سليمان الجادوي : من أعلام الصحافة التونسية.

شارك اصدقائك الفايسبوكيين

توفي في مثل هذا اليوم 19 نوفمبر من سنة : 1951 – سليمان الجادوي، أحد أعلام النهضة الصحفية في تونس خلال النصف الأول من القرن العشرين.

  • سليمان الجادوي : ولد سنة 1871 – توفي في 19 نوفمبر 1951، (80 سنة) ويُنسب أسلافه إلى بلدة “جادو” التي توجد وسط جبل نفوسة في ليبيا.
  • ولد سليمان الجادوي بأجيم بجزيرة جربة. وبعد إتقانه لمبادئ العلوم، قدم إلى العاصمة، والتحق بجامع الزّيتونة، وتتلمذ لشيوخ أعلام، منهم : عثمان بن المكّي، إسماعيل الصّفايحي، محمّد بن يوسف، أحمد بيرم، مصطفى رضوان، وغيرهم…
  • ولكن لم تدم المدّة التي قضاها سليمان الجادوي في الدراسة بجامع الزيتونة أكثر من ثلاث سنوات، إذ ارتحل بعدها إلى مدينة “يفرن” بجبل نفّوسة بليبيا لمتابعة الدروس هناك، وخاصّة للتفقّه في المذهب الإباضي، وقد لازم بالخصوص دروس الشيخ عبد اللّه الباروني الذي كان من ألمع مدرّسي هذا المذهب في المدرسة البارونيّة.
  • وظهرت على الجادوي في تلك المدّة علامات التّفوّق والنّبوغ، وهو ما جعله محلّ تشجيع وتقدير. ولمّا عاد إلى تونس احترف التّجارة، وفتح له دكّانا بالعاصمة.
  • وإثر هذه المرحلة من حياة سليمان الجادوي، تحرّكت في نفسه نوازع الوطنيّة الصّادقة، ففكّر في القيام بما يمليه عليه الواجب من تخليص الوطن ممّا يرزح فيه من الويلات، وتوعية الشّعب ليستفيق من سباته العميق، ودفعه إلى العمل الإيجابي، وإظهار استنكاره لما يُسلّط عليه من ظلم وقهر. فأنشأ جريدة “المرشد” لإرشاد المواطنين التّونسيّين إلى ما ينبغي القيام به من التصدّي للمستعمر.
  • وفي جريدة “المرشد” كتب سليمان الجادوي مقالات وطنيّة ملتهبة، سبّبت له كثيرا من الأتعاب والمعاناة من غرامات وخطايا وسجن، علاوة على أنّ الإدارة الفرنسيّة كانت تدعوه إلى مراكز الشّرطة في كلّ أسبوع تقريبا لانذاره وتتوعّدُهُ بالويل والثّبور إن هو تمادى في مهاجمتها وفضح سياستها، وكان في كلّ مرّة يسخر من هذا التّهديد، ولا يقيم وزنا لا للوعد ولا للوعيد.
  • وقد صدر أوّل عدد من جريدة “المرشد” في 23 نوفمبر 1906، وحوكم صاحبها في شهر مارس 1907 بتهمة الثّلب، وعادت للصّدور في شهر جويلية 1907، ثم تمّ إيقافها من جديد بقرار إداري مؤرّخ في 13 ديسمبر 1908.
  • ثم أصدر الجادوي جريدة ثانية هي “أبو نواس” وهي جريدة أسبوعيّة فكاهية سياسيّة واجتماعيّة، تصدر كلّ يوم جمعة باللّغة العربية والدّارجة، صدر العدد الأوّل منها يوم 17 أوت 1909، وتوقّفت عن الصدور في 22 أفريل 1910.
  • ثم أصدر جريدة ثالثة هي “مرشد الأمّة”، وهي جريدة علميّة سياسيّة، وقد صدر العدد الأوّل منها في سنة 1909، وآخر عدد في 10 ديسمبر 1950. وقد بلغ مجموع الأعداد التي صدرت من هذه الجريدة 243 عددًا، وكانت في بداية صدورها أسبوعيّة، ثم أصبحت نصف شهريّة، ومنذ سنة 1920 أصبحت من جديد أسبوعيّة.
  • والمتتبّع لمسيرة الشيخ سليمان الجادوي الإصلاحيّة والصّحفيّة والوطنية يستنتج منها ما كان لهذه الشخصية المتميّزة من مقدرة فائقة، وشجاعة نادرة، وذكاء وقّاد. وقد استطاع بفضل ذلك أن يساهم في خدمة القضيّة الوطنيّة بفكره وقلمه وماله، معتمدا على إمكاناته الخاصّة، دون أن يتلقّى إعانة من أيّ كان.
  • أمّا روحه الوطنيّة الصّادقة، فقد أهّلته لأن يُنتخب عضوا في اللّجنة التّنفيذية عند تأسيس الحزب الحرّ الدّستوري التونسي سنة 1920، وكان في مقدّمة وفد الأربعين إلى محمّد النّاصر باي لطلب إعلان الدّستور. وقد بذل إلى جانب ذلك في سبيل القضايا الوطنيّة جهودا كبيرة.
  • كتب مجموعة كبيرة من المقالات المهمّة التي نشرت في جريدة “مرشد الأمّة” وأصدرها في كتاب ضخم يشتمل على 784 صفحة بعنوان: “الفوائد الجمّة في منتخبات مرشد الأمّة” نشره على نفقته الخاصّة.
  • توفّي في مثل هذا اليوم 19 نوفمبر من سنة 1951، في بيته بحمّام الأنف.

أسامة الراعي

Loading

أسامة الراعي

متحصل على : شهادة الأستاذية في التاريخ.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *