في اختتام أشغال الدورة الثامنة لـ “ندوة طوكيو الدولية للتنمية في إفريقيا” تيكاد 8؛ قمة تونس تنجح في صياغة جملة من التوصيات القيّمة التي من شأنها أن تُؤسّس للرؤية الجديدة المشتركة للشراكة الإفريقية- اليابانية

شارك اصدقائك الفايسبوكيين

إن ضمان الأمن الإنساني في بعده الشامل لا يمكن أن يتحقق دون التنمية البشرية و إيلائها مكانة محورية لرأس المال البشري من خلال دعم جودة التعليم والتربية، علاوة على تطوير التبادل في مجالات البحث والابتكار ونقل المعرفة وتحقيق التحول الرقمي وإضفاء دفع جديد للتعاون في القطاعات الحيويّة .ذلك ما شدد عليه رئيس الجمهورية قيس سعيد،لدى اختتامه أمس بقصر المؤتمرات بالعاصمة، أشغال الدورة الثامنة لـ “ندوة طوكيو الدولية للتنمية في إفريقيا”، تيكاد 8، التي انعقدت يومي 27 و28 أوت الجاري، تحت شعار “أولويات التنمية في إفريقيا ما بعد جائحة كوفيد19”
بمشاركة نحو عشرين رئيس دولة وحكومة وملك و 20 وزيرا أفريقيًا ، بالإضافة إلى ممثلين عن المنظمات الدولية. وتم منح الاعتماد لتغطية هذه التظاهرة الى 370 صحفيًا ، 120 منهم مرافقين لوفود رسمية ممثلة لبلدانهم. وقد وقعت اليابان والدول الافريقية ، أكثر من 30 اتفاقية تعاون في اطار مؤتمر طوكيو الدولي الثامن حول التنمية الأفريقية .

ضرورة إيجاد حلول لمسألة الديون الإفريقية بإعادة رسكلتها وتحويلها إلى مشاريع استثمارية :

هذا وقد أبرز رئيس الجمهورية أن قمة تونس نجحت في بلورة تصوّرات واعدة وملموسة وفي صياغة جملة من التوصيات القيّمة التي من شأنها أن تُؤسّس للرؤية الجديدة المشتركة للشراكة الإفريقية- اليابانية.مؤكدا على أهمية التكامل بين الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والإنسانية في هذه الشراكة كرافد لبناء مجتمعات متضامنة ومستدامة.كما أشاد بالأجواء الطيبة التي سادت مُختلف مراحلها، والنقاشات التي دارت في كنف الصراحة من أجل الارتقاء بمُستوى الشراكة الاستراتيجية التي تجمع إفريقيا باليابان ومُلاءمتها مع التحدّيات التي فرضتها جائحة كوفيد-19 والتغيّرات المُتسارعة التي يشهدُها عالمنا اليوم.وقد دعا رئيس الجمهورية إلى ضرورة إيجاد حلول لمسألة الديون الإفريقية بإعادة رسكلتها وتحويلها إلى مشاريع استثمارية لإعادة خلق الثروة. كما شدد على ضرورة استرجاع الأموال المنهوبة باعتبارها قضية جوهرية للشعوب الإفريقية.موضحا أنّ تحقيق التنمية والأمن الإنساني وضمان استدامتها يحتّم تكريس دعائم الأمن والسلم الإقليميين والدوليين القائمين على سيادة القانون، مبرزا في هذا الإطار أن سيادة القانون لا تقتصر فقط على المستوى الوطني ولكن تنسحب أيضا على مستوى العلاقات الدولية التي يجب أن تدار وفقا لعلوية القانون الدولي.
هذا وقد أكد رئيس الدولة على المسؤولية المشتركة لبناء الأمل مشددا عن الإرادة المشتركة الإفريقية اليابانية لترجمة الاتفاقيات الموقعة والتوصيات الصادرة عن القمة إلى خطوات عملية محددة تضمن تحقيق تنمية حقيقية جوهرية في إفريقيا حتى تكون الشراكة الاستراتيجية بين إفريقيا واليابان نموذجا مثاليا للتعاون.

اعلان تونس، يحدد ثلاثة أركان للتعاون نحو تحقيق التحول الهيكلي من أجل النمو المستدام في افريقيا:

و في ختام أشغال مؤتمر طوكيو الدولي من أجل التنمية في افريقيا ” تيكاد8″صدر إعلان تونس عن رؤساء الدول والحكومات والدول الأعضاء بالاتحاد الأفريقي ووفود اليابان مع ممثلي الجهات المشاركة في تنظيم مؤتمر طوكيو الدولي للتنمية في افريقيا وهي الامم المتحدة وبرنامج الامم المتحدة للتنمية والبنك الدولي ومفوضية الاتحاد الافريقي اثر اجتماعهم في اطار “تيكاد 8 “بتونس ؛ محددا
ثلاثة أركان للتعاون قائمة على تحقيق التحول الهيكلي من أجل النمو المستدام في افريقيا وإرساء مجتمع مرن ومستدام وتحقيق السلام والاستقرار في العالم الى جانب ضبط مواعيد مستقبلية لتطوير العلاقات اليابانية الافريقية.
ومن العناصر الأساسية التي تم التأكيد عليها أهمية رأس المال البشري لتنمية أفريقيا ، لا سيما من خلال بناء القدرات المحلية في القطاعات الإستراتيجية مثل الصناعة والأعمال بروح ملكية إفريقيا. تقر أفريقيا وتقدر عاليا مساهمة اليابان القيمة في تنمية الموارد البشرية في أفريقيا وترحب باستمرارها. وفي هذا الصدد،ورد في إعلان تونس :” نجدد جهودنا لمعالجة قضية هجرة الأدمغة في أفريقيا. ونؤكد أيضًا على الحاجة إلى تنمية القدرات لتوسيع نطاق الوصول إلى التعليم والتدريب وتنمية المهارات الشامل والجيد وذات الصلة في أفريقيا. نتذكر أهمية تعزيز تعليم العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات ، واستخدام التكنولوجيا الرقمية، وتبادل المعرفة في التعليم ،ودبلوماسية العلوم والتكنولوجيا ، والبحث والابتكار، فضلاً عن دعم الفئات السكانية الضعيفة اجتماعياً. كما ندرك أن التآزر الأكبر الذي يسهل التعاون بين المجتمع المدني في اليابان وأفريقيا يمكن أن يلعب دورًا أساسيًا في بناء مجتمع مرن ومستدام.”

الحكم الرشيد والديمقراطية وسيادة القانون أمور حاسمة لتنمية أفريقيا وسلامها:

وعن الحكم الرشيد والديمقراطية وسيادة القانون وباعتبارها أمور حاسمة لتنمية أفريقيا وسلامها واستقرارها. وفي هذا الصدد ، سيتم دعم الجهود التي تقودها أفريقيا والموجهة نحو الحفاظ على المبادئ الديمقراطية ، بما في ذلك انتخابات شاملة وذات مصداقية وشفافة وكذلك بناء المؤسسات والقدرات وتعزيز الحكم. بإعتبار أن الجهود المستمرة طويلة الأجل لا غنى عنها لتوطيد الديمقراطية والتإكيد على أهمية بناء البنية التحتية الاجتماعية ودعم تحسين سبل العيش للشباب والنساء. مع الالتزام بتعزيز التعاون من خلال دعم التدريب المناسب لبعثات دعم السلام التي تقودها إفريقيا وبناء القدرات في إفريقيا ، فضلاً عن دعم عمليات إنفاذ القانون ،تقدير منظومة الحوكمة الأفريقية ،
ومنظومة السلم والأمن الأفريقي.والإحاطة علما بالنهج الجديد للسلام والاستقرار في أفريقيا كما تم الإعلان عنه في مؤتمر طوكيو الدولي السابع للتنمية في أفريقيا في عام 2019.مع الإدراك بالدور الحيوي لبعثات دعم السلام التي تقودها إفريقيا في الحفاظ على السلام والاستقرار في إفريقيا؛ وأهمية تعزيز الشراكة بين الاتحاد الأفريقي ومجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في هذا الجانب.كذلك التأكيد على الالتزام بمناقشة شاملة للقضايا المتعلقة بمختلف خيارات التمويل والمساعدة مع ضرورة احترام الأمن العالمي خاصة في ظل الاثر السلبي للصراع بين روسيا وأوكرانيا كما أن إصلاح مجلس الأمن الدولي يحتاج الى مقاربة شاملة وشفافة . واتفق المشاركون في قمة “تيكاد” على عقد مؤتمر طوكيو الدولي التاسع للتنمية في أفريقيا “تيكاد 9” سنة 2025 باليابان في حين سيعقد اجتماع وزاري لمؤتمر طوكيو الدولي للتنمية في افريقيا سنة 2024 .
وخُتم اعلان تونس بالإعراب عن عميق امتنان المشاركين لسيادة رئيس الجمهورية التونسية، على رئاسته واستضافته لندوة طوكيو الدولية الثامنة للتنمية في أفريقيا في تونس. كما أعربوا عن خالص تقديرهم لحكومة وشعب تونس على الترحيب الحار والضيافة الحارة للمشاركين في مؤتمر طوكيو الدولي الثامن للتنمية في أفريقيا .

ابتكار حلول تنموية جديدة وإعطاء الأولوية للشباب والنساء :

من جانب آخر أشار المنسق الإعلامي لقمة “تيكاد 8″، محمد الطرابلسي خلال مؤتمر صحفي عقده أمس في مدينة الثقافة بتونس، إلى اهم رسائل القادة الأفارقة الأوائل خلال يوم الافتتاح ، أنهم ركزوا على تحقيق السيادة الغذائية في إفريقيا والحصول العادل على الطاقة والدعوة الى وصول الدول الأفريقية إلى حقوق السحب الخاصة لصندوق النقد الدولي.في حين أن رئيس الجمهورية، قيس سعيد ، ركز في كلمته له خلال افتتاح القمة، على أهمية ابتكار حلول تنموية جديدة وإعطاء الأولوية للشباب والنساء والاستلهام من التجربة اليابانية القائمة على الابتكار مع التمسك بالتقاليد.ومن جهته فإن رئيس الحكومة اليابانية فوميو كوشيدا ، قد أكد التزام بلاده بتعزيز التنمية في إفريقيا ، من خلال تخصيص 30 مليار دولار لهذه القارة للسنوات القادمة وتشجيع الاستثمار الأخضر وتعزيز أنظمة الصحة والوقاية من الأوبئة.وبالعودة إلى الاتفاقات المبرمة بين اليابان وتونس بمناسبة انعقاد المؤتمر ، أوضح المنسق الإعلامي لتيكاد 8 أنه تم التفاوض على مدى 10 سنوات بشأن اتفاقية التعاون الفني بين البلدين والتي من شأنها تسهيل دور المتعاونين اليابانيين في تونس.مضيفا أن التعاون التونسي الياباني الذي يعود لأكثر من 45 عاما مكّن البلدين من تنفيذ 42 مشروعا بقيمة 8 مليارات دينار.

Loading

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *