علي بوشوشة : من رواد الصحافة التونسية.

شارك اصدقائك الفايسبوكيين

توفي في مثل هذا اليوم 17 أوت سنة : 1917 – علي بوشوشة، من رواد الصحافة التونسية.

– علي بوشوشة : ولد في 25 نوفمبر 1859 – توفي في 17 أوت 1917، (61 سنة).
– ولد بمدينة بنزرت وهو ينحدر من عائلة فلاحية تملك مئات الهكتارات من الأراضي الخصبة في منطقتي بنزرت وعين عسكر…
– تعلم من والديه حب الأرض فنشأ شغوفا بها ميالا الى الحياة الريفية.
– بعد تعلمه بأحد الكتاتيب ببنزرت واصل تعلمه بجامع الزيتونة ثم بالصادقية ليتزود من البرامج الجديدة التي سعى خير الدين باشا لادخالها ضمن مواد الدراسة في ذلك العهد، ثم ببريطانيا ليكمل هناك دراسته من 1879 الى 1881.

– كان علي بوشوشة يمثل الحماس المتناهي والثورة المتقدمة على الوضع السيئ الذي كانت تعيشه تونس قبل الاحتلال وبعده.. لقد كان شديد التعلق بالمُصلح خير الدين باشا وأفكاره ومتناهي الاعجاب بمواقفه ومبادئه الاصلاحية، كما كان عظيم الحسرة على توقف سير تلك الحركة الاصلاحية لخير الدين باشا التي حاصرتها وخنقتها الدسائس والمؤامرات.

– بعد ثلاث سنوات قضاها ببريطانيا تعلم فيها اللغة الانجليزية وحذق أدبها وتعرف على حضارتها الى جانب اللغات الأخرى التي حذقها بتونس.. عاد الى تونس سنة 1881 وكان يحمل آمالا وأفكارا يمنّي النفس لو تعرف طريقها الى حيّز التنفيذ.
– لقد كان في عزمه أن يؤسس بمعية زملائه، الذين تعلموا بالصادقية وأنهوا دراستهم بالخارج طريقة مشتركة يضعون بها حدّا لمظالم البايات وكان يعتقد وزملاءه الجدد المتشبعين بأفكار خير الدين باشا أن يحملوا الدولة العثمانية على دفع خطر الاستعمار المتوقع من قِبَلِ فرنسا وايطاليا.. ولكن الدولة العثمانية نفسها كانت هزيلة ومحتاجة الى من يشد أزرها.
– ومرّت الأيام القليلة على عودته الى تونس ليصاب بخيبة أمل مزدوجة : دولة عثمانية ضعيفة واحتلال فرنسي للبلاد التونسية يوم 12 ماي 1881، فأثر ذلك في نفسه كثيرا، بل وفزع من هول الكارثة، وكرد فعل أوّلي فضّل عدم مباشرته للوظيفة المعيّنة له، وخيّر مباشرة العمل الفلاحي مع أفراد عائلته ببنزرت، وبقي ينتظر الفرصة لكي يطبق آراءه التي آمن بها منذ فجر شبابه.

– وجاءت الفرصة التي كان ينتظرها المفكر والمصلح علي بوشوشة وذلك حين تكونت كتلة «رجال النهضة التونسية» وذلك بانضمام النخبة المتخرّجة من الصادقية الى النخبة الزيتونية والتي ارتفع صوتها عاليا عن طريق جريدة “الرائد الرسمي التونسي” للشيخ محمد السنوسي.
– لقد وقفت هذه النخبة في كتلة موحدة وضمت مختلف مشارب الشباب المثقف التونسي، جاعلة من أكبر أهدافها الوقوف في وجه التيار الاستعماري.

– وحتى يكون لعمل هذه النخبة حظ أوفر في نشر أفكارها وتجميع أهل الفكر حولها بمختلف مشاربهم، كان الفضل للمفكر والمصلح علي بوشوشة في تأسيس جريدة “الحاضرة” وهي أول جريدة عربية غير رسمية ظهرت بتونس وبرز أول عدد منها يوم 2 أوت 1888 واستمرت في الصدور 27 سنة أي الى موفى سنة 1915 حيث تعطلت أثناء الحرب العالمية الأولى.
– وإلى جانب الأسماء النيرة انضمت إلى “الحاضرة” نخبة جديدة أمثال محمد بلخوجة وعلي الورداني ومحمد الجنادي ومحمد الاصرم وغيرهم..

– يعدّ علي بوشوشة من مشاهير الصحافيين التونسيين في القرن الماضي حيث انسلخ عن وظيفته وترك فلاحته لينغمس في الحياة باحثا عن العلل التي نخرت المجتمع التونسي، منيرا الأجيال نحو الطريق الموصل للهدف والمحقق للغايات.. لقد جعل من جريدة “الحاضرة” منبرا تتبارى فيه الأقلام…

– كما استمر نشاط علي بوشوشة في ميادين أخرى من ذلك الميدان الاجتماعي حيث ساهم مساهمة فعالة في نشاط “الخلدونية” إثر تأسيسها عام 1896 كما كان يتردد على الكثير من النوادي الفكرية والسياسية التي تأسست بتونس وعلى الأخص “نادي الأميرة نازلي” الذي كانت تؤمّه نخبة من حركة الاصلاح مثل سالم بوحاجب، محمد التركي، البشير صفر ومحمد باش حامبة وغيرهم.. وفي هذا النادي تعرف علي بوشوشة على الكثير من المستشرقين، ورجال الفكر العرب لعلّ أهمهم مفتي مصر الأول آنذاك الشيخ محمد عبده.

– قام علي بوشوشة برحلة إلى الشرق صحبة زميله عبد الجليل الزاوش اغتنم الفرصة خلالها وزار المكتبات العمومية والخاصة واطّلع على الكثير من المتاحف والمعالم الثقافية هناك.
– اثر عودته من هذه الرحلة، بدأ يحس بالألم. وعلى الرغم من نصائح الأطباء والأصدقاء لكي يحد من نشاطه فإنه واصل جهوده في سبيل قضايا وطنه إلى أن أنهكه المرض، فتوفي في 17 أوت 1917، بعد مسيرة ثرية قضاها كفاحا مستمرا على أكثر من صعيد.

# أسامة الراعي #

Loading

أسامة الراعي

متحصل على : شهادة الأستاذية في التاريخ.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *