كارثة بيئية تهدد الحيوانات المتواجدة بغابات الوطن القبلي وجباله وجهود متواصلة للمحافظة على الطيور وعلى المواقع الطبيعية الهامة

شارك اصدقائك الفايسبوكيين

تساهم جمعية “أحباء الطيور” شريك المجلس العالمي لحماية الطيور بتونس، وهي جمعية غير حكومية أهدافها لا ربحية تعمل منذ 1975، في تحقيق الأفضل في مجالات المعرفة والمتابعة وحسن التصرف وحماية التنوع البيولوجي بتونس، وخاصة ما يتعلق بالطيور البرية وموائلها؛ وتقوم برامج عمل الجمعية على المقاربة العلمية والشراكات، وتدور أنشطتها على أربعة محاور إستراتيجية إنقاذ الأنواع المهددة المحافظة وحسن التصرف في المواقع الطبيعية الهامة والموائل ضمان الاستدامة الايكولوجية إعادة ربط الصلة بين الإنسان والطبيعة ويرتكز عمل الجمعية على شراكات إستراتيجية مع المؤسسات الحكومية وجمعيات المجتمع المدني والقطاع الخاص وهياكل الاتصال والإعلام وفضلا عن عملها في تونس، تنخرط الجمعية في جهود المحافظة على الطيور وعلى المواقع الطبيعية الهامة على المستوى الدولي وبوجه خاص في إطار الاتفاقيات والشبكات الدولية …

المطالبة بوضع حد لاستعمال الشباك في صيد الطيور:

ولئن تعددت وتنوعت برامج جمعية “أحباء الطيور” فإن أنشطتها تبقى متميزة من ذلك عقدها لندوة صحفية أمس الأول للمطالبة بوضع حد لاستعمال الشباك في صيد الطيور مجددة لنداءها للسلطات وسحب فوري لقرار وزارة الفلاحة المتعلّق بتنظيم الصيد البرّي، الذّي يسمح باستعمال الشباك في صيد الطيور وخاصّة منها طيور “الساف” في الوطن القبلي.إذ أنه خلال كل عام أكثر من 50 ألف طائر ينتهي بها المطاف ميتة بالشباك في الوطن القبلي، وبحسب جمعية أحباء الطيور فإنّ القرار الوزاري يتجاوز، أيضا، الإتفاقات الدولية، التّي صادقت عليها تونس، على غرار اتفاقية برن المتعلّقة بالحياة البريّة والموائل الطبيعيّة الاوروبيّة، التّي تحجر استعمال جميع الوسائل غير الانتقائية للقبض والقتل. حيث أن عشرات الكيلومترات من الشباك تبقى منصوبة على امتداد شهرين كاملين (مارس وأفريل) ليلا نهارا دون مراقبة منتظمة وإذا بها توقع كل ما يمر بها من الطيور لتوقع كل ما يمر بها من الطيور. وتعد هذه الشباك “كارثة بيئية حقيقية تهدد جميع الحيوانات المتواجدة بغابات الوطن القبلي وجباله ومن بينها عديد الحيوانات المحميّة “.

اعتداءات متكرّرة على أصناف الطيور المحميّة:

وتزامن عقد الندوة الصحفية مع انطلاق موسم القبض على طائر الساف بداية شهر مارس، لإعلام الرأي العام بخصوص الاعتداءات المتكرّرة على أصناف الطيور المحميّة؛ وقد أكد رئيس جمعية احباء الطيور محمد الهادي عيسي، هلاك 54 ألف طائر سنويا في شباك الصيد مستنكرا عدم وضع السلط المسؤولة حدا لما وصفه بالكارثة المسلطة على الطيور.وأرجع ، أسباب انتهاك التشريعات التونسية والمعاهدات الدولية الى قرار تنظيم الصيد البري الصادر سنويا عن وزارة الفلاحة ويطلق عليه “صيد البيزرة “، والذي يبيح استعمال شباك الصيد للقبض على طائر واحد فقط من انثى ” الساف ” بالوطن القبلي.معبرا عن امتعاضه من طريقة الصيد المذكورة، التي تسببت في هلاك عشرات الآلاف من الطيور بصفة غير شرعية في أحد أهم مسارات هجرة الطيور بين أفريقيا واوروبا، كما أشار الى ان الفصل المتعلق بذلك والمدرج بالقرار السنوي لتنظيم الصيد البري يتناقض تماما مع مجلة الغابات لاسيما وهي القانون الاطاري في مجال الصيد البري والتصرف في الثروة الحيوانية البرية.
علما وأن هذا الفصل يتجاوز ايضا المعاهدات الدولية التي صادقت عليها تونس على غرار اتفاقية برن الموقعة سنة 1996، والتي تحجر في الفصل التاسع منها كافة وسائل الصيد بجميع الوسائل الغير انتقائية، كما ان عشرات الكيلومترات من الشباك تبقى منصوبة على امتداد شهرين (بداية من غرة مارس الى غاية موفى افريل)، ليلا ونهارا دون ادنى عملية تفقد منتظم، ما نتج عنه وقوع ما يمر من الطيور وغيرها.لذلك فقد أطلقت الجمعية وشركائها صيحة فزع ازاء الكارثة البيئية التي تهدد جميع الحيوانات المتواجدة بغابات الوطن القبلي وجباله، ومن بينها عديد الانواع المحمية، مطالبة بمناسبة انطلاق موسم القبض على طائر ” الساف ” بداية من شهر مارس الجاري، بايقاف الترخيص باستعمال شباك الصيد الثابتة عاجلا وبصورة دائمة تفاديا لما وصفه ” بالربيع الاسود الآخر لطيور الوطني القبلي “.

وجوب تحيين قوانين الصيد التي لم تعد تتماشى مع مقتضيات العصر:

من جهتها أكدت رئيسة اللجنة الوطنية للاتحاد العالمي للمحافظة على الطبيعة فوزية الشرفي،على وجوب الاشتغال على تغيير العقليات والتحسيس بخطورة هذا النوع من الصيد الذي اصبح يعد مصدرا في القضاء على آلاف الطيور وغيرها نظرا لعدم احترام الصيادين شروط الصيد المضبوطة والمعمول بها، وذلك عبر التكثيف من الومضات التحسيسية عبر وسائل الاعلام، بالشراكة مع المجتمع المدني والمنظمات الوطنية والاقليمية.حاثة على وجوب تحيين قوانين الصيد التي تعود الى سبعينات القرن الماضي، والتي لم تعد تتماشى مع مقتضيات العصر.
و للإشارة فحسب أحكام مجلة الغابات فإن تعريف الصيد حسب الفصل 165 نقح بالقانون عدد 13 لسنة 2005 المؤرخ في 26 جانفي (2005) : “الصيد هو البحث والمطاردة والرماية والقبض على الحيوانات التي تعيش طليقة وتدعى المصيد. “في حين جاء في مجلة الغابات الفصل 173: ” يحجر استعمال ما يلي عند ممارسة الصيد: وسائل النقل بمختلف أنواعها والمستعملة للمطاردة أو الصيد ألحقت الفقرة الأولى بالقانون عدد 13 لسنة 2005 المؤرخ في 26 جانفي (2005). . العصافير والطيور المغرية بأصواتها أو المستعملة لاجتذاب غيرها إلا في صورة الاستثناءات التي قد ينص عليها القرار السنوي المتعلق بفتح وغلق موسم الصيد البري. . الشباك والحبال والشراك والفخاخ والأغاري والدبابيس والمقاليع وجميع الآلات المستعملة للقبض على المصيد أو قتله مباشرة. . قصب الذبق وجميع العقاقير المخدرة أو المبيدة للمصيد. الفوانيس وأضواء الآليات ومصابيح الجيب وكل المعدات الأخرى للإضاءة الاصطناعية.
وبخصوص قرار موسم الصيد البري؛أنه بمقتضى القرار المتعلق بتنظيم موسم الصيد البري 2023/2022 الفصل 3 من القرار2022/87: ” تمتد فترة القبض على الساف من 1 مارس 2023 إلى 30 أفريل 2023 بواسطة الشباك الثابتة والشباك المتحركة .” وفي جانب متصل فإن الاتفاقية المتعلقة بالحياة البرية والموائل الطبيعية الأوروبية، بزن 1979/09/19 التي صادقت عليها تونس سنة 1996 الفصل 8 : ” فيما يتعلق بالقبض أو قتل أنواع الحيوانات المدرجة بالملحق ، وفي صورة وجود حالات استثنائية مطابقة لما ورد بالفصل 9 وتتعلق بالأنواع المدرجة بالملحق، فإن الأطراف الممضية على الاتفاقية تحجر استعمال جميع الوسائل غير الانتقائية للقبض والقتل وسائر الوسائل التي قد تتسبب في الانقراض أو الإزعاج المضر بأمان مجموعات نوع من أنواع الحيوانات البرية، وخاصة الوسائل المنصوص عليها بالملحق IV.

التدريب على تحديد وإحصاء الطيور المائية في تونس:

ولئن تعددت أنشطة جمعية أحباء الطيور فإن برامجها تبقى رائدة في مجال العناية بالطيور والحفاظ عليها ؛ من بين الأنشطة التدريب على تحديد وإحصاء الطيور المائية في تونس نظمته جمعية أحباء الطيور وشركائها في إطار بناء القدرات للجهات الفاعلة في التعداد الدولي للطيور المائية في شمال إفريقيا توج بجلسة نظرية. استضافتها بلدية ميدون (جزيرة جربة ، مدنين) بعد تسعة أيام من التدريب في هذا المجال ، و قدم هذه الجلسة أخصائيو الطيور إيف كايسر (تور دو فالات) وهشيم أذاف زاف / بيردلايف في تونس). تم الافتتاح بحضور وبتدخل من رئيس بلدية ميدون، رئيس منطقة الغابات بمدنين ورئيس جمعية أحباء الطيور، محمد الهادي عيسى.هذا وقد تم تدريب مراقبين من شمال إفريقيا. وإقامة معرض DIOE 2023 .

أسبوع حفظ الطيور البرية وتقليص المخاطر المتأتية من المعدات الكهربائية التي تهددها :

كما انتظمت بمركز التكوين و الاتقان بالخليدية ورشة عمل تكوينية في مجال تحديد، متابعة وتقليص المخاطر المتأتية من المعدات الكهربائية التي تهدد الطيور من تنظيم كل من وزارة البيئة و جمعية أحباء الطيور و مركز التعاون للمتوسط للاتحاد الدولي لصون الطبيعة و الشركة التونسية للكهرباء و الغاز .و افتتح أشغال الندوة مدير عام “إدارة البيئة و جودة الحياة “بوزارة البيئة ،وممثلة عن الاتحاد الدولي لصون الطبيعة بالمتوسط ،المدير الفني للتوزيع بالشركة التونسية للكهرباء و الغاز ( ستاغ)و جمعية أحباء الطيور .و كان العرض الأول في هذه الورشة التكوينية حول ” حوادث الطيور على الشبكات الكهربائية” و خلالها قدم السيد لسعد بسباس ( الستاغ) احصائيات و معطيات تتعلق بهذا الموضوع ثم قدم عضو الهيئة المديرة بجمعية أحباء الطيور السيد سامي رابح عرضا حول الطيور في تونس و خاصة الجوارح بما أنها أنواع الأكثر عرضة للحوادث بالشبكات الكهربائية.
و خصص الجزء الثاني من اليوم الأول للورشة التكوينية لاتعرف على التجربة الإسبانية في الحد من التهديدات التي تتعرض لها الطيور بسبب الشبكات الكهربائية و في هذا الإطار قدم السيد “خوستو مارتين” المستشار و الخبير في التنوع البيولوجي خلال مداخلته نبذة عن تجربة إسبانيا في تحديد و متابعة تأثيرات الشبكات الكهربائية على الطيور.و إثر ذلك قدمت السيدة هيلينا كلافيرو من الاتحاد الدولي لصون الطبيعة بالمتوسط تطبيقة ” فونا اليرت” المتخصصة في جمع البيانات حول تأثير شبكات التيار الكهربائي على الطيور عبر العالم و أكدت أن هذه التطبيقة ستساعد الخبراء التونسيين على تحيين المعطيات المتعلقة بهذا المجال.
و تم تخصيص اليوم الثاني من الورشة التكوينية في مجال تحديد، متابعة وتقليص المخاطر المتأتية من المعدات الكهربائية التي تهدد الطيور لزيارة ميدانية لمواقع خطوط نقل و توزيع الكهرباء التابعة للستاغ بولاية جندوبة . كما تواصلت فعاليات أسبوع حفظ الطيور البرية في اليوم الثالث من خلال برنامج متابعة القائمة الحمراء للجوارح بشمال إفريقيا و القائمة الحمراء للطيور في تونس بتنظيم من وزارة البيئة و جمعية أحباء الطيور و مركز التعاون للمتوسط للاتحاد الدولي لصون الطبيعة و الشركة التونسية للكهرباء و الغاز و بنك الجينات

مشاهدة الطيور تجربة فريدة يمكن الاستمتاع بها مع العائلة و الأصدقاء:

ومن اهتمامات جمعية أحباء الطيور التشجيع على مشاهدة الطيور، فخلال ذروة موسم هجرة الطيور في هذه الفترة من السنة تعبر عشرات الأصناف بلادنا باتجاه أفريقيا الإستوائية لقضاء فصل الشتاء. إذ يمكن مشاهدة هذه الطيور في عدة أماكن كالأراضي الرطبة والغابات وحتى في حدائق منازلنا التي تلجأ إليها عدة أنواع من العصافير ( الجواثم) للراحة و الغذاء خلال هجرتها الطويلة نحو افريقيا جنوب الصحراء.وتبقى مشاهدة الطيور تجربة فريدة يمكن الاستمتاع بها مع العائلة والأصداقاء

Loading

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *