الشاذلي قلالة : مناضل وطني تونسي.

شارك اصدقائك الفايسبوكيين

توفي في مثل هذا اليوم 5 أكتوبر من سنة : 1962 – الشاذلي قلالة، مناضل وطني تونسي.

  • الشاذلي قلالة : ولد سنة 1898 – توفي في 5 أكتوبر 1962، (64 سنة).
  • ولد بالمنستير عام 1898 أي بعد 17 سنة فقط من دخول جيش الإحتلال الفرنسي التراب التونسي، فزاول تعليمه الابتدائي بالمدرسة القرآنية هناك، وفهم مبكّرا معنى الاستعمار ومعنى الاستغلال والاستعباد، وشاهد بعض مناضلي مدينته وبلاده يرفضون الاحتلال وينخرطون في حركات النضال مع حركة الشباب التونسي أولا وفي هياكل الحزب الحرّ الدستوري، منذ نشأته سنة 1920.
  • بدأ يقوم بالدعاية في صفوف الشباب والكهول كي ينضموا الى ذلك التنظيم السياسي، وكان في الأثناء قد انقطع عن الدراسة واشتغل مع والده في النجارة، ولكنه كان مهتما بالقضية الوطنيه، يتألم كثيرا لما يرى من أوضاع ظلم وإقصاء ومحسوبية واستعمار بغيض.
  • هاجر الى فرنسا وهو في سن الشباب، وهناك تعرف على الزعيم الحبيب بورقيبة الذي كان يواصل دراسته الجامعية، فوجد كل منهما في صاحبه الصديق الوفيّ والأخ العطوف.
  • ولما عاد الى تونس إنطلق في الكفاح بكل تفان وإخلاص، وصمود في وجه المستعمر، وشرع في النضال المتواصل حسب الخطط التي كانت ترسم في كل مرحلة من مراحل الكفاح التحريري.
  • قاد الشاذلي قلالة المظاهرة الشهيرة التي انتظمت بالمنستير صباح يوم 14 أوت 1933 ضد الاستعمار الفرنسي لخوض معركة التجنيس التي رغب الاستعمار أن يمحو بها الشخصية التونسية لتذوب في بوتقة الدخيل. وقد اغتنم الفرصة هو وأصحابه في الحزب، اذ كان رئيس شعبة المنستير، ليقود تلك المسيرة على إثر رغبة أحد المتجنسين من التونسيين دفن طفله الذي مات، فتجمهر جمع غفير من أبناء المنستير بالمقبرة يوم 14 أوت 1933 يتقدمهم الشاذلي قلالة مع بقية أعضاء الشعبة الدستورية، وأصروا على منع دفنه، لأن أباه متجنس فتدخلت الشرطة الفرنسية بالسلاح وأسرع الجيش والجندرمة فطوّقوا المقبرة وأصرّوا على دفن الطفل بالقوة، وأطلقوا الرصاص على المتظاهرين، وسقط أول شهيد في تلك المعركة، وهو المرحوم شعبان بن صالح البحوري، وأصيب الكثير بجروح متفاوتة…
  • ظل المرحوم الشاذلي قلالة على موقفه من الاستعمار، يحرّض أبناء الساحل على التمرد، وقد ازداد إيمانا بحركة الحزب الجديد بزعامة الحبيب بورقيبة ورفيقه في الكفاح محمود الماطري ورفاقهما إثر انعقاد مؤتمر قصر هلال في 2 مارس 1934، ودخوله عضوا في المجلس الملّي، وبدأ يطوف رفقة الزعيم الحبيب بورقيبة أرجاء الوطن للتعريف بالحزب الجديد وأهدافه، ولمقاومة الاستعمار، حتى ألقي عليه القبض مع الزعيم بورقيبة ورفاقه يوم 3 سبتمبر 1934 وعرف السجن والنفي في برج البوف هو أيضا.
  • وما إن أفرج على المساجين الوطنيين سنة 1936 حتى عاد الشاذلي قلاّلة الى ميدان النضال، وحضر اجتماع المجلس الملّي في مارس 1938 بتونس، وخطط وضبط مع الرفاق في الكفاح طرق المقاومة التي قررها “مؤتمر نهج التريبونال” ومن هناك توجه الى ماطر، ثم الى بنزرت لتنظيم المظاهرات، وبعدها تحوّل الى وادي مليز حيث حدثت اضطرابات أزعجت وفاجأت المستعمر، وعاد على إثرها الى الساحل ليتصل بالمناضلين ويجمع القوى حتى يخوضوها حربا بلا هوادة على قوى الاحتلال الفرنسي.
  • وما هي إلا فترة وجيزة حتى وقعت أحداث 9 أفريل 1938 والمطالبة ببرلمان تونسي، فاعتقل الزعيم الحبيب بورقيبة، فما كان من الشاذلي قلالة الاّ الاتصال بالشعب في أطراف الساحل، حتى ألقي عليه القبض وهو في اجتماع عام بالوردانين صحبة المناضل المرحوم محمود شرشور، وزجّ به وبرفيقه في سجن مدينة سوسة، وبعد ذلك نقل هو وباقي الزعماء والمناضلين الى سجن “سان نيكولا” بمرسيليا ثم الى سجن “ترستر” وبقوا هناك حتى سنة 1943، إثر احتلال جيش المحور البلاد التونسية وانتصارهم الأول على جيش الحلفاء.
  • وقد كان للشاذلي قلالة دور كبير في الاتصال مجددا بالمناضلين في مختلف القرى والأرياف وتبليغهم موقف الحبيب بورقيبة من الحرب العالمية الثانية، وتحذيرهم من الارتماء في أحضان المحور والاتصال بزعمائه، وهو موقف بيّنت الأيام صدقه ورجاحته. إلا ان السلط الاستعمارية عادت لتلقي القبض على الشاذلي قلالة وتزجّ به في السجن من جديد.
  • وبعد أن أطلق سراحه أعاد الاتصال بصفوف المواطنين لإبلاغ موقف الحزب وتنفيذ التعليمات الى أن اندلعت ثورة 18 جانفي 1952، على إثر مذكرة 15 ديسمبر 1951 التي كانت مخيبة للآمال، فخرج الشاذلي قلالة يطوف أرجاء الساحل لتكوين العصابات المسلحة والقيام بأعمال تخريبية ضد مصالح المعمرين الفرنسيين وتوجيه الثوار الى الجبال. ثم دعاه الحبيب بورقيبة إلى مغادرة البلاد، في مهمات سرية جسام، فتنكّر في زي بدوي من أهل الجنوب الشرقي متوجها نحو بنقردان حيث سلّم رسالة من بورقيبة الى السجناء الوطنيين بسجن (جلال) ببنقردان ثم اجتاز الحدود الليبية خلسة ومنها الى مصر، حيث اتصل هناك بمناضلين تونسيين مستقرين هناك، وأبلغهم توصيات الحبيب بورقيبة الذي كان معتقلا في جزيرة جالطة.
  • وهكذا ظل الشاذلي قلالة أحد المناضلين المخلصين لقضية وطنهم الذين صمدوا في وجه الاحتلال، وكان من المناضلين الذين دفعوا عن البلاد خطر الانقسام الذي كانت ستسقط فيه تونس قبيل حصولها على الاستقلال التام في 20 مارس 1956.
  • ومع بداية دولة الاستقلال تولّى الشاذلي قلالة عضوية المجلس البلدي بالمنستير الى جانب مواصلته رئاسة شعبة المنستير الدستورية.
  • وفي سنة 1957 أصبح عضوا بالمحكمة الشعبية العليا، كما قلده الرئيس الحبيب بورقيبة الصنف الأكبر من وسام الاستقلال في 20 مارس 1962.
  • وفي الخامس من أكتوبر 1962 وافته المنية بمسقط رأسه المنستير، إثر مرض عضال أصابه من أثر السجون والمنافي.
  • الصورة الثانية : من اليمين الشاذلي قلالة ويوسف الرويسي والطاهر صفر والحبيب بوقطفة (المصدر Anas Chebbi)

أسامة الراعي

Loading

أسامة الراعي

متحصل على : شهادة الأستاذية في التاريخ.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *