#حديث الزيارة#

شارك اصدقائك الفايسبوكيين

أسالت زيارات الرئيس قيس سعيد هذه الأيام بل هذه الليالي كثيرا من الحبر إلكترونيا وورقيا وحتى في الشارع…
إذ أصبح الموضوع حديث الناس تارة بالإيجاب وطورا بالسلب ..تارة بالقبول وطورا بالرفض وربما بالإستهجان.
في الحقيقة يصعب الحكم والجزم بموقف ما حيال هذا الأمر.. ربما وضع الأمور في سياقاتها يساعدنا كثيرا على فهم ما يحصل: سياقات ذاتية شخصية حميمية متعلقة بشخص الرئيس نفسه وسياقات موضوعية متعلقة بالسياق الإجتماعي والمجتمعي العام..
في البداية سننطلق من كون الرئيس رجل قانون ومدرس في الجامعة التونسية لا تاريخ سياسي له لكنه حصل على تفويض شعبي كبير من فئات متعددة من الشعب التونسي… وكل يزعم انه من أوصله لقصر قرطاج بتعبئة شعبية ربما خفية… فالإسلاميون بشقيهم يقولون أنهم دعوا أتباعهم لإنتخابه..نفس الشيء بالنسبة لليساريين الذين يقولون أنه مرشحهم الخفي…أما أنصار النظام القديم ففيهم جزء أيضا يصرح بإنتخابه الرئيس سعيد لحسابات سياسية دقيقة متوسطة وبعيدة المدى.أضف إلى ذلك الشباب المتطوع الذي إشتغل على الميدان بكثافة وساهم بقسط كبير عبر تنسيقيات وحتى دونها في الترويج للرجل.. خلاصة الأمر ييدو الرجل ظاهرة للدراسة إنتخابيا في كيفية الوصول وآلياته ومقوماته…لكن الأرجح أن الرجل انتخب من فئات عديدة لأسباب قيمية أخلاقية وثقافية…إذ كان خروجه التلفزي في كل مرة منذ الثورة يحدث ضجة عبر تصريحات وجيزة إشتغلت كثيرا على شعارات حالمة وحبلى بالمبادئ والقيم الفضلى كالعدل والحرية والقطع مع كل السائد لما سببه من مآسي لهذا الشعب على الأقل إجتماعيا…
وكان الرئيس في كل مرة يسوق لزلزال سياسي قادم سيأتي على كل الأحزاب والهياكل القائمة لفشلها قي القيام بدورها …
بالنسبة للب الموضوع،كلنا يعلم أن تونس ومنذ شهر كأغلب دول العالم تعيش على وقع الحجر الصحي بسبب وباء الكورونا الذي ألزم أغلب الشعب ملازمة الديار وألحق فئات كثيرة بالبطالة التقنية ..وكلنا يعرف “البير وغطاه” والواقع الإجتماعي الصعب للشعب التونسي المحكوم في أغلبه بالحاجة والفاقة و الفقر…
وشخصيا أعتبر أن زيارات الرئيس الليلية جاءت من هذا المنطلق…فالمسألة والله أعلم إنسانية بحتة وتدخل ضمن التطوع والتبرع ومقاومة الفقر والجوع حسب الإمكانيات المتوفرة للرئيس في شخصه وفي مؤسسته…أضف إلى ذلك أنه لايريد أن يعزل نفسه ومؤسسته في ظل مد تضامني شعبي نراه كل يوم…بالنسبة للتوقيت الليلي والله أعلم ربما لتجنب الإزدحام والفوضى وخروج الأمر عن السيطرة..
البعض رأى في الأمر شعبوية وضربا للبروتوكول ولدور الرئيس والحال أن الأستاذ إستخدم الأمر لأنه يعلم أن أي رغيف خبز قد يضيف لبعض العائلات ما يضيف…يعني فلسا واحدا أفضل من عدمه وسد رمق أفضل من جوع متواصل… فبعض المناطق مثلا في أرياف القيروان لم تعرف من قبل زيارة رئيس وربما أي مسؤول سام…وبالتالي يصبح الحدث رمزيا ومؤشرا جيدا أكثر من محتواه…
أضف إلى ذلك وهذا لا يخفى على أحد أن الرئيس يتعرض منذ مدة لحملة نقد واسعة متعلقة بأداءه ومسائل أخرى سياسية ودستورية بدأت تطفو على السطح في علاقة بالصلاحيات وبالمبادرات التشريعية وبنظام الحكم وبغيره…فالبلاد وهذا لا يخفى على أحد أيضا تشهد صراعا خفيا بين قوى أغلبها خفي حول طبيعة النظام السياسي…فالبعض يفضل البرلماني وآخرون مع برلماني معدل ومجموعة أخرى ترى ضرورة العودة للنظام الرئاسي…دون أن ننسى من يشتغلون على الهيكلة دون إمتلاك تصور دقيق سوى لجان شعبية( فكرة موجودة لكن غير مهيكلة)
هذا دون أن ننسى صراعا آخر بين الحكم المحلي والحكم المركزي وربما لوحظ هذا الأمر كثيرا في خلافات كبرى في عدة جهات بين المجالس البلدية مثلا والمعتمدين أي ممثلي السلطة المركزية…
أمور كثيرة جعلت الرئيس حذرا وربما عجز عن أخذ أي مبادرة تشريعية هي من صلاحياته في علاقة بمسائل مختلفة…
الشعب التونسي اليوم مطالب بالفصل في لاوعيه بين مؤسسة رئاسة الجمهورية وملف التنمية وخاصة تنمية الجهات الداخلية…إذ أن الأمر متعلق مباشرة بالحكومة وسياساتها وإختياراتها ومخططاتها وأولوياتها…بالنسبة للرئيس قد يعلن عن مبادرة تشريعية مثلا لتنمية الجهات الفقيرة ولكن تبقى المبادرة رهينة إيجاد الموارد وموافقة البرلمان…
يطول الحديث حول الأمر ولكننا لن نقول كما قال البعض “هذا عمر” ولا” كفى شعبوية” بل سنقول” قيس يتحسس الخطى…”
وفق الله كل من أراد خيرا لتونس

بقلم :@ علاء الدين مسعودي@

Loading

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *