الحفاظ على منتوج يستجيب لحاجياتنا الغذائية السليمة في ظل التغيرات المناخية من محاور تظاهرة دولية لجمعية المليون ريفية والبدون أرض وحركة طريق الفلاحين العالمية

شارك اصدقائك الفايسبوكيين

 

نظمت جمعية المليون ريفية والبدون أرض بالشراكة مع حركة طريق الفلاحين العالمية “لافياكامبيسينا” الخميس 9 ماي 2024 بالفجة المرناقية تظاهرة متميزة، وبتنظيم محكم وبمشاركة دولية أكدت اهتمام وثقة ممثلي القطاع في الدول المشاركة بالجهود المبذولة بتونس من أجل الحفاظ على موروثنا الغذائي من خلال ما يبذله أهل المهنة للمحافظة على المنتوج الزراعي الأصيل ،
وتضمنت التظاهرة نقطة إعلامية وزيارة تضامنية إلى جملة من المزارع الايكولوجية التي تعتمد مبدأ المحافظة على البذور الأصيلة وذلك بحضور قيادات من الحركة. من عديد البلدان (فلسطين، مصر،كولومبيا، السودان، البرازيل ،كوريا الجنوبية، فرنسا، الهند، كينيا،…..).وتم أثناء النقطة الإعلامية تقديم نبذة عن الحركة ومبادئها ونتائج اجتماعات تونس.كما اندرجت الزيارة التضامنية ضمن فعاليات الاجتماع السنوي للهيئة التنفيذية لحركة طريق الفلاحين العالمية والاجتماع الإقليمي للمنطقة العربية التي تحتضنها جمعية المليون ريفية والبدون أرض برئاسة السيدة تركية الشايبي
والتي أكدت في تدخلها مواصلة نشاطها وطنيا وإشعاعها دوليا من ذلك استقبال الجمعية لوفد من حركة طريق الفلاحين ”لافياكامبيسينا” من عدة بلدان قصد إطلاعهم على تجربة تونسية ناجحة ببادرة من مختص في القطاع الزراعي واسترجاع البذور الأصلية الفلاح حسن الشتيوي وجهوده في ابتكار وإنتاج بذور تونسية محلية للقمح والشعير بأحجام مختلفة وقدرة إنتاجية عالية حيث نجح في إنتاج 100 نوع من بذور القمح والشعير والذرة عالية الجودة. والذي أشار بدوره عن قناعته بخدمة البلاد من موقعه كفلاح والحفاظ على منتوج يستجيب لحاجياتنا الغذائية السليمة في ظل التغيرات المناخية

تفاقم خطر فقدان البذور الأصلية التونسية في الزراعات الكبرى التونسية:

لذلك فقد سعى إزاء تفاقم خطر فقدان البذور الأصلية التونسية في الزراعات الكبرى التونسية وخاصة منها القمح والشعير والذرة للعمل على اعادة البذور الأصلية التونسية للقمح الذي يحتوي على بروتينات بنسبة 17 % من البروتينات مقابل نسبة لا تزيد عن 11 % بالنسبة للقمح المستورد
والذي يحتوي على مادة ضارة “الغلوتين”وهو عبارة عن مجموعة من البروتينات النباتية الموجودة في الحبوب كالقمح والشوفان والشعير، وكلمة “غلوتين” مشتقة من اللغة اليونانية وتعني “غراء”، وليس لها لا رائحة ولا طعم. ويتكون الغلوتين من نوعين من البروتينات وهما: الغلوتينين والغليادين، وتشكل نحو 80 في المئة من البروتين الموجود في بذرة القمح.فعند تعرض الغلوتين للتسخين، تشكل بروتيناته شبكة مرنة يمكنها من تمديد الغازات وحبسها، ما يوفر تخميرا مثاليا أو يحافظ على الرطوبة والنكهة لفترة طويلة في الأطعمة والمواد الغذائية التي يدخل بصناعتها كالخبز والمقرونة والأطعمة المصنعة
فبعد سنوات من انتشار النظام الغذائي المعروف بالمايكروبيوتيك، والذي يعتمد على القمح الكامل والحبوب الكاملة بشكل عام، نشرت عام 2011 ورقة بحثية في مجلة أميركية متخصصة بأمراض الجهاز الهضمي، بعنوان “الغلوتين يسبب أعراضاً معوية من دون الإصابة بالداء البطني الزلاقي”، وذكرت الورقة أن “الغلوتين يعد مسبباً لأعراض القناة الهضمية والتعب”، وهذه كانت بداية تسليط الضوء على الأغذية الخالية من الغلوتين أو ما عرف بـ “غلوتين فري”، والمتهم الأول كانت منتجات القمح والشعير وبعض الحبوب.و لقد ذكر الغلوتين للمرة الأولى عام 1728، وهو عبارة عن بروتين يتكون من الغليادين ولديه شكل الدوائر والغلوتينين ولديه شكل السلاسل، ويوجد في القمح والحبوب والشعير، فهو المسؤول عن القوام المرن للعجين والخاصية المطاطية للأطعمة المصنوعة من دقيق القمح، إذ يبقى الغلوتين خامداً إلى أن يوضع الماء مع الدقيق ويبدأ العجن، وقد لوحظ أنه كلما زادت وطالت عملية العجن كلما زادت نسبة الغلوتين

إقرار سيادة غذائية تضمن الحاجيات الضرورية للشعب الفلسطيني:

هذا وكانت التظاهرة فرصة لفتح الحوار حول مواضيع ذات الإهتمام المشترك من ذلك الوضع الغذائي الهش بفلسطين وما تعانيه غزة اليوم هو مثال حقيقي على أهمية الوصول لمصادر الغذاء والبذور والمحافظة على الأرض في ظل الجرائم الإسرائيلية المستمرة حيث أشارمدير عام اتحاد لجان العمل الزراعي بفلسطين فؤاد أبو سيف إلى إن الاحتلال الإسرائيلي سلب أراضيهم منذ 75 سنة وصادرها لبناء آلاف المستوطنات وطرد آلاف المزارعين بشكل متواصل كذلك حرم الفلسطينيين من استغلال أراضيهم معتبرا أن بعث حركة طريق الفلاحين للمنطقة العربية “لافياكامبيسينا” هي خير فرصة لتشكيل قوة إسناد ودعم لمساندة القضايا الفلسطينية والدفاع عن مطالب أساسية لتمكين الفلاحين الفلسطينيين من موارد غذائهم وفي مقدمتها البذور والأراضي الزراعية والضغط على الحكومات في المنطقة العربية وفلسطين لسن قوانين وتشريعات لحماية الفلاح الفلسطيني وتمكينه من الولوج بأمان إلى أرضه ويساهم في إقرار سيادة غذائية تضمن الحاجيات الضرورية للشعب الفلسطيني .

اتباع زراعة ايكولوجية تحقق الاكتفاء الذاتي للشعب التونسي وتضمن الازدهار الاقتصادي:

إن عضوية تونس في الحركة العالمية هي خير ضمان للتعاون بين الشعوب والفلاحين في تونس وعدة دول تناضل من أجل سيادة غذائية متكاملة كما أن تونس لها القدرة بفضل كفاءاتها ومحيطها باتباع زراعة ايكولوجية تحقق الاكتفاء الذاتي للشعب التونسي وتضمن الازدهار الاقتصادي والإجتماعي ذلك ما أشارت إليه المنسقة الدولية لحركة طريق الفلاحين” لافياكامبيسينا” السيدة “مورغان أودي,”
والتي تعتبر بكون الفلاحة ليست في الواقع وظيفة، بل هي وسيلة لضمان سبل العيش للجميع وترى أن مفهوم السيادة الغذائية، يعني أنه في كل بلد، يجب أن يكون الناس قادرين على اتخاذ القرار بشأن السياسات الزراعية، وما إذا كانوا يريدون الاستيراد أم لا.كما أن الغذاء أمر سياسي، لذلك وجوب توفر القدرة على مناقشة هذه القضايا واتخاذ القرار بشأنها.، كذلك الأمر يحتاج إلى تنظيم الإستيراد بطريقة لا تضر الدول والإنتاج .وفق إطار لايضر بالسيادة الغذائية. مضيفة أن الرهانات لتحقيق سيادة غذائية ومحاربة الجوع والاستعمار الغذائي ومناخ طبيعي صحي وضمان الحق في غذاء صحي وأمن للشعوب يتطلب وحدة كل العاملين في القطاع الفلاحي بالفكر والساعد بكافة دول العالم .

إنطلاق أشغال اللقاء الإقليمي الذي تعقده المنطقة العربية وشمال افريقيا:

من جهة أخرى انطلقت أشغال اللقاء الإقليمي الذي تعقده المنطقة العربية وشمال افريقيا بحركة طريق الفلاحين العالمية “لا فيا كامبيسينا “والذي يباشر أعماله بتونس في هذه الفترة بعد تنظيمها لجولة ميدانية تضامنية مع فلاحي منطقتي نابل والمرناقية في تونس، حيث شارك في الجولة وفد من 26 دولة، منهم 21 من أعضاء السكرتارية الدولية لحركة طريق الفلاحين ” لافياكامبيسينا”، و 14 من أعضاء السكرتارية الإقليمية من دول (فلسطين، والمغرب والعراق ومصر وموريتانيا والسودان وتونس) ومجموعة من الجهة المستضيفة جمعية المليون ريفية وبدون أرض – عضو حركة طريق الفلاحين وعضو السكرتارية الاقليمية في المنطقة العربية وشمال إفريقيا. حيث تضمنت الجولة الميدانية التضامنية لقاءا مع الفلاحين ومنتجي البذور البلدية الأصيلة. وختمت الجولة بلقاء صحفي طرح فيه أهمية الحركة في المنطقة واهمية العمل على البذور البلدية الأصيلة والحفاظ عليها وإكثارها كخطوة اولى لتحقيق السيادة الغذائية والغاء التبعية للشركات الكبرى والاحتكارية.
وتجدر الإشارة إلى أنه تم الإعلان عن تأسيس المنطقة العربية بحركة طريق الفلاحين لافياكامبيسينا
يوم، 3 ديسمبر 2023، في بوغوتا،بكولومبيا خلال إنعقاد المؤتمر الدولي الثامن للحركة الفلاحية التي تجمع 182 منظمة وطنية من 82 دولة ومما جاء في بيان إعلان تأسيس المنطقة العربية وشمال افريقيا التأكيد على النضال من أجل الإصلاح الزراعي والتصدي للسياسات الفلاحية التابعة والقطع مع الزراعات التصديرية وتركيز نمط زراعي ايكولوجي يشجع الزراعات المحلية والعائلية القائمة على الأساليب المنبثقة من الخبرات والتجارب والتراكمات المعرفية المحلية ويحقق السيادة الغذائية والعدالة المناخية ويحمي الأرض والبيئة من المهام الملحة أيضا . ان هذه السياسات تسبب في تفقير وتهجير شباب المنطقة وتدفعهم الى الموت بالآلاف في البحر حالمين بجنة أوروبا حيث يعانون الاستغلال والعنصرية.كل هذه الظروف وغيرها مما لا يتسع له الإعلان تتطلب مزيدا من التنظيم وذلك بمزيد استقطاب الحركات الاجتماعية والتنظيمات النقابية والجمعيات الزراعية التي تنظم صغار الفلاحين والمزارعين والبحارة والنساء الريفيات والشباب والسكان الأصليين والمدافعة عن أهداف ومبادئ وقيم حركة فياكابيسينا وعلى دعمها وتقويتها وقبل كل ذلك دعم قدرات هذه الفئات في حد ذاتها من أجل التنظيم الذاتي واكتساب القوة التنظيمية التي تؤهلهم للدفاع عن أرضهم ومصالحهم.
كما إن النضال وإن كان مرتبطا شديد الارتباط بخصوصيات المنطقة العربية وشمال إفريقيا متجذرا في أرضها وأصولها وعروقها فإنه منفتح بقوة على كل العالم فهو نضال أممي يستمد قوته بعولمة النضال وعولمة الأمل بمد جسور التضامن والتعاون مع كل مناطق حركة الفلاحين العالمية ومنظماتها…

Loading

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *