الخليفة عثمان بن عفان، ثالث الخلفاء الراشدين.

شارك اصدقائك الفايسبوكيين

في مثل هذا اليوم 17 جوان من سنة : 656 – اغتيال الخليفة عثمان بن عفان، ثالث الخلفاء الراشدين في بيته.

– ذكر ابن كثير في كتابه “البداية والنهاية” سبباً من الأسباب الرئيسية لمقتل الخليفة عثمان بن عفان؛ وهو تعيينه عبد الله بن سعد بن أبي السرح، وعزل عمرو بن العاص عن ولاية مصر حيث أحدث هذا القرار نقمةً أدّت إلى خروج ستمائة راكبٍ من مصر في صفة رجال معتمرين؛ ليُنكروا على أمير المؤمنين عثمان بن عفان سياسته في تنحية كبار الصحابة عن تولّي إمارة الولايات وتعيين من لا يستحق عليها.
– كما ذكرت كتب التاريخ أسباباً أخرى أدّت إلى الخروج على عثمان؛ تمثلت في تعيينه لأقاربه على الولايات كتعيين مروان بن الحكم وتعيين أخيه غير الشقيق الوليد بن عقبة على الكوفة، وإبعاد أبي ذرّ الغفاري إلى الربذة، وضرب عمار بن ياسر، وارتفاعه عن منبرِ رسول الله درجةً؛ على الرغم من نزول أبي بكر وعمر عنها.
– كما أخذوا عليه حرقه للمصاحف، وجمعه القرآن على حرفٍ واحدٍ، وكذلك إنفاقه الأموال الطائلة على أقاربه من بني أمية، والحقيقة أنّه كان ثرياً وينفق عليهم من أمواله الخاصة؛ وقد ردّ بعض المؤرخين من بينهم (الذهبي : سير أعلام النبلاء) على تلك الشبهات مبيّنين دور عبد الله بن سبأ اليهودي الذي ادّعى الإسلام في تأليب الناس للخروج على الخليفة الشرعي وقتله.

– بدأت فصول قصة مقتل عثمان بن عفان بالحصار الذي ضربه الخارجون عليه من مصر والعراق في بيته. وأثناء الحصار اقترب رجلٌ يُدعى كنانة بن بشر التجيبي من بيت عثمان وهو يحمل شعلةً من نارٍ فأحرق بها باب البيت، ثمّ دخل “روؤس الفتنة”؛ ومن بينهم رجلٌ يُعرف بالموت الأسود؛ حيث أمسك بعثمان وخنقه خنقاً شديداً، ثمّ دخل محمد بن أبي بكر “فحدث بينه وبين عثمان كلامٌ خجل منه ابن أبي بكر فخرج نادماً على فعله”. ثمّ دخل عليه كنانة بن بشر فضربه بالسيف فقطع يده فتقاطر الدم على مصحفه، ثمّ ضربه بالسيف في بطنه. ثمّ دخل رجلٌ اسمه سودان بن حمران فحمل السيف فطعنه به مرةً أخرى، ثمّ اتكأ على السيف ببدنه ليتأكد من اختراقه للجسد، فكان موت عثمان على إثر هذه الضربة، ثمّ دخل عمرو بن الحمق فطعنه في صدره تسع طعناتٍ.

– ثمّ أخذوا ينهبون ما في بيته، ويقولون : “إذا كان قد أُحلّ لنا دمه أفلا يحل لنا ماله؟”، ثمّ همّوا بقطع رأسه، إلّا أنّ زوجات عثمان، وبناته أخذن يصرخن، فقال عبد الرحمن بن عديس : “اتركوه”، فتركوه.

– مكث الخليفة عثمان بعد مقتله ثلاثة أيام مطروحا على “كناسة بني فلان”، وهى مكان لوضع القمامة، بسبب رفض الثائرين دفنه أو الصلاة عليه، حسبما أورد ابن جرير الطبري فى “تاريخ الأمم والملوك”.
– ثم قام اثنا عشر رجلا من الصحابة منهم : جدي مالك بن أبي عامر، وحويطب بن عبد العزى، وحكيم بن حزام، وعبد الله بن الزبير، ومعهم عائشة بنت عثمان معهم، وأتوا إلى جسده ليلا بمصباح فحملوه حتى وصلوا إلى “حش كوكب” وأرادت ابنته عائشة البكاء عليه، فنهرها عبدالله بن الزبير، وقال لها “اسكتي”، حتى لا يخرج الثائرون فيمنعوا دفنه مرة أخرى، فلما دفنوه وسوّوا عليه التراب قال لها إبن الزبير: “صيحي ما بدا لك أن تصيحي”.

– لمزيد التوسع، يمكن الإطلاع على : كتاب «الفتنة: جدلية الدين والسياسة في الإسلام المبكر» للمؤرّخ د.هشام جعيط.

# أسامة الراعي #

Loading

أسامة الراعي

متحصل على : شهادة الأستاذية في التاريخ.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *