في سهرة رمضانية جمعية قدماء الإذاعة والتلفزة التونسية تربط الصلة بين الأجيال المتعاقبة و تكرم صناع الدراما الإذاعية والتلفزية

شارك اصدقائك الفايسبوكيين

تبادرجمعية قدماء الإذاعة والتلفزة التونسية منذ تأسيسها إلى لمّ شمل منتسبي المؤسستين وخاصة للذين ساهموا في إنجاح مسيرة الإذاعة منذ الخمسينات والتلفزة منذ إنطلاق بثها خلال ستينات القرن الماضي،لذلك تسعى الجمعية لتوفير الإطار الأفضل لاحتضان مختلف الأنشطة حيث يتم قبول أعضاء في المجموعة المخصصة لنادي قدماء موظفي الإذاعة والتلفزة التونسية من إداريين وصحافيين وكل الإختصاصات التقنية والفنية كذلك قبول كل من تعامل معهم من مسيرين ومثقفين مبدعين وفنانين و ممثلين وموسقيين .ثم أن هذا النادي هو الآن في طور التكوين وسيكون باذن الله مكونا من هيئتين الأولى هي هيئة شرفية والثانية هي هيئة تسييرية وسنمدكم لاحقا بكيفية الترشح إليهما بعد حصولنا على الترخيص وعلى المقر الإجتماعي للم شملنا من طرف سلطتي الإشراف للمؤسستين …
ويتميز نشاط الجمعية بالتنوع والاستمرارية وإقامة لقاءات وندوات والعمل على تعميم الأنشطة جهويا لتقريبها للمستفيدين من القدماء في الإذاعات الجهوية ، هذا وقد تم مؤخرا بمقر إذاعة صفاقس تركيز فرع صفاقس لجمعية قدماء الإذاعة والتلفزة التونسية بحضور جل أعضاء الهيئة المديرة للجمعية التي يترأسها الزميل خالد بن فقير الذين تحولوا من العاصمة وبحضور عدد مهم من متقاعدي ٱذاعة صفاقس ووحدة الٱنتاج التلفزي بها.حيث كانت الأجواء طيبة واللقاءات مفعمة في رحاب قيدومة الإذاعات الجهوية العمومية في تونس وبحفاوة خاصة من مديرتها السيدة ندى الشعري.ومن بين ، جيل مؤسسي إذاعة صفاقس شرفت الجلسة بالحضور السيدة القايد رفقة زملاء وزميلات ممن أعطوا للمؤسسة الكثير صحفيين ومنتجين وتقنيين وإداريين في الحقل الإذاعي أو في الحقل التلفزي أو في الإثنين معا.كما حضر عدد من المباشرين والذين سيصبحون ذات يوم قدماء هم أيضا أضفوا على هذا اللقاء حيوية .وبالنسبة لتجديد فرع جمعية القدماء فقد وقع الاختيار على كل من زهير بن حمد رئيسا و رضا القلال كاتبا عاما ومحمد المزغني أمينا للمال.فعلا مثل هذه المناسبات تساهم في تحقيق أهداف الجمعية والمتمثلة أساسا في ربط الصلة بين الأجيال المتعاقبة على مؤسستي الإذاعة التونسية والتلفزة التونسية في المركز وفي الجهات وإحياء الذاكرة وتكريم المتقاعدين والإسهام عبر الأنشطة الثقافية والاجتماعية في مساندة المرفق السمعي والبصري العمومي في تونس .

تكريم رواد الإذاعة والتلفزة التونسية اعترافا بمسيرتهم الطويلة الثرية:

كما عاش أعضاء فرع صفاقس لجمعية قدماء الإذاعة والتلفزة التونسية الإثنين الماضي وقتا ممتعا رفقة المخرج التلفزيوني القدير بوبكر العش حيث انتقلوا لمنزله للاطمئنان على أحواله وتسليمه شهادة شكر وتقدير من جمعية القدماء، اعترافا بمسيرته التلفزيونية الطويلة الثرية.
حيث قضى 37 سنة كاملة من شبابه وكهولته للعمل التلفزي العمومي الوطني والجهوي، إذ أن أكثر من نصف تلك المدة في تونس، في رحاب شارع الحريّة، أين أسهم في انطلاق التلفزة التونسية سنة 1966 وأسهم في ازدهارها، وقضى بقية المدة في وحدة الإنتاج التلفزي بصفاقس إلى أن تقاعد سنة 2002، .وقد ا ستعرض أوراق أرشيفه المحلّى بالوثائق والصور وقصاصات الصحف والجوائز وشهادات التقدير ، كان بوبكر العش كما عهده زملاؤه مبتسما متواضعا هادئا وأنيقا. كانت قصته مع التلفزة سردية جميلة ابتدأها شابا مطلع الستينات في مدرسة السينما بباريس ثمّ مباشرة في التلفزة التونسية حيث كان ضمن الكوكبة الأولى من المخرجين الذين أهدوا التونسيين والتونسيات شاشتهم الأولى في 31 ماي 1966 بعد سلسلة من التحضيرات والتجارب في أجواء ملؤها الحماس والعطاء وحب البلاد. وقد عمل تقريبا في كل اختصاصات الإخراج، المنوعات والاخبار والوثائقيات وبرامج الأطفال، وامتاز في الوثائقيات العلمية حيث عرضت له أشرطة عن مقاومة السموم وداء الكلب والحشرات الفلاحية في التلفزيون الفرنسي وكانت محل دراسة في المعهد الفرنسي للسمعي البصري . يذكرأن السيد بوبكر العش شهد بشكل خاص انطلاقة بث فقرة احوال الطقس على يديه ولا ينسى أبدا وقائع ذلك اليوم الذي ألقى فيه الرئيس بورقيبة أول خطاب تلفزيوني له، فقد كان المخرج الشاب في أستوديو البث وكان هو من أعطى الزعيم الإشارة التلفزيونية لبدء إلقاء الخطاب.
الحديث دار لبعض الوقت حول الفرقة الموسيقية للفنون الشعبية التي أنشأها بوبكر العش مع تونسيين في فرنسا عندما كان طالبا هناك وسبق بها الشيخ محمد بودية على حدّ قوله ممازحا، ثم انتقل إلى برامج محو الأمية في التلفزة التونسية وسلسلة ” لقاء ” مع خالد التلاتلي التي خلدت سير أعلام تونس في مجالات الثقافة والفكر والفنون، وتطرّق كذلك إلى تربصات وملتقيات تلفزيونية في مصر والمغرب وإيطاليا وغيرها، شارك فيها وشرف فيها الكفاءات التلفزيونية التونسية، وكان لا بد للحديث أن يفضي إلى التحاق الرّجل بوحدة الإنتاج التلفزي بصفاقس سنة 1984 للإشراف على الوحدة مع ممارسة أعمال الإخراج فقد كان ذلك من العوامل الفعالة في تحقيق نموّ مركز صفاقس وازدهاره بشكل لافت في عقد التسعينات وبعده.

ضرورة مواصلة اللقاءات لمزيد الدفع نحو الارتقاء بالإنتاج في المرفق العمومي:

ويتواصل سعي جمعية قدماء الإذاعة والتلفزة التونسية لإعطاء دفع لإنشطتها وتوسيع مجال عملها
تحول صباح الاثنين الماضي أعضاء مكتب جمعية قدماء الإذاعة والتلفزة التونسية الى مقر دار التلفزة حيث التقى بالسيدة عواطف دالي المكلفة بتسيير مؤسسة التلفزة التونسية.وكان اللقاء مناسبة لتقديم التهاني بشهر رمضان وللحديث عن انطلاق برمجة الشبكة الرمضانية واستعراض مشاكل الإنتاج والسبل الكفيلة بتطويره رغم الصعوبات والتحديات التي تعترض الإعلام العمومي في هذه المرحلة الصعبة من حياة تونس.كما تناول اللقاء نشاط الجمعية منذ انتخاب مكتبها في شهر أكتوبر الماضي و برامج العمل في المستقبل.
ثم تولت السيدة عواطف دالي تدشين مقر جديد بدار التلفزة وضع على ذمة جمعية قدماء الاذاعة والتلفزة التونسية للمساهمة مع زملائهم النشيطين ولتقديم الاستشارة في مجال إنتاج البرامج ومنها بالخصوص برنامج أولاد التلفزة التي يبث حاليا في سهرة كل خميس على الوطنية الاولى وتقدمه يسر الصحراوي.واتفق الجميع على ضرورة مواصلة اللقاءات لمزيد الدفع نحو الارتقاء بالإنتاج في المرفق العمومي.

شهادات تقدير و وفاء واعتراف بالجميل لصناع الدراما الإذاعية والتلفزية:

آخرنشاط أقامته جمعية قدماء الإذاعة والتلفزة التونسية أمس الأول سهرة رمضانية لتكريم صناع الدراما الإذاعية والتلفزية احتضنها “استوديو9″ بمقر الإذاعة التونسية في حفل بهيج .بحضور كالعادة كان مكثفا ومتنوعا من المتقاعدين والمباشرين من المؤسستين ، إلى جانب العديد من الوجوه التي ألفها الجمهور سواء في تقديم نشرات الأخبار أو في تنشيط الحصص والمنوعات . كما حضرها العديد من المديرين العامين السابقين لمؤسسة الإذاعة والتلفزة التونسية . من بينهم : عبد العزيز قاسم وعبد الحفيظ الهرقام وفتحي الهويدي كما حضرها أيضا ثلة من مخرجي التلفزة على غرار محمد الغضبان وحمادي عرافة وسالم بن عمرو المنصف بسباس والمنصف اللطيف وعلي منصور ، إلى جانب عناصر من فرقة الإذاعة للتمثيل نذكر رفيعة بلحوت وفاطمة البحري ونجيبة بن عامر وسلوى محمد وفاطمة الحسناوي وعزيزة برباش والبشيرالبجاوي وانور العياشي وبعض المؤلفين مثل الأستاذ الشاذلي بن يونس وعلي دب ولطفي عبد الغفار وجلال الدين السعدي .ومحمد المختار الوزير المخرج الإذاعي المتميز للأعمال الناطقة بالعربية الفصحى والشاعرين البشير فرح وقاسم عبد القادر. والنقاد ممن واكبوا الانتاجات الإذاعية والتلفزية وكتبوا منوهين تارة وناقدين موجهين تارة أخرى . ومنهم الهادي السنوسي وحسن بن احمد ومحمد الماطري صميدة . والمنتج الإذاعي الأستاذ علي حمريت ورضا البقلوطي الذي عرف بإنتاج البرامج ذات التوجه الشبابي واكتشف أسماء عديدة على غرارالياس الجراية ونبيلة عبيد ونوفر رامول وغيرهم ..ذلك ما أشار إليه الزميل عبد الستار النقاطي في متابعة للسهرة الرمضانية التي انطلقت بأداء بعض الأغاني التونسية التي عزفها على العود وأداها الفنان عادل فضلون. وقد ونشطها باقتدار الثنائي معز الغربي وخالد بن فقير رئيس الجمعية . ومن حسن الصدف انه وبعد مرور أكثر من 57 سنة على تأسيس التلفزة يحتضن هذا( الأستوديو المتحف) الذي انطلق منه المخرج العميد عبد الرزاق الحمامي في بث التمثيليات الإذاعية مباشرة على شاشة التليفزيون . نذكر منها ” أمي تراكي ناس ملاح” والحاج كلوف ” وزوبعة في فنجان” وغيرهم . هاهو التاريخ يعيد نفسه وعديد الأسماء التي تم تكريمها في السهرة شاركت مع العميد في تلك الإنتاجات التلفزية سواء في التمثيل أو الإخراج . لقد كانت بالفعل سهرة رمضانية رائعة وممتعة ،لم تغب عنها الحلويات والمشروبات .وقد تم فيها تكريم صناع الدراما الإذاعية والتلفزية بمنحهم شهادات تقدير وفاء واعتراف بالجميل لهم على ما قدموه من إبداعات ظل العديد منها راسخا في ذاكرة الجماهير.

العمل الإذاعي والتلفزي في الذاكرة :

من جانبي سعدت بحضور هذه السهرة في فضاء استديو 9 الذي يعيد بي الذاكرة إلى أول منوعة تلفزية شبابية قمت بإعدادها تم بثها بالأبيض والأسود من استديو 9 سنة 1975، كما أتاحت لي السهرة الرمضانية الفرصة للالتقاء بعديد المبدعين والمسؤولين في الإذاعة والتلفزة ، لتعود لي ذكريات التحاقي بالإذاعة سنة 1972 لتقديم برنامج إذاعي شبابي وخلال سنة 1973 كان لي شرف التداول على إعداد وتقديم برنامج تلفزي “شباب اليوم” الذي سلمني عهدة إنتاجه الأخ العزيز الشاذلي بن يونس بعد عملي معه وتمكني من تحمل المسؤولية وبدوري سعيت طيلة مسيرتي في العمل الإذاعي والتلفزي لتشجيع الشباب للمشاركة في الإعداد والتقديم ليتحملوا لاحقا المسؤولية …وأغتنم فرصة حضوري السهرة الرمضانية لتكريم صناع الدراما الإذاعية والتلفزية لأتوجه بأحر التشكرات لكافة أعضاء جمعية قدماء الإذاعة والتلفزة التونسية لهذه المبادرة وتحية تقدير للقدماء التي تربطني بهم أواصر التعاون والعمل المتكامل منذ عقود.

Loading

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *