عين على فن الفسيفساء. بورتريه رشيد عثماني

شارك اصدقائك الفايسبوكيين

الحديث عن الفنون بصفة عامة حديث ذو شجون؛ لكن الحديث بشكل خاص عن فن الفسيفساء الذي يعتبر فن العصور الإسلامية ؛ وفن ما قبلهم من الإغريق و الرومان والبيزنطيين على اعتبار أن أول من أشاع استعماله في القرن الأول قبل الميلاد هم الرومان الذين صوروا حياة البحر والأسماك والحيوانات ببراعة فقط باللونين الأبيض والأسود.

طبيعة الفضول المعرفي لدى الإنسان الذي يقوم به من وقت لآخر ؛ والتي تفضي به إلى الاختراع والاكتشاف ما هي إلا محاولة للتكيف مع الظروف المحيطة واستغلالا للمصادر الطبيعية المتوفرة بأقصى حد ممكن.

عن هذا الفضول المعرفي في فن الفسيفساء الذي اكتوى بنار عشقه مبدع مدينة أزمور المغربية “رشيدعثماني ” الذي لا أدري ما الصفة التي يجب أن تطلق عليه : هل فناناً أم مصوراً أم مخترعاً أم مكتشفا؟ وهو الجامع لهذا العقد البانورامي من الكفايات الحرفية والفنية والتشكيلية؛ المتميزة بالابتكار والدمج بين العديد من الفنون والحرف بجميع أنواعها ؛ وقد نجح في ذلك بتميز أسلوبه ولمسته الخاصة.

وهنا أستحضر أداة التحليل التي وضعها الباحث السوسيولوجي الأمريكي رايت ميلز كنمط مثالي للحرفة معتمدا فيها على ست خصائص؛ وجدتها تتوافق وأسلوب نهج عمل الحرفي الفنان رشيد عثماني . وهي :

1 ـ إن الدافع الوحيد للعمل هو الإنتاج والذي يجب أن يعتمد على خاصيتي الخلق والإبداع.

2 ـ تمثل تفاصيل العمل أهمية كبيرة لدى الحرفي.

3 ـ الحرفي هو المهيمن على أسلوب العمل؛ ولذلك فهو يشعر بالاستقلال الذاتي والحرية الكاملة في مراحل الإنتاج .

4 ـ الممارسة العملية تعتبر الوسيلة الوحيدة في تعلم الحرفة ومن ثم ممارستها.

5 ـ لايوجد فصل واضح بين ساعات العمل وأوقات الفراغ أو الراحة؛ بمعنى أن نوعية الحياة الاجتماعية للحرفي وأسلوب معيشته يتأثران بنوع وأسلوب العلم الذي يمارسه.

6 ـ  الحرف عادة ما تكون متوارثة أبا عن جد دون شرط تحديد مكان معين لممارستها؛ إلا أنها عادة ما تنشأ بالقرب من المواد الأولية اللازمة للإنتاج. وتنفرد بعض الأسر في كثير من المجتمعات بممارسة حرفة بعينها ويحرص أفرادها على توارثها عبر الأجيال.

فمسار رشيد عثماني الذي جمع بين الهواية والاحتراف خاصة في التعامل مع الرخام لتنفيذ زخارف فسيفسائية تتطلب الورق و الرسم  والأحجام والتقطيع واللصق والقياس والخشب والحديد.. وتشكيل جداريات وأرضيات هو مسار غني يمكن تلخيصه في أعماله التالية :

ـ سفير للثقافة التراثية خاصة اللامادي منها؛ والصناعة التقليدية كحرفي محترف ممثل لوزارتين : وزارة الثقافة ووزارة الصناعة التقليدية في أنشطتهما داخل وخارج الوطن.

ـ مرمم لرخام المسجد الحرام بمكة المكرمة بالعربية السعودية .

ـ مرمم ومبدع لأسوار وأقواس وفسيفساء مدينة التاريخ : “وليلي” .

ـ منجز لوحة فنية فسيفسائية لفرس مهداة للأمير مولاي رشيد بمناسبة افتتاحه لفعاليات مهرجان المعرض الدولي للفرس بمدينة الجديدة.

ـ منتج للعديد من البورتريهات لشخصيات سامية وسياسية وفنية لكل من :

ـ عبد الحق المريني.( المكلف بالتشريفات الملكية والأوسمة – سابقا – )

ـ الراحل علي يعتة. ( الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية)

ـ مولاي إسماعيل العلوي.( الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية)

ـ نبيل بنعبد الله.( الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية)

ـ محمد أمين الصبيحي . ( وزير الثقافة ـ سابقا ـ)

ـ الفنان محمد بسطاوي .

ـ …………………

لوحة عبارة عن جدارية فيسفسائية هدية لمدينة أزمور ثبتت بأحد جدارات المدينة القديمة وهي عبارة عن نقش بالخط الكوفي لخطاب الملك الراحل الحسن الثاني يتحدث فيه عن مدينة أزمور, إضافة إلى العديد من التحف واللوحات التي تقدم لضيوف المدينة سواء في مهرجانات أسوار؛ أو المهرجان الدولي للفن التشكيلي “ألوان دكالة ” الذي يجمع بين مدينة الجديدة وأزمور .

فالتوشيحات والتكريمات والشواهد التي حظي بها المبتكر/المخترع/المكتشف/المصور/ المؤطر/الفنان رشيد عثماني؛ ومشاركاته في العديد من الملتقيات والمعارض والبرامج الإذاعية والتلفزية داخل الوطن وكذا المسابقات خاصة المسابقة المنظمة من قبل وزارة الصناعة التقليدية لأمهر صانع وطني بمعرض حرف المغرب دار الصانع المغربي بمدينة مراكش وغيرها كثير تؤكد أهليته الاحترافية التي صقلها عن عشقه الفطري لفن التشكيل عامة وفن الفسيفساء خاصة الذي رضع لبنه من أم مدينته؛ مدينة التراث؛ مدينة التشكيل بامتياز؛ مدينة أزمور.

Loading