حكايات ناس بكري: خرافة ” الخير والشر”?

شارك اصدقائك الفايسبوكيين
[ditty_news_ticker id="9266"]

كان يا ما كان في قديم الزمان ….كي كانت الريشة تقهر الميزان ….و كانت القطرة تروي العطشان و كانت الخبزة تشبع اممالي الدار والجيران …. كان ثمة دشرة في بلاد بعيدة ثنيتها صعيبة…..الزاد يوفى والطريق ليها ما توفاش……… كانت الدشرة صعيبة على قاصدها….خاطر الطريق اللي تهزك ليها اليوم ما ترجعكش غدوة وهذا الكل من عمايل السحارة ” معكوسة” اللي منكدة حياة البلاد والعباد بمكرها وحبها للشر والمشاكل …. كانت تكره بساطة الناس وحبهم لبعضهم….واتعس لحظات حياتها كي تراهم يتعاونوا ويتقاسموا ويتشاركوا…. كانت ديما تعمللهم المقالب باش تشعل بينهم النيران والاحقاد… وكانت العدوة الللدودة ل”معكوسة” هي ” الصالحة”: مرا طيبة متزوجة من سنين ولكن مازال ما نابش عليها ربي بالذرية….كانت محبوبة في اهلها وسيرتها طيبة عند النساء والرجال لأنها كريمة بيدها ولسانها ….لا تجرح لا تحقر لا تعايب الناس… وكان عندها جنان مقابل جنان الشريرة وتجري بيناتهم عين ماء حلوة عسل…. كان مجرى الماء مايل لجهة الصالحة هذاك علاش جنانها كان جنة فوق الارض:خضرة وخضار و شجر ونوار وخير وخمير…. كانت ديما تعطي من خيرات الارض وتزكي من كل صابة للقليل والمسكين وعابر السبيل وديما تقول ” متاع الله لوجه الله” وكانت على قد ما تعطي على قد ما الخير يفيض….. ومالجهة الاخرى جنان”معكوسة” اللي جاي عالي شوية ع العين …..ما تسقيه كان بشق الأنفس.. مغبر …كالح…. لا ثمرة لا ظل شجرة ….. وهذا زاد شعل نار الحسد والغيرة وزاد على سواد قلبها مداد….
برا يا زمان وايجا يا زمان بفضل ربي ودعاء الخير تعمر حجر الصالحة بزوز توامى ذكور ….. زين وعين يشعشعوا بالنور….كيما نرى عند كل مشتاق ذرية صالحة اناثي وذكور….. زادت شعلت نيران الحسد في قلب الشريرة وماعادش ترقد الليل وهي تخمم في تدبيرة… اللهم عافينا من كل حقود …. الناس تتوحد وترقد وهو يبات من همو قعود…. لكن مهما يخطط ويدبر …الحسود لا يسود….
لا جاها نوم و لا دوخها نعاس….. كيفاش باش تنكد على بنت الناس….. ?? ايا لمت شياطينها الشداد….وامرتهم يخليو ارض الصالحة رماد…..
قبل الفجر قصدوا الجنان …..لكنهم رجعوا خايبين….الارض محصنة عليهم …. وطريقها مسدودة قدام عينيهم …. تغششت الشريرة و طردتهم طردة الكلاب وسمعتهم أشنع السباب….. وقعدت تتهدد وتتوعد باش تشعل قلب المرا وتنكد عيشتها…. ما خيرش من انها تحرمها من كبيدتها??
قامت الصالحة في الصباح كالعادة…. تلقى فراش الصغار فارغ كان الوسادة ???????? فرشهم بارد جليدة….. يعني صغارها تسرقوا عندهم مديدة…. بكات و غردت حتى عيات….وعلموا اهل الدوار ياخي هجموا على دار معكوسة المنحوسة اللي نكدت حياتهم بهمها وغمها و توا ولات تخطف في الصغار وتبكي في الكبار??
هدوا الباب ع الشريرة …..يلقاو الدار فارغة ….. هربت وخلات أهل البلاء في بلاهم…. وهزت أولاد الناس و عقل امهم معاهم?
مشات بيهم مشي نهارين حتى وصلت لقبيلة ساكنين على حاشية واد…..يسميوها “قبيلة الصيادة” عيشتهم و رزقهم مالبحر…. كان قل والا كثر….. نصبت خيمة متطرفة شوية ع الديار….. وقعدت فيها هي والصغار…..
تعداو ثلاثة ايام ولاحظوا أهل الدوار انو الحوت ماعادش كيف العادة…. لا يفوح وقت اللي جديد …. ولا يصلح للقديد؟؟!!?
اذا خليتو مشوار…..ريحتو تقلب الدار?
تلموا الصيادة عند شيخ القبيلة وقعدوا يحكيو في ه المشكلة الجديدة….لا عمرو الحوت فسد ولا صارلهم ه الشي ….زعمة شنوة الحكاية؟؟؟
قام واحد قاللهم” ثمة مرا عجوزة جات عندها ثلاثة أيام ونصبت خيمتها…..لا ترتاح لوجهها ولا تعجبك هدرتها….. وجهها مشوم علينا ….ماللي جات لا شبعنا في كروشنا ولا خبينا??
وساندوه بقية الصيادة …. ولى الشيخ قاللهم ” شنوة قصتها ؟؟؟ واش تعمل حذانا؟؟؟ …..اعطيوها مونة الطريق وخلي تخطانا ?
طبقولها الخيمة و اعطاوها مونة الطريق وسقدوها….. هزت روحها وشدت الثنية ….تمشي وترتاح حتى وصلت لدوار جديد …..سماه صافية وهواه يشرح القلب…. اسمو” دوار الشيخ بو مفتاح” …. دوار اهلو بسطاء وسعداء وشيخهم قاضي عادل ما يتظلم عندو حد ….كلمتو ماضية كالسيف وحكمو ما فيه زور لا تسويف…..
لكن من نهار طلت عليهم السحارة و ربي هز عباد وحط عباد: كثرت الشكاوي ع القاضي: هذا ضربني…. هذا سرقني…. هذا شتمني…. وكثر العرك والمعروك….. وسل يدي من شوشتك …. كل واحد يتسلط على خوه ومجلس القاضي ماعادش يفرغ والصف قدامو صفوف…..استغرب القاضي وقال” شبيهم كلبوا الجماعة؟؟؟ لا حد فيهم سالم من بلاء خوه؟؟؟؟ ضارب و مضروب و سارق ومسروق….ياخي شنوة الهدرة هذي؟؟؟”
قام واحد في المجلس وقال”سيدي الشيخ ….ثمة مرا جات توا ثلاثة أيام ونصبت خيمتها في طرف الدوار…..وجهها صحيح وكلامها قبيح…..وعندها زوز صغار يخلق الرحمان لا هم من قشرتها ولا هم من طينتها…..ماللي طلت علينا واحنا حالنا لتالي ليس لقدام….. هذي وراها حكاية كبيرة…..لازم نعرفوها ومن ارضنا نطردوها…..
تكلم الشيخ وقال” حاشا لله اني نظلم ولية…. هاتوها نسمعها ونعرف قصتها وبعد …لكل حادث حديث…..
هي دخلت وهو استعاذ بالله من رهطها و هيئتها…. وتعجب من كلامها وخزرتها… وقتلي سألها منين هي وعلاش جات للدوار ….قالتلو” كنت في دوار بعيد وراء الاجبال…..زارنا القحط وطول الزيارة ….لا خلى شجرة لا نوارة…..وانا كيما تشوف ام صغار ….. رحلت بيهم باش نطعمهم ونسقيهم…. ومكتوب ربي جابني لهنا ….
قال لها الشيخ ” ه الصغار لا يشبهولك في ملامحك ولا في لونك؟؟؟? هوما الحبيان ما تدربوش عليه…. وانت العكاز ما تمشي بلا بيه؟؟!? توا نبعث الطير لبلادك يجيب لي الامارة ونشاور عجوزة الستوت تقرا لك البلارة…..
ايا فكلها الصغار وحطها في الحبس وبعث الطير يجيبلو اخبارها وعلاش جات والصغار منين ليها ….و طلب مالسحارة تقرالو البلارة اش فيها….
رجع الطير بالأخبار و السحارة وراتو الدوار وامماليه والصالحة و نفاسها اللي ما فرحتش بيه….. والصيادة والحوت وما صار فيه…..
فهم الشيخ الحكاية الكل و بعث مرسول بالصغار لامماليهم….. ونادى الشريرة وقاللها
“هاذومة اللي قدامك كبار السحرة متاع البلاد…. انت مخلوقة كريهة تنجسي كل بلاصة تدخلي فيها….. جزائك انهم يمسخوك جرانة والا ذبانة والا جرادة…..خيري واختاري…..
فكرت معكوسة وجاوبتو” الذبانة تدرع الخواطر وما تقتلش …. وام قرقر تكثر الحس وما تفعلش…… اما الجرادة في الحجم صغيرة وفي الفساد خطيرة…..نحب جرادة …. وفي الحين تمسخت جرادة ….. حلت جوانحها و شدت ثنية جنان الصالحة باش تسرح ع الأخضر واليابس وتفسد الحرث والزرع ….. لكن ربي كذب أقوالها وافعالها : قام ريح و عجاج كبير….. وجرادة عينيها عمات بالتراب ولعبت بيها الارياح…. يضربها ع اليمين و يرجعها لليسار حتى طاحت وغمها التراب…. طاحوا فيها دعاوي الشر وارتاحوا الناس من همها. و قعدوا كل ما يحبوا يدعيو على حد مكروه يقولولوا ” امشي !!!!مشية جرادة في نهار عجاج ??” (بعيد الشر علينا وعليكم)
وحكايتنا طابة طابة والعام الجاي تجينا صابة ???

Loading