راضية الحداد، ناشطة نسويّة تولت رئاسة الاتحاد القومي النسائي التونسي منذ أواسط الخمسينات إلى مطلع السبعينات
– راضية الحداد : هي راضية بنت صالح بن عمار زوجة حمودة الحداد : ولدت في 17 مارس 1922 – توفيت يوم 20 أكتوبر 2003، (81 سنة).
– ولدت راضية الحداد بتونس العاصمة سنة 1922. وهي حفيدة العربي زروق الذي يعَدّ من القلائل الذين عارضوا إمضاء محمد الصادق باي على معاهدة الحماية في 1881.
– حصلت على شهادة ختم التعليم الابتدائي ولم تستطع إكمال تعليمها بسبب التقاليد التي تعتبر آنذاك تعلّم المرأة مسألة ثانوية جدا وأحيانا غير مرغوب فيها.
– وتذكر راضية الحداد في مذكّراتها أنّها سعت إلى إكمال تعليمها بنفسها وذلك بالاقبال على قراءة الكتب والمجلات.
– برزت على الساحة الوطنية قبل الاستقلال، إذ نشطت في الاتحاد النسائي الإسلامي التونسي. كما ساندت الحركة الكشفية من خلال رئاستها جمعية “حبيبات الكشافة” التي ظهرت سنة 1947. وقامت في بداية الخمسينات بدور كبير في مؤازرة عائلات المساجين السياسيين من الوطنيين التونسيين.
– تسلمت راضية الحداد رئاسة “الاتحاد القومي النسائي التونسي” من 1957 إلى 1972.
– صدرت مذكّراتها بعنوان “حديث امرأة” Paroles de femme عن دار “إليسا” للنشر بتونس سنة 1995 أي قبل وفاتها بسبع سنوات. وتذكر المؤلّفة في هذا الصدد أنّها وفّرت كلّ الوثائق لصهرها الهاشمي الشاهد الذي تولّى كتابة هذه المذكّرات وكان على حدّ قولها أمينا في نقل كلّ الأفكار الواردة به. ويقع الكتاب في 253 صفحة من الحجم المتوسط، وقد قدمه أحمد المستيري.
– تحدّثت راضية الحدّاد في كتابها عن تجربتها السياسية وعن مختلف الأحداث التي جرت بالبلاد في أثناء الفترة البورقيبية، وعن التجاذبات السياسية التي كانت تعبّر بإيجابياتها وسلبياتها عن رؤى متعددة.
– وقد عُرفت راضية الحداد بمناهضتها لتجربة التعاضد التي كان يقودها الوزير أحمد بن صالح وهي، بقدْر تشبّثها بالقيم الإنسانية للاشتراكية، تنتقد تعميم تجربة التعاضد التي طبقت في الستينات من القرن الماضي وأدّت، حسب رأيها، إلى نتائج اقتصادية سلبية للغاية.
– كما عُرفت راضية الحداد أيضا بتعاطفها مع التيار الليبرالي داخل الحزب الدستوري الذي ظهر منذ 1971 وكان من أبرز رموزه أحمد المستيري والباجي وحسيب بن عمار.
– ونتيجة مواقفها المعارضة للتيار المتشدد في الحزب الحاكم، حوكمت في ماي 1974 بتهمة تجاوز ثقة وحكم عليها في قضية كيديّة ب 14 شهر سجنا.
– تؤكّد راضية الحدّاد في مذكراتها أنّ إقرار مجلّة الأحوال الشخصية في أوت 1956 لم يكن لينجح لولا التدخل الشخصي والمباشر لبورقيبة وتذكر أنّه دون إرادة بورقيبة لم يكن لأي إصلاح راديكالي أن ينجح ذلك أنّ كل البلدان العربية التي تخلّصت من الاستعمار لم تتمكّن من القيام بثورة اجتماعية بهذا الحجم، مضيفة أنّ جلّ المسؤولين السياسيين بتونس في بداية الاستقلال كانوا متخوّفين من إمكانية ردّ فعل سلبي من الرأي العام ضدّ هذه المجلة التي تُعَدّ في نظر المحافظين آنذاك خروجا عن التقاليد السائدة.
# أسامة الراعي#