مسرح الجم: صرح شامخ وفن راسخ عبر العصور

شارك اصدقائك الفايسبوكيين
قَصْر الجَمّ أو مَسْرَح الجَمّ، اسمه الروماني كُولُوسِّيُومْ تِيسْدْرُوسْ Colosseum Thysdrus، واسمه في بعض الكتابات العربية القديمة قصر الكاهنة، وهو مسرح أثري يقع بمدينة الجم (تِيسْدْرُوسْ Thysdrus في العهد الروماني) من ولاية المهدية بتونس. أدرج سنة 1979 على لائحة مواقع التراث العالمي من طرف اليونسكو. يقع تحت حلبته رِوَاقَان يصلهما الضوء من الفتحة الوسطى في الحلبة. كما كانت هناك فتحتان من جانبي الحلبة لرفع الوحوش (من أُسُود ونحوها) والمصارعين (من أسرى الحرب والمتجالدين)، حيث كان الوحوش والمصارعون يُؤسَرُون في غُرَف تحت الحلبة. أقيمت في مسرح الجم، خلال العهد الروماني، مصارعة الوحوش ومعارك المصارعين وسباقات العربات، حيث كان الشعب والنبلاء الرومانيون يجلسون لمشاهدة تلك العروض . صار قصر الجم، حاليا، ركحا لأشهر الفنانين والموسيقيين العالميين، إذ تقام فيه سنويا مهرجانات وحفلات لأهم الفرق العالمية، خاصة منها السمفونيات وفرق موسيقى الجاز. بجانب بعض التظاهرات الثقافية الاخرى .
 
 
يعد قصر الجم الروماني ثالث أكبر مسرح في العالم بعد مسرح كولوسيوم روما المصنف من عجائب الدنيا السبع ومسرح كولوسيوم كابو، ويقع هذا الموقع في مدينة الجم الساحلية( 200 كلم جنوب شرق العاصمة) وبشهادة العلماء والمؤرخين يعتبر كوليزي الجم الأكثر جمالا وصيانة وأكبر بناء أثري روماني في أفريقيا. وتحيط بالقصر مدينة أثرية رومانية لا تزال أثارها قائمة لحين اللحظة والمثير في الأمر أنه غير بعيد عن هذا المعلم الروماني الضخم يوجد قصر روماني آخر أقل حجما يتسع ل200 شخص لم يبق من آثاره إلا القليل وقد حيرت هذه المدينة الصغيرة المؤرخين كونها كانت مدينة بسيطة لا يتعدى سكانها ال20 ألف نسمة تحت الحكم القرطاجني . وقد شيد هذا القصر وفق المعطيات التاريخية والمراجع القائد الروماني جورديان الثاني الذي قاد انتفاضة على إمبراطور روما في ذلك العصر وأقام قصرا خاصا به سعى من خلاله أن يكون متميزا ويفوق بعظمته وجماله قصر الكوليزي بروما.
 
 
وقد قام جورديان الثاني بتصميم قصر الجم بشكل تجاوز فيه كل الأخطاء الهندسية الموجودة في نظيره بروما على مستوى الشكل.وتبلغ أبعاده الخارجية 148 مترا وأبعاد حلبته 65 مترا 39 مترا وتتسع مدارجه ل35 ألف متفرج. ويقع تحت حلبته رواقان يصلهما الضوء من الفتحة الوسطى للحلبة إضافة إلى فتحتان من جانبي الحلبة كانت تستخدم لرفع الوحوش من أسود ونمور والمصارعين من أسرى الحرب حيث كانوا يؤسرون مع الوحوش في غرف تحت الحلبة ليتم إطلاقهم في الأعياد والمناسبات الضخمة التي تشهد إقبالا جماهريا ضخما من الشعب والنبلاء الذين يجلسون في المدارج لمشاهدة مصارعة الوحوش ومعارك المصارعين من أسرى الحروب وتسابق العربات. وقد شهد هذا المعلم الضخم عدة معارك وتشير المصارد أنه أثناء الفتح الإسلامي لافريقية أوائل القرن الثامن ميلادي احتمت به الملكة البربرية”ضميا” الملقبة بالكاهنة مع جي شها لمدة أربع سنوات اثر هزيمتها في المعركة الثانية أمام القائد حسان ابن النعمان.وفي سنة 1695 تم هدم الجانب الغربي للقصر بأمر من باي تونس بعد أن اتخذ السكان هذا المعلم حصنا لهم في ثورتهم ضد حكم الباي أنذاك.
 
 
يرجع إنشاؤه إلى العهد الروماني، حيث بنى سكان مدينة تِيسْدْرُوسْ (الجم حاليا) الأثرياء (منتجو زيت الزيتون) مسرحا لهم (إذ كان لرومانيّي المدينة مسرح آخر يتسع لـ 2000 شخص، لم يبق من آثاره إلا القليل قرب مدينة الجم حاليا) سنة 238 م، في عهد حاكم مقاطعة أفريكا غورديان الأول (حوالي 159 م – 238 م)، وهو الذي صار إمبراطورا رومانيًّا في منتصف نفس السنة، وحكم لمدة 36 يوما قبل أن ينتحر في منزله بقرطاج إثر هجوم جيش نوميديا، وهي المقاطعة الرومانية المجاورة، على مقاطعة أفريكا لاسترجاع الحكم. أثناء الفتح الإسلامي لإفريقية في أوائل القرن الثامن ميلادي، احتمت به الملكة البربرية ضَمْيَا الملقبة بالكاهنة مع جيشها لمدة أربع سنوات إثر هزيمتها في المعركة الثانية أمام حسان بن النعمان الغساني، وهو الذي طلب الإمداد من عبد العزيز بن مروان إثر هزيمته في المعركة الأولى، لذلك سمي قصر الجم، في بعض الكتابات العربية القديمة، قصر الكاهنة. وفي عام 1695 م، ثار السكان على محمد الثاني، باي تونس المرادي آنذاك، وتحصنوا بقصر الجم. فبعد أن أخمد ثورتهم، أمر الباي بهدم الجانب الغربي للقصر، حتى لا يتحصن فيه غيرهم مستقبَلاً (في ذلك العصر).
 
 
هو رمز معماري عالمي و هو الثاني من نوعه فالعالم ( حيث يوجد مثيل وحيد له فالعالم يقع في روما)، حيث يميز بشكله الدائري الكلي و هو الوحيد الذي مازال بصحه جيده و لم تتغير معالمه الأصلية كثيرا. قصر الجم و من يوم تأسيسه صار و مازال لليوم يمثل مركز مدينة الجم و رمز من رموزها الرائعة و هو عباره على قصر روماني ضخم تقام به الحلبات الاستعراضيه (كقتال رجل لاسود متوحشه، قتال وحوش بين بعضها،او قتال فرسان ضد بعضهم لاغراض السلطة) و كان الشعب و النبلاء في تلك الايام يجلسون و يشاهدون تلك الاستعراضات. وكان هذا من قبل اما اليوم فصار قطب سياحي هام في تونس، فخلفا لاهميته التاريخية صار مسرح لاشهر الفنانين و الموسيقيين العالميين و تقام فيه سنويا مهرجانات و حفلات لاهم الفرق العالمية خاصه السنفونيات و الفرق النحاسيه و هو ضخم و يحتوي على مدارج تستوعب أكثر من 40الف متفرجاً. وتستقبل مدينة الجم الساحلية من سنة لأخرى ما يزيد عن المليون سائح سنويا من مجموع 6 ملايين سائح يتوافدون على تونس.
 
 
سيبقى هذا القصر محافظا على جماله وتميزه نظرا لموقعه المتواجد في منتصف السهوب العارية على ارض مستوية إلى حد ما ومظهره الضخم .

 

 

 

 


مقال وصور مقداد الشواشي

 

Loading

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *