جوليات بسيس : باحثة وناشطة نقابية تونسية.

شارك اصدقائك الفايسبوكيين

من مواليد هذا اليوم 16 سبتمبر سنة : 1925 – جوليات بسيس، باحثة وناشطة نقابية يسارية تونسية.

  • جوليات بسيس : ولدت في 16 سبتمبر 1925 – توفيت في 8 مارس 2017، (92 سنة).
  • ولدت في قابس حيث أمضت طفولتها المبكرة حتى وفاة والدها سنة 1930، وقد احتفظت جوليات على الدوام بارتباط عميق بموطنها الجنوبي وزارته بانتظام خلال شبابها.
  • وفي السادسة عشر من عمرها، التقت “ألدو بسيس”، وهو مهندس زراعي شاب تنتمي عائلته إلى البورجوازية اليهودية القديمة في تونس، انضم الى الحزب الشيوعي التونسي في عام 1938، وأصبح واحدا من قادته السرّيين خلال فترة الإحتلال الألماني من نوفمبر 1942 إلى ماي 1943.
  • قاسمت جوليات زوجها قناعاته، فانضمت إلى الحزب الشيوعي وسرعان ما أصبحت من أبرز نشطائه. وكرست حياتها للحزب، وللأنشطة النقابية في اتحاد نقابات العمال التونسيين التابع للحزب الشيوعي، وللكفاح من أجل الاستقلال الذي كان يشهد حينها مرحلته النهائية.
  • في سنة 1947 استأنفت جوليات دراستها التي انقطعت عنها جراء التدابير المعادية لليهود التي اتخذها “نظام فيشي”، فحصلت على شهادة الباكالوريا، وفي السنة الموالية سجلت في السنة التحضيرية، ثم باشرت دراستها من أجل نيل إجازة في التاريخ والجغرافيا في مدرسة الدراسات العليا بتونس، النواة الأولى للجامعة التونسية فيما بعد، وكانت حينها مرتبطة بجامعة السوربون حيث يذهب الطلبة لاستكمال الامتحانات الشفوية.
  • وقد حصلت على الإجازة في أوائل عام 1950، ثم أحرزت شهادة جامعية في الجغرافيا موضوعها هو دراسة تخصصية لسهل (سمنجة-مقرن) فيما اهتمت الدراسة التكميلية بدراسة مناجم الحديد في منطقة الجريصة، إلا أنها تخلت بعد ذلك عن الجغرافيا لتهتم فقط بالتاريخ.
  • وفي 1954 سميت أستاذة في ملحق المعهد الصادقي خزندار سنة 1956، وهناك بقيت تدرّس الى سنة 1961 قبل أن تنتقل للتدريس في المعهد العلوي بتونس.
  • كانت الصادقية وخزندار حينها تضمان عددا كبيرا من الأساتذة من ذوي التوجه اليساري، وقد شكلوا على مر السنوات بوتقة لتشكيل الجيل اليساري الأول لتونس المستقلة.
  • وفي 1962 شهدت الوظيفة العمومية في تونس عملية “تنقية” لكبار المسؤولين من اليهود وأجبر زوجها ألدو بسيس على ترك وزارة الزراعة التي دخلها في 1947. والتزاما منه بالعمل في منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) انتقل مع عائلته إلى الكاميرون.
  • وقد سميت جوليات في الأثناء، خبيرة في منظمة اليونسكو، وأستاذة للتاريخ في مدرسة المعلمين العليا في ياوندي (عاصمة الكامرون)
  • في عام 1964، انتقلت العائلة لبضعة أشهر إلى أديس أبابا في اثيوبيا قبل تعيين ألدو بسيس في مقر المنظمة بروما.
  • بقيت جوليات شديدة التأثر بسنواتها التي قضتها في جنوب الصحراء الكبرى وكرست لاحقا لافريقيا السوداء جزءًا من دروسها في جامعة فينسين.
  • وبعد الوفاة المبكرة لزوجها في أفريل 1969 عاشت جوليات بسيس ثلاث سنوات في جينيف حيث اشتغلت خبيرة لدى المكتب الدولي للشغل قبل أن تغادر نحو باريس لتستقر نهائيا وتبدأ مسيرة جامعية ترتكز على دراسة تاريخ تونس والمغرب العربي المعاصرين.
  • كانت اطروحتها التي ناقشتها في 1980 تحمل عنوان “إيطاليا موسيليني وتونس بين 1922 و1943” واستخرجت من هذه الأطروحة كتابا نشرته في 1981 تحت عنوان “البحر الأبيض المتوسط الفاشستي”. ومن حينها صار وقتها موزّعا بين التدريس والتأليف.
  • كانت تدرّس وتنشر حتى تقاعدها في 1995. وقد درّست بين 1972 و1995 في جامعة باريس 8 فانسان التي أصبحت تسمى بداية من 1980 “باريس 8 سان دوني”. وفي جامعة باريس 1 دون اعتبار مساهماتها في الندوات واللقاءات في فرنسا وتونس وبلدان المغرب.
  • وفي 1992 أعطت ما يمكن اعتباره “شهادة مؤرخة” في كتابها ” المغرب الكبير: عبور قرن” فيما جمعت مقالات عديدة لها في كتاب حمل عنوان “المغرب الكبير : مسائل تاريخية” وكرّست عددا هاما من أعمالها التاريخية للمسألة النقابية التونسية ومن ضمنها بيوغرافيا للزعيم النقابي فرحات حشاد ظهرت في “موسوعة الأفارقة” التي كان يشرف عليها “شارل أندري جوليان” وتنشرها مجلة “جون أفريك” كما كتبت الكثير عن فترة الحرب العالمية الثانية في البلاد التونسية وخاصة حول دور الحزب الحر الدستوري الجديد، ثم عن المنصف باي والمنصفية.
  • وأخيرا كانت الأزمة اليوسفية وبدايات الاستقلال جزءًا من دوائر اشتغالها وبحوثها.
  • وإلى حدود 3 سنوات قبل وفاتها ظلت تزور تونس كل عام ولم تكفّ يوما عن اعتبارها وطنها الذي حافظت فيه بعد أن غادرته في 1962 على علاقات الشغف وفيها الألم، صنعها بعضها الحب، وصاغت بعضها الآخر الضغينة بفعل المصير الذي خصت به تونس المستقلة أقليتها اليهودية.
  • وقد التزمت جوليات خلال السبعينات بالدفاع عن مناضلي منظمة آفاق اليسارية، وكان ضمنهم عدد كبير من أصدقائها- من اجل اطلاق سراحهم. وقد صدرت ضدهم أحكام قاسية بفترات طويلة من السجن وكانوا معتقلين في محتشد برج الرومي.
  • كانت بالغة الانفعال وهي تتابع “ثورة جانفي 2011” التي ذكّرتها بنضالات شبابها وبقناعاتها التي لم تتخل عنها قط رغم ابتعادها عن النضالية الحركية.
  • وفي سن الواحد والتسعين عاما توفيت جوليات بسيس بباريس يوم 8 مارس 2017 .
  • من مؤلفات جوليات بسيّس :
  • البحر الأبيض المتوسط الفاشستي، إيطاليا موسيليني والبلاد التونسية (بالفرنسية).
  • المؤسسون : ثبت بيوغرافي للإطارات النقابية في تونس المستعمرة 1956- 1920 (بالفرنسية).
  • ليبيا المعاصرة (ترجم الى الإيطالية).
  • المغرب الكبير : عبور القرن.
  • المغرب الكبير : مسائل تاريخية.

أسامة الراعي

Loading

أسامة الراعي

متحصل على : شهادة الأستاذية في التاريخ.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *