محمد الجموسي : مبدع في صيغة الجمع.

شارك اصدقائك الفايسبوكيين

من مواليد هذا اليوم 12 جويلية سنة : 1910 – محمد الجموسي، شاعر، ملحن، ممثل ومطرب تونسي.

– محمد الجموسي : ولد في 12 جويلية 1910 – توفي في 3 جانفي 1982، (72 سنة).
– يصعب على النقاد والمؤرخين تصنيف الفنان محمد الجموسي في خانة إبداعية واحدة، باعتبار أنه كان فردا في صيغة الجمع؛ فقد تعدّدت مواهبه الفطرية منذ نعومة أظفاره.. اتّجه في شبابه إلى الاحتراف الفني.

– ثم أخذ يكرع في عصامية نادرة من حياض الأدب والطرب، فكان ذلك الشاعر الملهم الذي أصدر ديوان شعر بعنوان “الليل والنهار” ثم أردفه بديوان ثان بعنوان “الفجر”، كما أنه كتب باللغة الفرنسية وأصدر ديوانه الثالث “الشّاعر والوردة”.

– وإلى جانب مواهبه في العزف بارعا والشعر، لمع نجمه مطربا فقد كان في بداية مشواره يقلّد موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب في روائعه الخالدة. ثم ولج باب التلحين فأبدع عدة ألحان متميزة، كما برز نجما في رحاب المسرح والسينما فضلا عن إبداعه في مجال التنشيط الإذاعي ثم التلفزي.

– كان محمد الجموسي يتقن عدة لغات (العربية والفرنسية والإيطالية والإنجليزية) وقد تجلى ذلك بوضوح في دبلجة بعض الأفلام الأجنبية مثل “طبيب بالعافية” المأخوذ عن رواية موليار والفيلم الهندي المنجز في إيطاليا بعنوان “كنز البغال” والانجليزي “دار الراعي” وقد أدّى فيه أغنية “ساري على الفجر”، وفيلم “فارس البيت الأحمر”، فضلا عن فيلم “جحا” الذي مثل فيه دور البطولة الممثّل المصري العالمي عمر الشّريف والرّاقصة زينة بوزيّان.
– كما قام بدور البطولة في فيلم “أنشودة مريم” سنة 1946.

– وللجموسي مشاركة مهمّة في السينما المصرية. فقد لمع نجمه ممثلا ومطربا باسم “محمد التونسي” في عدة أفلام لعل أبرزها شريط “ناهد” سنة 1959 مع يوسف وهبي إخراج محمد كريم الذي أخرج أفلام عبد الوهاب وأولها “الوردة البيضاء” في سنة 1933.
– مثّل الجموسي أيضا في شريط “ظلمت روحي” سنة 1952 مع شادية وفريد شوقي ووداد حمدي، إخراج إبراهيم عمارة. وفي السنة الموالية (1953) مثّل الجموسي في شريط “بنت الهوى” مع فاتن حمامة والراقصة تحية كاريوكا. علما وأنه فرض نفسه ملحّنا لأغلب الأغاني التي أداها في تلك الأفلام.

– وممّا تجدر الاشارة إليه أن الجموسي ما كان ليلمع في مجال التمثيل السينمائي لولا رصيده في المسرح الغنائي مع فرقة النجم التمثيلي. وهي أعرق الفرق المسرحية في صفاقس حيث كان الجموسي يغني في المسرحيات التي تقدمها على غرار الشيخ سلامة حجازي الذي زار تونس سنة 1914 وتأثر به عميد المسرح الغنائي محمد عبد العزيز العقربي (1902-1968) وجريا على تلك التقاليد المسرحية مثّل في عدّة مسرحيّات لعلّ أبرزها “عبد الرحمان الناصر”…

– وكانت للجموسي تجربة ثرية مع دار الأوبرا الجزائرية حيث التقى بعميد المسرح العربي يوسف وهبي الذي دعاه للاقامة بالقاهرة وأشركهُ في أفلام أسهمت في إشعاعه وسطوع نجمه ممثلا سينمائيّا وملحّنا ومطربا.

– غنى الجموسي في أول فيلم غنائي تونسي وهو “مجنون القيروان” المأخوذ عن مجنون ليلى لأحمد شوقي. وهو من ألحان الموسيقار محمد التريكي الذي كان أول فنان تونسي يلحن أول موسيقى تصويرية لأول فيلم غنائي دون مقابل مالي سنة 1937 وقد أخرجه جون كروزي.

– سافر الجموسي إلى باريس سنة 1963 حيث وجد الأرض الخصبة ليفجر مواهبه الفنية ويتعرف على نخبة من الفنانين العرب عند استقراره بالحي اللاتيني. سجل هناك عدة إسطوانات، فقرر عندها البقاء في باريس والانشغال الجدي بالعمل الفني وتنويع عمله، كما لحن للفنانة الصاعدة آنذاك، وردة…

– أمّا رصيد محمد الجموسي الغنائي فهو ثريّ بروائع الأغاني التي دأب على تأليفها شعرا وصياغتها لحنا. ولم يكن ضنينا بذلك الزاد الثريّ بل إنّه أهدى جلّ أغانيه إلى معظم الأصوات التونسية مثل نعمة وعليّة. وللجموسي أيضا حواريات غنائية منها “وينك يا غالي” مع المطربة المصرية شافية أحمد و”محلى قدّك” مع صفية شامية. كما تغنّى بالحنين إلى الأوطان في “ريحة البلاد”، و”تمشي بالسّلامة” وأهدى الطفولة أغنية “يطول عمرك يا أميمة الحنينة”، وأغنى الأغنية الفكاهية والأغنية الخفيفة مع محمّد الجرّاري في “زردة زردة بالكسكوس”، “الكريطة”، “قهواجي” و”مريقة صفاقسية”.

# أسامة الراعي #

Loading

أسامة الراعي

متحصل على : شهادة الأستاذية في التاريخ.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *