تونس تحتضن أشغال المؤتمر العربي حول “تنفيذ الأبعاد الاجتماعية والتنموية لاستراتيجية القمة العربية لكبار السن بين الإمكانيات والتحديات في ظل الأوبئة والأزمات”

شارك اصدقائك الفايسبوكيين

تُشرف وزيرة الأسرة والمرأة والطّفولة وكبار السن، الدّكتورة آمال بلحاج موسى،على افتتاح أشغال المؤتمر العربي حول “تنفيذ الأبعاد الاجتماعيّة والتنمويّة لاستراتيجيّة القمّة العربيّة لكبار السن بين الإمكانيّات والتحديّات في ظل الأوبئة والأزمات”، الذي تحتضنه تونس على مدى يومين، وذلك يوم الجمعة 30 سبتمبر 2022 بالعاصمة. وينتظم المؤتمر، الذي ينعقد بالتزامن مع الاحتفاء باليوم العالمي للمسنين، بالتعاون مع جامعة الدول العربيّة وبحضور ممثلين من 14 دولة عربيّة وهي: تونس والأردن والجزائر والسعوديّة والسودان والصّومال والعراق وعمان وفلسطين وقطر والكويت ولبنان ومصر وموريتانيا، ومسؤولين رفيعي المستوى وخبراء ومختصّين في مجال كبار السن.

دعم الحقوق الاجتماعية والصحية لكبار السنّ في البلدان العربية:

تندرج الاستراتيجية العربية لكبار السن في سياق اقتراح تقدّمت به الجمهورية التونسية ممثلة بوزارة المرأة والأسرة والطفولة وكبار السن بهدف دعم الحقوق الاجتماعية والصحية لكبار السنّ في البلدان العربية.وتعكس هذه الاستراتيجية انخراط المجتمعات العربية في المسار الدولي المتعلق بتحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030 خاصة فيما يتعلق بتقليص الفوارق الاجتماعية ومقاومة كل أشكال اللامساواة وتحقيق العدالة والكرامة للجميع ومن بينهم كبار السن، واستجابة لمختلف الدّعوات الصادرة عن المؤتمرات العربيّة في هذا الشأن.وتُغطي الاستراتيجية الفترة 2019-2029.
ومن دواعي إعداد هذه الإستراتيجية أن المجتمعات العربية، من دون استثناء، وبدرجات متفاوتة، تعرف حركية غير مسبوقة على العديد من المستويات، الديمغرافية منها والإجتماعية والثقافية والإقتصادية والأمنية. وقد تسارع،خلال العقود القليلة الماضية، نسق التغيرات بصورة مذهلة وازداد عمقها وأثرها في التنظيم المجتمعي والعلاقات بين الأفراد والأجيال، وفي نوعية العيش وظروفه
لقد أفرز هذا الوضع تحديات مختلفة ومتعددة الأبعاد تواجهها اليوم كل الفئات السكانية والمؤسسات الوطنية والإقليمية والحكومات.ومما زاد من حدة تلك التحديات وخطورتها أحيانا، ما عايشته المجتمعات العربية، ولا تزال، خلال العقدين الأخيرين من تدهور الأوضاع الأمنية واختلال الإستقرار وتعدد بؤر التوتّر والصراعات المسلحة وما ينتج منها من تشتّت ولجوء وهجرة
وفقر وترد لظروف العيش وانعدام الأمن الإنساني والمادي

إقرار حقوق كبار السن وحمايتها والحرص على رعاية هذه الفئة :

ومن المعلوم أن أولى ضحايا هذه الأوضاع هي الفئات الإجتماعية الأكثر هشاشة وعلى رأسها
النساء والأطفال وكبار السن. ولهذه الفئات أوضاعها الخصوصية وتحدياتها التي تتطلب
الإحاطة والإدارة الرشيدة، حتى في أكثر بلدان المنطقة استقرارا ورخاء.
ولقد أولت الحكومات العربية والمنظمات الإقليمية، وعلى رأسها جامعة الدول العربية وأجهزتها ومجالسها المختلفة، عناية واهتماما كبيرين بهذه الفئات السكانية فاتخذت في شأنها القرارات المناسبة، ووضعت لها السياسات والبرامج، وخصصت لها الهياكل الفنية والمؤسسات التنفيذية و الاعتمادات المالية من أجل رعايتها وتأمين ظروف فضلى لعيشها حاضرا ومستقبلا ، وحمايتها من الأخطار التي قد تهددها وتقلص من مشاركتها.
في هذا الإطار تندرج مجموعة البرامج وخطط العمل الدولية لمعالجة قضايا كبار السن، والقرارات
والتوصيات الصادرة عن اجتماعات القمم العربية واجتماعات المجالس الوزارية العربية ذات العلاقة،
والتي تتالت في رؤية واحدة ومقصد مشترك،وهو الالتزام الرسمي الدولي والإقليمي والوطني بإقرار حقوق كبار السن وحمايتها والحرص على رعاية هذه الفئة من السكان التي ما فتئ وزنها الديمغرافي يتنامى، بنسق سريع أحيانا، واحتياجاتها تزداد كما وكيفا
وبالرجوع إلى المعطيات الديمغرافية عن تحولات التركيبة السكانية للبلدان العربية يتبين أن هذه البلدان تعرف تشيخا تدريجيا ومتفاوتا، إذ تشهد معدلات الشيخوخة ارتفاعا متسارعا خلا فا لماّ شهدته معظم البلدان المتقدمة، مرده إلى انخفاض معدالت الوالدات وتحسين الخدمات الصحية وارتفاع معدل الحياة عند المواليد الجدد.ّ غير أن ّ هذا التهرم السكاني يتفاوت من بلد إلى أخر، إذ يحتل لبنان وتونس المرتبة الأولى أكثرمن %10 ،تليهما بلدان المغرب العربي ومصربين7 و%8 ، بينما تأتي في المرتبة الأخيرة بلدان الخليج العربي 2% ؛ وبرغم أن بعض البلدان عملت على وضع سياسة متكاملة لرعاية كبار السن تستند إلى التشريعات والبرامج المتصلة بالتنمية البشرية وبحقوق الإنسان ورعاية الفئات الخصوصية، بينت التقارير العالمية تفاقم المعاناة الصحية والإجتماعية لكبار السن في ظل عجز الأنظمة الإإجتماعية عن تغطية حاجيات كبار السن وصعوبة وصولهم إلى الخدمات الاجتماعية والصحية، لتزداد أوضاعهم صعوبة بسبب الحواجز المادية المتصلة بالتصميمّ المعماري، ونقص المهارات لمقدمي الخدمات عموما مع ارتفاع نسبة الأمية لدى كبار السن.وباعتبار ما يصاحب هذا الارتفاع في العدد من حاجة ملحة إلى تغطية حاجات كبار السن، وبخاصة المتقدمين منهم في السن، من خدمات رعايةّ صحية ونفسية واجتماعية مكثفة وموجهة، ونظراّ الى أن التدخّل في المجال الإجتماعي والصحيّ موكول في نسبة كبيرة منه إما إلى الأسر برغم ما تعانيه من ضغوط إجتماعية وإقتصادية، وإما إلى المنظمات الأهلية التي غالبا ما تفتقد الحرفيةّ المهنية والتخصص اللازم وضعف الإمكانات قياسا بالتكلفة الكبيرة للتدخّلات الصحية، فقد بات من الضروري وأمام انخراط المجموعة العربية في المواثيق الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان، توحيد الرؤى وتنسيق الجهود في مجال دعم حقوق كبارّ السن في الرعاية النفسية والاجتماعية والصحية

إسهامات كبار السن في المجتمع عن طريق العمل التطوعي ونقل الخبرات والمعرفة للأجيال الأخرى:

هذا ويعمل كبار السن على تقديم إسهامات عدة للمجتمع عن طريق العمل التطوعي ونقل الخبرات والمعرفة للأجيال الأخرى من خلال خبرتهم التي اكتسبوها في الحياة، ولمعرفة كمية المساهمات التي يقدمونها يتم الاحتفال عالميًا كل عام باليوم العالمي للمسنين أو اليوم العالمي لكبار السن، حيث يتيح الفرصة لتسليط الضوء على الإسهامات الكبيرة التي يقدمونها في المجتمع، ويرفع مستوى الوعي بالمشاكل والتحديات التي يواجهونها في عالم اليوم، والذي يبلغ عددهم (الذين تجاوزوا الستين عامًا) في العالم أكثر من 800 مليون مُسن، كما يتوقع زيادة العدد لأكثر من بليوني مُسن بحلول عام 2050م، ويعاني كبار السن مشكلات صحية عدة خاصة بهذه الفئة، فالعديد منهم يفقد القدرة على الحركة أو تُصبح حركته محدودة، ويعتمد البعض على الآخرين في تلبية حاجاتهم. كما يعاني البعض مشكلات جسدية وعقلية ونفسية تتطلب رعاية طبية طويلة الأجل، ومن المهم مساعدة كبار السن، خاصة عند ظهور مشكلات نفسية؛ حيث إنهم غالبًا ما يترددون في طلب المساعدة.

العوامل الكامنة وراء ظهور المشكلات الصحية النفسية لدى كبار السن:

هناك العديد من العوامل الاجتماعية والسكانية والنفسية والبيولوجية التي تسهم وتؤثر في الحالة الصحية والنفسية للفرد، وتجتمع هذه العوامل تقريبًا لدى كبار السن. ومن أمثلتها: الفقر، العزلة الاجتماعية، الاعتماد على الآخرين، والشعور بالوحدة، فكل هذه العوامل تؤثر سلبًا في صحة ونفسية المسن.كما يساعد الدعم الاجتماعي والأسري في تعزيز كرامة كبار السن ويحد من آثار المشكلات النفسية المترتبة على هذه الفئة، ومن الملاحظ زيادة عدد المسنات عن المسنين في العالم، حتى أصبح يطلق عليهم (شيخوخة الإناث)، وتختلف المشكلات الصحية والأمراض التي تصيب المسنات عن المسنين، كما نجد أن النساء عادة لديهن دخل مادي أقل وعلاقات اجتماعية أفضل. ومن جهة أخرى يزيد تعرض النساء للاكتئاب والخرف مقارنة مع الرجال.

ومن أهم المشكلات النفسية التي يعانيها كبار السن ، الاكتئاب وهو اضطراب نفسي يختلف تمامًا عن حالات الضيق التي يعانيها كل الناس من وقت لآخر؛ حيث إن الإحساس الوقتي بالحزن جزء طبيعي من الحياة. أما في حالة الاكتئاب، فإن الإحساس بالحزن لا يتناسب مطلقًا مع أي مؤثر خارجي يتعرض له المريض.إذ يقول أطباء الصحة النفسية إن الاكتئاب مرض يؤثر بطريقة سلبية في طريقة التفكير والتصرف، ويصيب الذكور، والإناث، والصغار، والكبار، والمسنين على حد السواء، فالاكتئاب لا يفرق بين مستوى التعليم والثقافة ولا المستوي المادي، فالجميع عرضة للإصابة به.
ويشعر معظم المصابين بالاكتئاب بعدد من الأعراض، وأعراض الاكتئاب لدى كبار السن تختلف قليلاً عن اكتئاب صغار السن هي: الشعور بالانحطاط النفسي والحزن.فقدان الاهتمام بالأنشطة المعتادة. الشعور بأن الأشياء التي كانت تسرهم في الماضي لم تعد سارة لهم.كذلك انخفاض الوزن أو زيادته. صعوبة النوم أو الإفراط فيه.الشعور بالغضب والانفعال العصبي أو الخمول.نوبات البكاء أو العاطفة الشديدة جدًا. الشعور بالتعب الشديد وعدم وجود أي طاقة تذكر.وجود مشكلات في التركيز الفكري واتخاذ القرارات. التفكير الدائم في الموت أو الانتحار.كما تتزامن أعراض الاكتئاب مع آلام جسدية.
إضافة إلى عدم تشخيص الاكتئاب بشكل صحيح لدى كبار السن، وقلة الاهتمام بالرعاية الصحية لهم يزيد حالتهم سوءًا. وهناك أسباب عدة تتداخل معًا لظهور أعراض الاكتئاب من ضمنها، أسباب عضوية وهي عبارة عن تغيرات في بعض كيمياء المخ ومن أهمها مادة السيروتونين ومادة النورادرينالين؛ حيث يعتقد أن لهما دورًا مهمًا في حدوث الاكتئاب عند نقصهما.كذلك أسباب وراثية:
إذ أن هناك عوامل وراثية لظهور الاكتئاب في بعض العائلات؛ حيث إن الدراسات التي أجريت على التوأم أحادي البويضة أظهرت أن إصابة أحد التوأمين بالاكتئاب يرفع نسبة حدوث الاكتئاب في التوأم الآخر إلى 70 %، ويكون عرضة للإصابة بالاكتئاب في مرحلة ما من حياته الشخصية.
إضافة إلى أسباب بيئية مثل كثرة التعرض للعنف والاعتداء النفسي أو الجسدي، وكذلك كثرة الضغوط الخارجية على الإنسان دون وجود متنفس لها تدعو إلى الشعور بعدم جدوى الحياة، وهي من أهم أسباب الاكتئاب؛ ولكن يجب مراعاة أن الاكتئاب النفسي (على الرغم من كل المسببات السابق ذكرها من الممكن حدوثه لإنسان يعيش حياة عادية قد نعدها مثالية وخالية من المشكلات والضغوط)، فالمسببات تعد نسبية.

تجاوز المسن لأعراض الاكتئاب والمعاناة من الخرف :

و إذا كانت لدى المسن أعراض الاكتئاب، فمن الضروري أن يحصل على المساعدة، وكلما أسرع في الحصول على العلاج كان التحسن أسرع، فيبادر دائمًا بزيارة الطبيب ويشرح له ماذا يشعر، و قد يقوم الطبيب بإجراء فحوصات عند الحاجة، وقد يقوم أيضًا بمناقشة خيارات العلاج المناسبة معه .
إن وجود الدعم من الأسرة والأصدقاء يمكن أن يكون مريحًا. يحاول إيجاد شخص ما للتحدث معه عما يحدث، وإذا كان من الصعب عليه التكلم عن أحاسيسه ، فيمكنه قضاء وقت مع الأسرة، وبالتأكيد سيتغلب على شعوره بالإحباط.و يحاول بفضل المساعدة والسند تجاوز إشكاليات أخرى من ذلك
الخرف و هو متلازمة تسبب تدهور في الذاكرة والتفكير والسلوك، والقدرة على أداء الأنشطة اليومية، ولا يعد جزءًا طبيعيًّا للشيوخة، فيوجد 35.6 مليون شخص يعانون الخرف في العالم، وسيتضاعف عدد المصابين بالخرف في العشرين عامًا المقبلة، وسيصبح عدد الحالات 65.7 مليون شخص يعاني الخرف بحلول عام 2030. وقد يزيد إلى 115.4مليون حالة بحلول عام 2050.

Loading

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *