أحمد باي : عاشر البايات الحسينيين في تونس.

شارك اصدقائك الفايسبوكيين

توفي في مثل هذا اليوم 30 ماي من سنة : 1855 – أحمد باي، تولى الحكم فيما بين 10 أكتوبر 1837 و30 ماي 1855، وهو عاشر البايات الحسينيين بتونس.

  • أحمد باي : ولد في 2 ديسمبر 1806 – توفي في 30 ماي 1855، (49 سنة).
  • كانت أمّه جارية إيطاليّة من كورسيكا علمته لغتها فأتقنها كما علّمته العربيّة والتركيّة، وأبوه مصطفى باي (حكم بين 1835 و1837) الذي كلّف مصطفى صاحب الطابع بالسّهر على تربيته. أصبح صاحب الطابع فيما بعد وزيرا له بعد أن كان وزيرا لأبيه.
  • تسلم أحمد باشا باي مقاليد الحكم في الايالة التونسية عام 1837 وأصبح لقبه الرسمي المشير أحمد باي الأول. وقد اتضحت ملامح رغبته الكبرى في مباشرة إصلاحية هيكلية في دواليب الدولة تجلت خاصة في تحديث الجيش وعصرنة بعض الدواوين والمؤسسات. وهو في هذا الأمر يشبه محمد علي في مصر الذي تأثر بنجاح تجربته، وكان طموحه كبيرا واندفاعه أكبر للتغيير وإمكانية تحقيق سيادة واستقلال مكتمل عن الباب العالي رغم أن الظروف الإقليمية لم تكن ملائمة فقد مضى على احتلال الجزائر حوالي سبع سنوات وقد بدا واضحا أن النفوذ التوسعي لفرنسا لن يتوقف عن حدودها. كما كانت الدولة العثمانية منشغلة بشؤونها الداخلية بعد أن بدأت معالم الضعف تبدو على أسطولها العسكري.
  • لكنه على مستوى السياسة الخارجية ظل يراوح مكانه سائرا على منهج أسلافه من البايات الذين حاولوا إرضاء الباب العالي والتقرب لفرنسا.
  • ولعل أبرز ملامح الإصلاحات الكبرى التي باشرها أحمد باشا باي كما ورد لدى المؤرخين إنشاؤه مدرسة حربية بباردو لتكوين الجيش، ثم سعيه إلى الإكثار من الجند. كما شيّد قصر باردو التاريخي، وكان خير الدين باشا من أبرز رموز الإصلاح الذي بدأ نجمه يلمع في عهد أحمد باي.
  • ومن أبرز إصلاحاته إلغاء الرق عام 1846 (لأول مرة في العالم الإسلامي).
  • ورغم مساعيه لقطع الحبل السري مع الباب العالي محاولا النسج على منوال مصر محمد علي إلا انه لم يبخل بالإعانة والمساعدة للسلطنة العثمانية في حرب القرم.
  • ولعل انبهار المشير أحمد باي بفرنسا كان أيضا من الخصائص التي لا ينبغي إغفالها في حديثنا عن سيرته، هذه النهضة التي استلهم بعض اشراقاتها من رحلته الشهيرة كما يقول بعض المؤرخين إلى باريس مرفوقا بالمؤرخ الكبير أحمد بن أبي الضياف والمصلح خير الدين باشا.
  • وقد قاد الانبهار الشديد بفرنسا إلى الاعتماد عليها في بعض المسائل الاقتصادية والثقافية والعسكرية أيضا، وسعيا إلى أن يتخلص من آخر ما يربطه بالدولة العثمانية مستلهما من النموذج المصري.
  • استُقبِل في باريس عام 1846 استقبالا كبيرا وبحفاوة بالغة كرجل دولة من قبل الملك لويس فيليب وهو ما أثار حفيظة السلطنة العثمانية.
  • ساعدت رحلة احمد باي إلى فرنسا على دفع عجلة التحديث الإداري والمؤسساتي في تونس بشكل كبير. واهتم كذلك بإصلاح التعليم في جامع الزيتونة وتنظيمه كما حرص على تكوين إطارات عليا متكونة على النمط الأوروبي خاصة في المجال العسكري.
  • لكن الطموحات الكبيرة والحماس الأكبر لا تصنع بالضرورة انجازا على أرض الواقع ولذلك لم يؤدِّ الانبهار الكبير بالغرب وفرنسا تحديدا نتائج كبرى، بل إن المآلات كانت مخيبة، فبعد مرحلة السنوات (1838 الى 1846) وهي فترة الإصلاحات، جاءت مرحلة (1846 حتى 1855) نهاية حكم أحمد باي حاملة ملامح الانهيار المالي والاقتصادي الكبير وتلاشي حلم تأسيس أركان السيادة ودعم الاستقلال، ويُعزى ذلك إلى عدة أسباب أولها كما يقول المؤرخون ان الانبهار بالغرب اقتصر على المظاهر الخارجية والشكلية ولم يَنفذ إلى روح التحديث الغربي المعقلن. كما انّ الإصلاحات تقتضي موارد مالية ضخمة وهو ما لم تكن الايالة التونسية تحتكم عليه في ظل ظروف اقتصادية صعبة.
  • هذا إلى جانب انه -كما كان محاطا ببعض المصلحين على غرار أحمد بن أبي الضياف وخير الدين باشا – فقد أحاط نفسه أيضا ببعض اللصوص والإنتهازيين الذين أوصلوا البلاد إلى حالة من الإفلاس والانهيار الاقتصادي فانتشرت الأوبئة والأمراض والبؤس في صفوف الشعب كما أتيحت للفرنسيين إمكانات واسعة للتدخل المباشر في الشأن الداخلي.

أسامة الراعي

Loading

أسامة الراعي

متحصل على : شهادة الأستاذية في التاريخ.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *