احتفالا باليوم العالمي للمسرح 2024 برمجة ثرية محورها “الفن هو السلام “… في إطار الدورة الثانية لتظاهرة ” ليلة المسرح بالمدينة”

شارك اصدقائك الفايسبوكيين

اكتست احتفاليات اليوم العالمي للمسرح 2024 طابعا مميزا هذه السنة من خلال برنامج منوع أعده مسرح أوبرا تونس- قطب المسرح و الفنون الركحية مساء الأربعاء 27 مارس جمع بين عديد الفنون الموسيقية و المسرحية و السينمائية، إذ تم خلال حفل الافتتاح تميز بعرض موسيقي لمجموعة YÛMA حيث استمتع جمهور ” ليلة المسرح بالمدينة” بأغاني المجموعة الموسيقية “يوما” التي قدمت باقة من أجمل وأنجح أغانيها منها “ليا سنين” و”الدنيا تدور” و”تعرفني” و”سماك” وقد طالب الجمهور الاستماع الى اغنية الختام ” نغني عليك” إذ تفاعل معها الحضور في مشهد احتفالي بالمسرح. كما تم تكريم ثلة من المسرحيين التونسيين .و من العروض المسرحية نشير إلى عرض مسرحية L’ALBATROSمن إخراج الشاذلي العرفاوي و عرض مسرحية البخارة إخراج الصادق الطرابلسي كذلك عرض مسرحية 14\11 من إخراج معز القديري بالإضافة إلى عرض فيلم جنون للفاضل الجعايبي. و قد احتضنت هذه العروض مختلف قاعات و فضاءات مدينة الثقافة الشاذلي القليبي بتونس. و بقاعة صوفية القلي تم عرض رسالة اليوم العالمي للمسرح 2024 قدمها المخرج المسرحي انور الشعافي و محورها الفن هو السلام …

الفن الرابع معبّر لنضالات الشعوب و دعوة حارة لحوار مستمر :

وقد جاءت هذه الإحتفالية ضمن الدورة الثانية لتظاهرة ” ليلة المسرح بالمدينة” والتي تم افتتاحها بقاعة الأوبرا بمدينة الثقافة بحضور صناع الفرجة المسرحية من ممثلين وتقنيين ونقاد اضافة الى جمهور غفير من أحباء الفن الرابع ؛ وفي البداية وقف جمهور المسرح اجلالا وتقديرا على أنغام النشيد الوطني تلتها وقفة دقيقة صمت ترحما على أرواح شهداء فلسطين الأبية.إذ أحيت تونس هذه المناسبة كسائر دول العالم لكن بخصوصيات هذه الفترة التي نعيشها في نطاق شهر رمضان و تبعا للوضع العام .فالاحتفالية بهذا اليوم منطلقها أرض فلسطين الصامدة إذ يبقى الفن الرابع معبر لنضالات الشعوب و دعوة حارة لحوار مستمر من أجل تطهير العالم الإنساني من التوحش و الطغيان و الظلم و بذلك يبقى المسرح خير سبيل للدفاع على حقوق الإنسان والقضايا العادلة من أجل السلام.

بيان اليوم العالمي للمسرح ترجمة المسرحي أنور الشعافي بتكليف من الهيئة الدولية للمسرح:

هذا وقد تولت مديرة قطب المسرح والفنون الركحية جميلة الشيحي الترحيب بالحضور وتوجيه تحية الى كل المسرحيين في يومهم العالمي ثم تلت بيان اليوم العالمي للمسرح الذي قام بترجمته المسرحي أنور الشعافي .بتكليف من الهيئة الدولية للمسرح عن نص أصلي للكاتب المسرحي النرويجي “جون فوسه” الفائز بجائزة نوبل في الأدب لعام 2023، عن مسرحياته وأعماله النثرية الابتكارية.وُلد جون فوسه في 29 سبتمبر 1959 في هوغيسوند بالنرويج، وهو كاتب متنوع الاهتمامات ذو توجه نخبوي. مع ذلك، فهو من أكثر الكتّاب الأحياء الذين تُؤدى مسرحياتهم في أوروبا. وبرز فوسه ككاتب مسرحي على الخشبة الأوروبية، بفضل مسرحيته Someone is going to come التي تولى إخراجها المسرحي كلود ريجي عام 1999 في باريس…
من جانبه فإن المخرج المسرحي التونسي أنوار الشعافي الذي تم إعتماد الترجمة الرسمية لرسالة اليوم العالمي للمسرح 2024 من قبل الهيئة الدولية للمسرح هو مؤسس “مركز الفنون الدرامية والمسرحية” في مدنين، والمدير العام الأسبق للمسرح الوطني»، قدّم عدداً كبيراً من الأعمال التي تشكّل علامات فارقة في المسرح التونسي، مثل “رقصة السرو” (1991) و”الدرس” و”عود رمان” (1993) و”ترى ما رأيت” (2011) و”أولا تكون” (2016) و”هوامش على شريط الذاكرة” (2019) و”كابوس أينشتاين” كما .قدّم الشعافي مسرحياته في فضاءات غير تقليدية، مثل الحمام والصحراء، معتمداً تقنية الممثل عن بُعد باستعمال الإنترنت وبمشاركة ممثلة فرنسية عن بعد في مسرحية تُعرض في تونس. كما أسّس “المهرجان الوطني لمسرح التجريبي” في مدنين في عام 1992.

فنان بحجم وطن، من جنوبه تعلم الصمود، قاوم كل أشكال الإقصاء ليثبت ذاته الفنية:

وجاء تكريم أنور الشعافي خلال مناسبة اليوم العالمي للمسرح في الحقيقة هو تكريم لمسيرة استثنائية لفنان منح حياته للمسرح، ولم يتوقف منذ أكثر من 35 عاماً عن الإبداع المسرحي والشغف بكل جديد. فهو من المسرحيين القلائل الذين يتابعون ما يحدث في المسرح على صعيد العالم. وتزامُن تكريم سابق للشعافي في القاهرة في النسخة التي تحمل اسم المسرحي العالمي بيتر بروك مصادفة يستحقها .
فأنور الشعافي فنان بحجم وطن، من جنوبه تعلم الصمود، قاوم كل أشكال الإقصاء ليثبت ذاته الفنية، في مدينته مدنين كانت البدايات الاولى في ممارسة الفن المسرحي، ثم تجوّل كرحالة يحمل في قلبه الشغف وعلى كتفيه مسؤولية مسرح متجدد وفنّ نبيل ينتصر للانسان والانسانية.
وقد درس انور الشعافي المسرح في المعهد العالي للفن المسرحي وتخرّج منه عام 1988، سكنه هذا الفن وكبرت معه مشاعر الانتماء لهذا العالم، قرأ وتدبّر كثيرا في قراءته للفن النبيل واختار ان يكون المسرح العالمي ملاذه، اتقن اللغة الانقليزية ليقرأ نصوص شكسبير بلغتها الاصلية ومن عظمة امهات النصوص العالمية بدأت ابداعات أنور الشعافي المسرحية ، و للإشارة فإن إنطلاقته الأولى مع المسرح المدرسي وقد شرفني متابعة بداية خطواته وهو تلميذ في التعليم الثانوي في إطار نشاطه المسرحي في الشبيبة المدرسية في مطلع الثمانينات…هذا ومن بين التكريمات اللقاء الذي نظمته الجمعية التونسية للنقاد المسرحيين بمدينة الثقافة بمناسبة اليوم العالمي للمسرح 2024

تكريم ثلة من المسرحيين التونسيين ساهموا في إثراء ساحة الفن الرابع :

كما كرم مسرح أوبرا تونس ــ قطب المسرح و الفنون الركحية ثلة من المسرحيين التونسيين من الذين ساهموا في اثراء الساحة المسرحية، ومن المكرمين المسرحي الراحل حكيم المرزوقي، حيث قام كاتب عام مسرح أوبرا تونس السيد كمال الشتيوي بتكريم زوجة الفقيد السيدة رويدة الرفاعي .
تقديرا لمشواره الفني وتجربته الثرية والمتنوعة. الفنان الراحل حكيم مرزوقي هو شاعر وكاتب ومسرحي تونسي من مواليد 1966 وافته المنية يوم 16 فيفري 2024 عن عمر يناهز 58 عاما.والراحل هو خرّيج كلية الآداب بجامعة دمشق، قسم الأدب العربي، متحصل على الدراسات العليا في النقد والمسرح. كتب الفقيد في عدد من الصحف العربية على غرار “الثورة” “السفير” و”الدومري” و “بوابة الشرق الأوسط” وغيرها.لقب بـ”عاشق دمشق” حيث عاش هناك أكثر من 40 سنة ، بعد أن درس في المعهد العالي للفنون المسرحية في سوريا، قبل أن يعود إلى تونس عام 2012…
ومواصلة للتكريمات تولى المسرحي الشاذلي العرفاوي تسليم شهادة تكريم للفنان والمسرحي عبد المنعم شويات . وهو ممثل ومخرج مسرحي تونسي من مواليد 1974، وهو أيضًا مدرس في المعهد العالي للفن المسرحي، ويقدم بانتظام ورشات للأطفال، خاصة في فضائي التياترو والريو.
قدم في المسرح نصوصًا لكتاب عظماء مثل جان أنويه أو لويس كالافرت، ومثل في مسرحيات لفتحي عكاري وتوفيق الجبالي وتوفيق العايب وعاطف بن حسين.في السينما، مثل، من بين العديد من الأفلام الأخرى، في “الأمير” لمحمد الزرن، و”عرس الذيب” لجيلاني السعدي، و”باستاردو” لنجيب بالقاضي، و”مصطفى زاد” لنضال شطا حيث نال جائزة أحسن ممثل في أيام قرطاج السينمائية 2017…
ودوما في إطار التكريمات تسلم وضاح العوني جائزة التكريم عوضا عن والده الشاعر والكاتب والناقد المسرحي محمد العوني والذي تعذر عليه الحضور نظرا لظرف صحي طارئ .كما تم تكريم موظب الركح السيد رشيد عزوز تقديرا له على مسيرته الفنية التي انطلقت منذ سنة 1984.بإعتبار أن المسرح لا يقتصر على الممثل بل على جنود خفاء يقفون في الكواليس تم في ليلة اليوم العالمي للمسرح ؛ ومن المخرجين الذين في رصيدهم عديد الأعمال القيمة، تم تكريم المخرج المسرحي البشير الدريسي وسلمته التكريم ابنته الاعلامية اسماء الدريسي. في مسيرة البشير الدريسي أكثر من علامة مسرحية قدّمها على مدى أكثر من خمسين عاما في فرقة بلدية تونس للتمثيل… من “المعطف” الى “الحلاّج” و “بيارق الله” و “تحت السور” وحلواني باب سويقة والخادمات وسيسكو وآخر كلمة…وغيرها من الأعمال المسرحية كـ “العشرة” و “يعجبكشي” وصالح الخميسي و” أحباب”
هذا وقد انطلق شغفه بالمسرح في سن مبكرة جدًا في إطار المسرح المدرسي مع زملائه رؤوف الباسطي، ورؤوف بن عمر، وهشام رستم…وكان ختام التكريمات من نصيب الممثلة والمخرجة دليلة المفتاحي، وسلمتها التكريم السيدة منى نور الدين ومدير مسرح أوبرا تونس السيد مراد عمارة . وتعتبر دليلة المفتاحي من رواد الفن والثقافة في الوطن العربي، تركت بصمة لا تُنسى في عالم الفن والتمثيل.وهي كذلك مخرجة تونسية، حاصلة على 25 جائزة دولية.وقد جسدت دليلة المفتاحي أدواراً متنوعة في 75 مسرحية، حققت معظمها نجاحات كبيرة، حيث حازت على قرابة 25 جائزة عالمية مرموقة، كما قامت بإخراج 18 مسرحية مسرحيتين في الجزائر.كما لم تقتصر موهبتها على المسرح فقط، بل امتدت لتشمل السينما حيث قدمت 24 فيلماً طويلاً و17 فيلم قصيراً، بالإضافة إلى مشاركتها في 45 مسلسلًا تلفزيونيًا، متحصلة على 12 جائزة كأحسن ممثلة تلفزية ؛ وقد اعترفت الجهات الرسمية بتفوقها الفني، حيث منحها الرئيس الحبيب بورقيبة جائزتين سنة 1984 و1985. كما توجت جهودها الثقافية بوسام الصنف الرابع للاستحقاق الثقافي، بالإضافة إلى حصولها على وسام الصنف الثالث من رئاسة الجمهورية تحت إشراف الرئيس قيس سعيد.

مهرجان “تونس مسارح العالم “افتتح عروضه بعمل مسرحي فلسطيني بعنوان “مترو غزة”:

من جهة أخرى ينظم المسرح الوطني التونسي من 26 مارس إلى غاية 2 أفريل 2024 الدورة الثانية من مهرجان “تونس مسارح العالم”وهي تظاهرة تسعى من خلالها المؤسسة الى مزيد دعم اشعاع تونس والمسرح التونسي دوليا بمناسبة الاحتفاء باليوم العالمي للمسرح يوم 27 مارس من كل سنة.
إذ تنعقد الدورة الثانية لمهرجان “تونس مسارح العالم” وغزة مازالت تتجرع ويلات العدوان الصهيوني الغاصب على أهلها وتقف عزلاء صامدة أمام آلة التقتيل الوحشي للأطفال والشيوخ والنساء، هذا الوضع المأساوي بقدر ما يرعب ويثير حفيظة الفنانين فإنهم يسعون إلى نشر قيم التعايش في كنف احترام اختلاف الآخر والدفاع عن قيم الحرية والكرامة الانسانية، بقدر ما يدفعهم لتسخير كل طاقات الإبداع الكامنة فيهم من أجل خدمة القضايا العادلة وفي مقدمتها نصرة القضية الفلسطينية والدفاع عن حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
وتضامنا مع غزة وانتصارا لصمود أهلها ضد مجازر الكيان الصهيوني ومساعي تهجيرهم وإبادتهم، افتتح مهرجان “تونس مسارح العالم ” عروضه بعمل مسرحي فلسطيني بعنوان “مترو غزة” لمسرح الحرية بجنين. وقدم هذا العمل في موعد ثان في مدينة الكاف في سعي من المسرح الوطني التونسي إلى تكريس انفتاح هذا الموعد المسرحي الدولي على الجمهور في كافة ربوع الجمهورية.
ويحتضن فضاء قاعة الفن الرابع وقصر المسرح بالحلفاوين عروض الدورة الثانية لمهرجان “تونس مسارح العالم” التي تجمع عددا هاما من العروض التونسية والأجنبية …

دور المسرح في تعزيز الإبداع ودعم الحوار والتفاهم:

و للعلم فقد تم بعث يوم المسرح العالمي من قبل الهيئة الدولية للمسرح وتم الاحتفال به لأول مرة في 27 مارس 1962, وهو تاريخ إطلاق موسم “مسرح الأمم” في باريس، منذ ذلك الحين وفي هذا التاريخ من كل عام، يتم الاحتفال باليوم العالمي للمسرح على نطاق عالمي.ومن أهداف اليوم العالمي للمسرح ، الترويج لهذا الفن عبر العالم، و نشر المعرفة بين الناس حول قيمة النموذج الفني،و تمکین مجتمعات المسرح من الترويج لأعمالهم علی نطاق واسع حتى یدرك صناع القرار قیمة ھذا النموذج الفني ودعمه .كذلك التمتع بالفن بحد ذاته.
هذا اليوم يُحتفى به كذلك على نطاق واسع في جميع أنحاء العالم، حيث يجتمع محبو الفن والثقافة للتعبير عن امتنانهم للمسرح بكل تنوعه وروعته. إنه يوم يمنح الناس الفرصة لفهم أعمق للقيمة الفنية والثقافية للمسرح، بالإضافة إلى الاستمتاع بتجارب فنية متعددة تعكس جماليات الحياة بأساليب مبتكرة.
كما يعد اليوم العالمي للمسرح فرصة للاحتفال بتاريخ هذا الفن القديم الاصيل، وفي الوقت نفسه، يسلط الضوء على دوره الحيوي في تعزيز التواصل الإنساني وتوحيد مجتمعاتنا من خلال لغة الفن التي تتخطى الحدود وتتغلب على التفرقات.
وللمسرح جذور تاريخية فمنذ العصر القديم في اليونان، كان المسرح محط إعجاب الجماهير، إذ كان له دور كبير في المجتمع كشكل شائع للفن والترفيه. جمال المسرح يتجاوز الترفيه والتثقيف، بل يجمع بين مختلف التجارب الفنية ليقدم لجمهوره تجربة مسرحية فريدة لا مثيل لها في أي مكان آخر.
كما أن يوم المسرح العالمي، يعتبر حدثا عالميا يمجد قوة الفن المسرحي والتعبير الثقافي. يُعنى هذا اليوم بالاحتفال بتنوع التراث المسرحي، وتعزيز القيمة الفنية للعروض المسرحية المباشرة، والتفكير في تأثير الفن المسرحي على المجتمع.ويتميز هذا الحدث بمجموعة من الفعاليات والأنشطة عبر العالم، مما يؤكد دور المسرح في تعزيز الإبداع ودعم مجالات الحوار والتفاهم.

Loading

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *