سالم الشاذلي : أول طبيب نفسي تونسي.

شارك اصدقائك الفايسبوكيين

من مواليد هذا اليوم 24 فيفري سنة : 1896 – سالم الشاذلي، أول طبيب نفسي تونسي، كان نضاله سببا في إيقاف مسيرته المهنية مرتين..!

– سالم الشاذلي : ولد في 24 فيفري 1896 – توفي في 10 جوان 1954، (58 سنة).
– ولد بالمنستير حيث زاول تعليمه الإبتدائي في إحدى المدارس الفرنسية-العربية ثم إنتقل إلى تونس ليدرس المرحلة الثانوية بالمعهد الصادقي فمعهد كارنو.
– وفي هذه الفترة شاهد أحداث الجلاز (1911) ومقاطعة الترامواي (1912) وكيف تعاملت سلطات الحماية بوحشية مع هذه المظاهرات من إيقافات وتعليق الصحف وتوجيه أصابع الإتهام إلى حركة الشباب التونسي وهذا ما زاد من حقد الشاب على المستعمر وغذى شعروه الوطني تجاه بلده.

– سافر سالم الشاذلي بعد حين إلى فرنسا سنة 1917 حيث نال شهادة البكالوريا بإمتياز بعد سنتين. ثم إلتحق بكلية الطب وتخصص على إثر ذلك في مجال الطب النفسي وبذلك يكون أول طبيب نفسي تونسي خلال الفترة المعاصرة.

– أسس سنة 1927 جمعية طلبة شمال إفريقيا المسلمين (AEMNA) لتسهيل إستقطاب الطلبة القادمين من شمال إفريقيا وإدماجهم في الجامعات الفرنسية، كما تهدف الجمعية إلى التوفير الدعم المادي للطلبة ما جعله محل تتبعات أمنية بسبب تحركاته وإشتباهه في علاقته بمحمد باش حانبة.

– وبعد تخرجه باشر مهنة الطب في إحدى قرى فرنسا، ثم قدم إلى تونس سنة 1932 وبها تزوج ولكن سرعان ماعاد إلى فرنسا. ثم ما فتئ أن تلقى دعوة من المقيم العام الفرنسي بتونس يدعوه فيها إلى العمل بمستشفى الأمراض العقلية (مستشفى الرازي حاليا الذي تأسس سنة 1932) بسبب معرفته باللغة العربية لغة المرضى. وما كان من سالم الشاذلي إلا أن لبى طلبه فقدم إلى تونس سنة 1934 وترأس بعد ذلك إدارة المستشفى كما أنه ربط العلاقات مع أعضاء الحزب الدستوري الجديد حتى أصبح عضوا في الحزب الناشئ.
– لكن إدارة المستشفى سببت له متاعب مع الأطباء الفرنسييين بالمستشفى خاصة منهم الطبيب “مارشال” الذي كان يحمل فكرا إستعماريا متطرفا. وبسبب انتمائه السياسي تم فصل سالم الشاذلي سنة 1939 عن العمل، وفي نفس الفترة أسس جمعية الكشافة التونسية عام 1936 لتكون بذلك أول جمعية تهتم بهذا المجال .

– أعيد سالم الشادلي من جديد إلى المستشفى طبيبا نفسيا عام 1942 في فترة حرجة جدا على المستوى السياسي إذ أصبحت تونس بين 1942-1943 إحدى حلبات النزاع بين قوات المحور والحلفاء. ثم تمت محاسبة كل من اشتبه به في تعامله مع الألمان. وفي ظل هذا الجو المتعكر واصل سالم الشاذلي مهنته بشغف كما وقع فصل الطبيب “مارشال” سنة 1945 بسبب إشتباهه في تعامله مع حكومة فيشي.

– وفي السنة الموالية وقعت أحداث زرمدين التي واجهتها السلطات الفرنسية بقوة السلاح فوقع بذلك عدة موتى وجرحى. ولإبعاد التهمة عن الجنود الفرنسيين الذين أطلقوا النار، طلبت سلطات الحماية معاينة من مستشفى الأمراض العقلية لإبراز إختلال المدارك العقلية لهؤلاء الجنود. ولكن سالم الشاذلي رفض ذلك وأكد في تقريره مدى الصحة النفسية للعسكر الفرنسي وكان هذا التقرير الطبي وراء إنهاء مسيرته المهنية حيث تم فصله للمرة الثانية عام 1950 وحرمانه من مباشرة مهنته لمدة 18 شهر. وفي هذه الظروف عاش سالم الشادلي في عزلة كانت السبب في إصابته بجلطة أنهت حياته سنة 1954.

* المصدر : مقال لمحمد أمين شوشان نشره على صفحته بالفيسبوك منقول بتصرف.

# أسامة الراعي #

Loading

أسامة الراعي

متحصل على : شهادة الأستاذية في التاريخ.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *