إمام مسجدنا لصٌّ ؟!

شارك اصدقائك الفايسبوكيين

تمّ تكليف رجل حافظ لكتاب الله وفقيه في الدين إمام في أحدى المساجد فاستحسن الأهالي ذلك .

ذات يوم ، استدعت احدى العائلات الامام ،كما جرت العادة في أهل البلد ، فحضر بعد أداء صلاة المغرب واستقبل أحسن استقبال وأُكرم غاية الإكرام في البيت،
ثمّ انصرف بعد تناول وجبة العشاء شاكرا فضل العائلة،فبدأت ربة البيت في تنظيف المائدة وتنظيم غرفة الاستقبال ،تذكّرت أنّها وضعت مبلغا من المال قرب المائدة فلم تجد له أثرا.

احتارت ربّة العائلة في الامر ، ولما رجع زوجها من صلاة التراويح ،سألته إن كان قد أخذ المال فنفى ذلك. وبعد حيرة تذكّرا أنّه لم يدخل بيتهما أحد غير الإمام، فاقننعا أنّ المتّهم الوحيد بسرقة المال هو الإمام.

غضب الرجل غضبا شديدا متّهما الإمام المؤتمن وقدوة للناس بسرقة ماله وهو مَن دعاه إلى بيته وأكرمه في شهر رمضان .

رغم غضبه ،كتَم الرجل الأمر واستحى أن يُواجه الإمام بذلك واصبح يجتنّبه حتى لا يُسلّم عليه أو يحادثه.

بعد مرور حوالي سنة وفي شهر رمضان الموالي ،جاء دور نفس العائلة لدعوة الإمام إلى الإفطار مرّة أخرى ،وهي عادة من اهل البلد ،لكن الرجل تذكّر حادثة السّرقة.

فتشاور مع زوجته و كانت امرأة صالحة، فشجّعته على حسن الاستقبال قائلة : لعلّ للإمام ظروف قاهرة قد أجبرته إلى ذلك فلنسامحه عسى أن يعفو الله عنه وعن ذنوبنا
فدَعا الرجل الإمام ولمّا أنهى إفطاره سأله باستحياء : ألم تلاحظ أنني قد غيّرت معاملتي معك منذ رمضان الفائت؟
قال الامام : نعم لكن لم أتابع الأمر لكثرة انشغالي و أطلب المعذرة منك ومن زوجتك الفاضلة.

وبعد تردّد قال الرجل : في العام الفارط على اثر دعوتك للعشاء في شهر رمضان، نسيت زوجتي مبلغا من المال قرب المائدة وقد اختفى تماما ،بحثنا عنه دون جدوى فهل أنت مَن أخذه لسبب ما ؟

قال الإمام : نعم أنا الذي أخذته.!
فبهَت صاحب البيت.!
لكن الإمام أضاف : لقد لاحظت المبلغ وكانت النافذة مفتوحة فإذا بتيّار هوائي قد بعثر الاوراق المالية فجمعتها حتى لا تضيع ويصعب عليكم وجودها كاملة ثم طأطأ رأسه وبدأ يشهق بالبكاء.

حاول الرّجل وزوجته اسكاته رأفة به وتجاهلا المال المفقود
فقال لهما الامام : أتدري لماذا أبكي؟
أنا لا أبكي على سوء ظنّكما واتّهامكما لي بسرقة أموالكما- وإن كان هذا بالفعل مؤلما-

أبكي لأنه مرّ عام ولم يقرأ أحد منكما شيئا من القرآن ،لو فتحتم المصحف ولو مرّة واحدة لوجدتما أموالكما .

فأسرع الرجل إلى المصحف وفتحه فوجد المبلغ كاملا، وقتئذ بكى خَجَلاً نادما لما اقترفه تجاه الامام والله .

عندما تنزل دموع الرجال اعلم ان الحمل ثقيل

قصة قصيرة أسوقها عبرة لذلك الباحث الذي فقَد الكفاءة والامانة وأساء الظن وظلم صَادَقا أمينا وحكم دون مؤيدات.

[ditty_news_ticker id=”9545″]

Loading