البشير رجب، إعلامي تونسي كبير

شارك اصدقائك الفايسبوكيين

من مواليد هذا اليوم 10 جوان سنة : 1941 – البشير رجب، إعلامي تونسي كبير

– البشير رجب (83 سنة)، أصيل مدينة جمّال، يُعدّ من رواد التنشيط في الإذاعة الوطنية وله تاريخ حافل في المشهد الإعلامي التونسي.
– بدأ يتحسّس طريقه بثبات بعد انتقاله إلى تونس العاصمة حيث استهل رحلته مع الإذاعة الوطنية سنة 1963، وتعلم أبجديّات العمل الإذاعي على يد كبار المذيعين على غرار مليكة بن خامسة…

– قدم الكثير من البرامج نذكر منها :
* فنجان شاي.
* وجه لوجه.
* من الصحف القديمة (مع الحبيب شيبوب).
* من الغناء قصة.
* لكل سؤال جواب.
* فرسان القوافي.
* حتى مطلع الفجر.
* بين الشمال والجنوب.
* يوم في ساعة.
* يوم سعيد، (الى جانب الراحلين صالح جغام ونجيب الخطاب).
* لقاء الأحد والذي أصبح اسمه لاحقا “منتزه الأحد”.
* كما عمل في بداياته الإذاعيّة مع الإذاعي القدير محمّد حفظي وكانا يقدّمان معا بعض البرامج، إضافة إلى تقديمه النشرات الإخبارية.

– يُعتَبر البشير رجب أستاذا في التقديم الإذاعي وكيفية حياكة المواضيع والربط بين فقرات برامجه، والتفاني في تقديم الأحسن والأنفع بطريقة مبسّطة محبّبة للجميع، وهو ما يعبر عنه بالسهل الممتنع. كما تميز بحسِّه الإنساني الراقي الرائع الذي يستشعر به المستمع أصالته ورفعة أخلاقه.

– أما في مجال التنشيط التلفزي، فقد أعدّ البشير رجب وقدم العديد من البرامج وخاصة الملفات التلفزية، حيث استطاع أن يوصل أصوات المواطنين البسطاء ومشاكلهم في هذه الملفات…
– أذكر أنه كُلّف (في عهد بن علي) بإعداد وتقديم ملف تلفزي حضره طرفان كانا على خلاف كبير، هما : وزير المالية محمد الجري والهادي الجيلاني رئيس الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة. وبما أن البشير رجب ترك خطّ السير الذي رُسِم له في تسيير الحوار، وسلك مسلكا حرّا ومحايدا في توجيه دفّة النقاش بكل حرية وبما أملاه عليه الواجب والضمير المهني، فقد أغضب المسلك جميع الأطراف بل وقام بتعرية عيوبهم، خصوصا وأن الملف كان يُبث مباشرة. فغضب عبد الوهاب عبد الله لعدم “انضباط” البشير رجب لتعليماته، وغضب الهادي الجيلاني لمواجهته بأسئلة وحجج ووقائع لم يكن قد قرأ لها حسابا، وغضب وزير المالية لمواجهته بأسئلة موجعة مسّت مصالح وحقوق شرائح واسعة من صغار المهنيين والحرفيين والتجار البسطاء وذلك فيما يخص طرق احتساب واستخلاص الجباية..
– بعد نهاية الحصة دفع البشير رجب مقابل نزاهته وموضوعيته ثمنا غاليا حيث تعرض إلى الهرسلة والمضايقات والتنكيل من قبل عبد الوهاب عبد الله كادت تودي به إلى ما لا يحمد عقباه.

– واصل البشير رجب بعد بلوغه التقاعد تقديم برنامجه الأسبوعي “منتزه الأحد” وتمكن من أن يقتحم قلوب أحبائه الذين كانوا ينتظرون برنامجه الذي كان ثريا جدّا ومتنوع الفقرات، إضافة إلى حواراته اللطيفة مع أبائنا المسنين، يحاور كل واحد منهم بعقليته وفهمه بسعة صدر وبساطة لا مثيل لهما.. ويُدخل على الجميع السرور حتى صار الأبناء والشباب أيضا يتابعونه. وكانت تتخلل حواراته ضحكته السمحة بنبرات تلامس قلوب محاوريه لتلقائيته المفرطة ورومانسيته التي لا حدود لها…

– لكن هذا البرنامج توقف فجأة وهو في أوج عطائه وشهرته سنة 2014 دون تقديم سبب وجيه لإيقافه… العديد من الأسئلة طرحت آنذاك، وما زالت مطروحة إلى اليوم : لماذا توقّف صوت البشير رجب وهو الصحفيّ المتمرّس والمذيع المحترف والمنشّط المتميّز والمكوّن القدير في مجال التنشيط والإعلام الإذاعي؟!!!

– ومع ذلك فالرجل لم يتوقف عن النشاط، ولم ينس أصدقاءه المسنين فكان يزورهم في دار المسنين بمنوبة وينظم لهم رحلات (مع ما فيها من التعب والمسؤولية ليرفه عنهم)، وكانت زوجته ورفيقة دربه السيدة سلوى خير معين له نفسيا ومعنويا. كانت تصاحبه في كل مشاويره الإنسانية ولا تقتصد جهدا في إنجاح مشاريعه، أدام الله حسن عشرتهما، وجزى الله خير الجزاء هذا الرجل الإعلامي الإنسان الخلوق الذي لا يُنسى، وسيبقى صوته المُحبّب اللطيف لا يمّحي من الذاكرة مهما أُقصِي، وسيبقى علامة فارقة في تاريخ الإذاعة الوطنية.
– البشير رجب هو وجه من وجوه الابداع عرف كيف يختار برامجه وعرف أيضا قيمة المستمع، لذلك يستحق مني هذا التكريم المتواضع.

* الرابط : اللحن المميّز لبرنامج منتزه الأحد.
https://www.facebook.com/731551513617190/videos/831248706980803/?d=null&vh=e

# أسامة الراعي #

Loading

أسامة الراعي

متحصل على : شهادة الأستاذية في التاريخ.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *