين بوشوشة العمل السري خشية الاعتقال، إلا أن يد الاستعمار كانت دوما له بالمرصاد فألقي عليه القبض من جديد مع رفاقه رشيد إدريس، يوسف بن عاشور، محمد الغمراسني، الشاذلي السلامي، وعمر بوغانم، وتم تقديمهم الى المحاكمة، حيث حكم عليه بثلاثة أعوام سجنا.

– وبعد الإفراج عنه واصل نضاله في كامل جهات البلاد، مع التحاقه بالعمل بالحجرة التجارية عام 1943 التي كان يرأسها المناضل محمد بدرة الذي كان له الفضل في تحرير رسالة بالانجليزية وجهها الحزب الى ملك أنڤلترا لشرح القضية الوطنية التونسية، وتوضيح موقف تونس من الحلفاء وردّا على إدعاء الفرنسيين أن المناضلين التونسيين متعاطفون مع المحور، وكانت النتيجة تدخّل رئيس الولايات المتحدة “روزفالت” للدفاع عن الحزب وزعمائه.

– وبالتوازي مع عمله ونضاله الوطني كان المناضل صلاح الدين بوشوشة رجل إعلام وثقافة وأدب وشعر وفن، صديقا حميما لكبار الكتّاب والمؤرخين والادباء والشعراء أمثال شاعر تونس الاول أبو القاسم الشابي…

– وقد شاءت الاقدار أن يتوفى المناضل صلاح الدين بوشوشة صغير السن في حادث مريع سنة 1946 وهو يرافق المناضل والزعيم المنجي سليم من تونس الى بنزرت للمرافعة في احدى القضايا، وقد طلب المناضل صلاح الدين بوشوشة من المنجي سليم أن يرافقه ليزور شقيقته هناك، وعند وصولهما أمام سوق الجملة الحالي، انقلبت بهما السيارة فكانت الضربة القاتلة، مات على إثرها المناضل صلاح الدين بوشوشة، فكان حدثا وفاجعة نكراء، وشيعه الوطنيون وأبناء الحزب وكثير من المواطنين والمثقفين يوم 17 مارس الى مثواه الاخير، في خشوع وإجلال إكبارا واعترافا لنضاله وكفاحه من أجل استقلال تونس وعزتها.

# أسامة الراعي #

Loading

أسامة الراعي

متحصل على : شهادة الأستاذية في التاريخ.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *