الحضور المورسكي في الفكر الاسباني الحديث

شارك اصدقائك الفايسبوكيين
تمثل “المسألة الموريسكية” مثالا نموذجيا على المرحلة الأولى من سياسات صياغة المجتمع الحديثة وتجارب الطرد والشتات، جاوزت في تأثيرها المادي والرمزي حدود الجماعة الموريسكية لتمتد للطرف الطارد: المجتمع الإسباني بكل شرائحه وفئاته وجهات الاستقبال في شمال إفريقيا وأبعد. وانطلاقا من عمله الأول: “السفارديم والموريسكيون … رحلة التهجير والتوطين في بلاد المغرب” سعى المؤرخ حسام الدين شاشية لتتبع حدث الطرد كخطاب وسردية سعى كل فاعل – أو مفعول به – فيه أن يبرره ويوظّفه ويقدمه بما يخدم تموضعه السياسي والثقافي والمجتمعي.
واستكمالا لمشروع تفكيك هذه السرديات، يأتي كتابه الأخير “المشهد الموريسكي: سرديات الطرد في الفكر الإسباني الحديث” كمحاولة للوقوف على صدى الحضور الموريسكي في الذاكرة والمدونات الإسبانية لما بعد سنة 1609. من النصوص الإخبارية والتاريخية وكتب الرحلات، ومرورا بمحاضر محاكم التفتيش والارشيفات الملكية والإدارية، وصولا إلى كل الانتاجات الأدبية والفنية من شعر ومسرح ورواية ورسم، يتتبع شاشية تطور وتغير الرؤية الإسبانية للموريسكيين – وخاصة من بقي منهم في إسبانيا بعد قرار الطرد- من مرحلة ” عصر التبرير” خلال القرن السابع عشر إلى إعادة الاكتشاف والحنين الرومانسي في أواسط القرن التاسع عشر.
ما هي أبرز ملامح الحضور الموريسكي في الذاكرة الإسبانية وتطوراتها؟ ما الدوافع التي قادت لهذه التغيرات؟ هل فتحت الباب أمام الإسبان لمساءلة تاريخهم وهويتهم؟ وهل تنجح الذاكرة في ترميم ما مضى وتحصين المجتمعات الحديثة من نزعات الإقصاء ورفض التعددية الثقافية؟
كل هذا وأكثر سنسعى للإجابة عليه في لقائنا مع المؤرخ حسام الدين شاشية بعنوان ” الحضور الموريسكي في الفكر الإسباني الحديث” والذي يحاوره فيه كلّ من حبيبة عليّة وأمين الحرشاني.
يوم 29 مارس، ابتداءً من الساعة الثامنة ونصف مساءً في فضاء دار بن قاسم بمدينة تونس العتيقة.
مرحبا بكم جميعا.
لمزيد من الاستفسارات: habiba.alaya@rosalux.org / 58525449

Loading

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *