صفيّة فرحات، فنانة تشكيلية تونسية

شارك اصدقائك الفايسبوكيين

 صفية فرحات : ولدت سنة 1924 – توفيت في 7 فيفري 2004، (80 سنة).
– ولدت صفية فرحات برادس، وكان والدها محمّد الفضيلي قاضيا بالحاضرة.
– بعد أن تحصلت على شهادة ختم الدراسة الابتدائية، اتّجهت إلى مدرسة الفنون الجميلة سنة 1949 وقضّت بها ثلاث سنوات. ثمّ باشرت التعليم بالمعاهد الثانوية.

– كانت من مؤسّسات مجلّة “فائزة” سنة 1959 المجلّة النسائية الوحيدة في أوّل عهد الاستقلال. وكان لزوجها عبد الله فرحات المناضل والشخصية السياسية والحكومية دور كبير في مساعدتها على الإشعاع الثقافي والتألّق المهني.

– التحقت سنة 1958 بمدرسة الفنون الجميلة ودرّست التزويق. وفي سنة 1963 عرفت تونس دفعا سياحيا مهمّا فأسّس عبد العزيز القرجي وصفية فرحات شركة “الزين” للتزويق. وقد تمكّنا صحبة المهندس المزوّق كلود بيجا (Claude Beja) من تزويق أغلب نزل الشركة التونسية للنزل والسياحة (SHTT). ولقد كان تزويق النّزل فرصة لفنّاني “مدرسة تونس” لبيع لوحاتهم وتركيز الجمالية التونسية التي ينشدونها على دعائم فنية ثابتة.
– في سنة 1966 عيّنت صفية فرحات مديرة لمدرسة الفنون الجميلة ثم غادرتها سنة 1981 لتتفرّغ لمركز الفنون الحيّة برادس، الذي أسّسته في صيغة هبة لمدينة رادس.

– كانت حياة صفية فرحات مليئة بالانجازات. وممّا يُبرز جليل أعمالها بعثها لتخصّص النسيج بمدرسة الفنون الجميلة وتكوين العديد من الفنانين الذين خلفوها في هذا الاختصاص مثل محمّد نجاح وعلى الطرابلسي وفدوى دقدوق وفاطمة الصّامت وغيرهم. ولقد أدارت مدرسة الفنون الجميلة بكلّ تفان، فكانت تسهر شخصيا على سير الدروس وتوفير الظّروف الملائمة، الشيء الذي جلب إليها تقدير وإكبار الأساتذة والطلبة.

– أمّا الأعمال التشكيلية التي عُرفت بها صفية فرحات فهي متنّوعة، منها أعمال خطيّة ترجع إلى الستينات عمدت فيها إلى التبسيط (ونجد نفس التجربة لدى القرجي في فترة موازية، وهو صديق الدرب) وتذكرنا هذه التجربة ما جرى بين بيكاسو (Picasso) وبراك (Braque) عندما عملا في نفس المرسم.
– نلاحظ في هذه الأعمال تأثرا بالمدارس الغربية التي اعتبرت التعبير التشكيلي رؤية عقلية للعالم المرئي. وقد أفضى ذلك إلى إعادة الاعتبار في العالم للفنون البدائية والإفريقية.

– تكوّن الأعمال الحائطية المنسوجة أهمّ ما قدّمته صفية للفن التشكيلي التونسي. فحسّها المفرط للمّادة، ونظرتها العصريّة إلى تكوين المساحات، وعلمها بخصائص النسيج جعلها تنجح في نشر تقنية جديدة في تونس، لها كلّ خصائص التعبير التشكيلي الأصيل والمعاصر في نفس الوقت. وقد قامت بتجربة هامّة، أخذت منها بعض السنوات، أدخلت فيها البعد الثالث على النسيج ممّا أعطى لمادّة الصّوف حضورا تشكيليا لذاتها فحسب.
– هكذا كانت حياة صفية فرحات زاخرة قضّتها بين التدريس والعمل الفنّي.

# أسامة الراعي#

Loading

أسامة الراعي

متحصل على : شهادة الأستاذية في التاريخ.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *