قصص الأنبياء : قصة سيدنا #إدريس عليه السلام

شارك اصدقائك الفايسبوكيين

قال عنه الله سبحانه في القرآن :
{وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا }
[ آية 56 : سورة مريم ]

إدريس عليه السلام هو أحد الرسل الكرام الذين أخبر الله تعالى عنهم في كتابة العزيز، وذكره في بضعة مواطن من سور القرآن، وهو ممن يجب الإيمان بهم تفصيلاً، أي يجب اعتقاد نبوته ورسالته على سبيل القطع والجزم، لأن القرآن قد ذكره باسمه وحدّث عن شخصه فوصفه بالنبوة والصديقية.

الصِدّيق هو الذي يصدق كل شيء يأتي من عند الله ..
ولو نلاحظ جيداً سنجد أن كل واحد كلن يُسمّى بالصِدّيق يكون فريداً في زمانه

مثلاً :
سيدنا أبو بكر الصِدّيق كان أحسن الناس بعد الأنبياء في زمانه
السيدة مريم كانت صِدّيقة وكانت أحسن أهل زمانها
سيدنا يوسف الصِديق كان أحسن أهل زمانه
سيدنا إبراهيم الصِدّيق كان قطعاً أفضل أهل زمانه
سيدنا إدريس بالمثل كان افضل الناس إخلاصاً و صِدّيقية في زمانه
أي أنه كان صادق في إيمانه، صادق في إسلامه، مُخلصاً مُصدّقا لِمَا أُنزل إليه من الله، صادقاً في أخذه والتبليغ به .

نسبه :

هو إدريس بن يارد بن مهلائيل وينتهي نسبه إلى شيث بن آدم عليه السلام واسمه عند العبرانيين (خنوخ)
وفي الترجمة العربية (أخنوخ) وهو من أجداد نوح عليه السلام.
وهو أول بني آدم أعطي النبوة بعد (آدم) و (شيث) عليهما السلام
وذكر ابن إسحاق أنه أول من خط بالقلم، وقد أدرك من حياة آدم عليه السلام 308 سنوات لأن آدم عمَّر طويلاً ما يقارب 1000 ألف سنة.

حياته:

اختلف العلماء في مولده ونشأته، فقال بعضهم إن إدريس ولد ببابل
وقال آخرون إنه ولد بمصر
والصحيح الأول، وقد أخذ في أول عمره بعلم شيث بن آدم،
ولما كبر آتاه الله النبوة فنهى المفسدين من بني آدم عن مخالفتهم شريعة (آدم) و (شيث) فأطاعه نفر قليل، وخالفه جمع خفير،
فنوى الرحلة عنهم، وأمر من أطاعه منهم بذلك، فثقل عليهم الرحيل عن أوطانهم
فقالوا له : وأين نجد إذا رحلنا مثل (بابل) ؟
فقال : إذا هاجرنا رزقنا الله غيرها
فخرج وخرجوا حتى وصلوا إلى أرض مصر، فرأوا النيل فوقف على النيل وسبّح الله ..

وأقام إدريس ومن معه بمصر يدعو الناس إلى الله وإلى مكارم الأخلاق. وكانت له مواعظ وآداب، فقد دعا إلى دين الله، وإلى عبادة الخالق جل وعلا، وتخليص النفوس من العذاب في الآخرة، بالعمل الصالح في الدنيا وحضَّ على الزهد في هذه الدنيا الفانية الزائلة، وأمرهم بالصلاة والصيام والزكاة وغلّظ عليهم في الطهارة من الجنابة، وحرّم المُسكِّر من كل شي من المشروبات وشدّد فيه أعظم تشديد .

وقيل إنه كان في زمانه 72 لساناً يتكلم الناس بها، وقد علمه الله تعالى منطقهم جميعاً، ليعلم كل فرقة منهم بلسانهم.

وهو أول من علم السياسة المدنية، ورسم لقومه قواعد تمدين المدن، فبنت كل فرقة من الأمم مدناً في أرضها
وأُنشئت في زمانه 188 مدينة .

كان بارعاً في الهندسة المعمارية، وهو أول من صنع الآلات والأدوات.

كان أبو المعرفة وأصل معظم العلوم

سيدنا أدريس هو أول من خط بالقلم
ويقال : أنه لم يكن يكتب بالقلم، إنما كان يكتب بالرمل، ويُقال هو أصل فنون الكتابة على الجدران التي ظهرت في مصر والعراق

كان سيدنا إدريس يعمل خياطاً، وكان أول من اكتشف الخياطة وتصميم الأزياء
الشيخ الشعراوي رحمه الله يقول : إن الناس من قبله كانوا يلبسون جلوداً تسترهم فقط .

وكان لا يرفع الإبرة أو يغرزها إلا قال : (سبحان الله )
حتى قال الله له : يا إدريس، أما تدري لماذا رفعتك مكاناً علياً ؟
لقوله تعالى { وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا }
فقال إدريس : لا أدري يارب !
قال الله سبحانه : يرتفع إليَّ من عملك كل يوم، مثل نصف أعمال أهل الدنيا من كثرة الذكر .

وقد اشتهر بالحكمة فمن حكمة قوله (خير الدنيا حسرة، وشرها ندم)
وقوله (السعيد من نظر إلى نفسه وشفاعته عند ربه أعماله الصالحة)
وقوله (الصبر مع الإيمان يورث الظفر).

وفاته :
دعا سيدنا أدريس الله أن يطيل في عمره ليزداد من الحسنات
وجاء يوم وقابل فيه أحد الملائكه فسأله : كم متبقي لي من العمر؟
فرد وقال : لا أعلم
ولكن لك أن تسئل ملك الموت، وأنا أستطيع أن أحملك على جناحي ونصعد للسماء وتسأله !!
فوافقه سيدنا أدريس، وحمله الملك علي جناحيه وصعد به إلى سماء الدنيا حتى وصلوا الي السماء الرابعة، فقابلوا ملك الموت
فقال لهم ملك الموت : أن الله أمرني أن أقبض روح أدريس في السماء الرابعة وأنا في حيرة، كيف سيصعد إلى هنا ؟!
فقال له إدريس عليه السلام : أنا هو من تبحث عنه، فأنا صعدت إلى هنا لكي أدعو ربي أن يمد في عمري ولم أكن أعلم أن أجلي قد حان وقته .

وفعلاً قبض ملك الموت روح سيدنا أدريس في السماء الرابعة تنفيذاً لأوامر الله سبحانه وتعالى .

ويستند هذا الكلام وهو عندما صعد رسولنا الكريم سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام في رحلة الأسراء والمعراج، قابل سيدنا أدريس في السماء الرابعة وذلك لقوله تعالى { وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا }

العبرة من هذه القصة :
أن الأخلاص في العمل أبتغاء مرضات الله وكثرة الذكر والتسبيح والصدق مع الآخرين والصبر والرضا علي قضاء الله يرفع العبد مكاناً عالياً عند الله

اللهم أجعلنا من الذاكرين والمسبحين والصابرين والراضين بقضاء الله

Loading

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *