الشاعر والروائي الفلسطيني مريد البرغوثي

شارك اصدقائك الفايسبوكيين

مريد البرغوثي : ولد في 8 جويلية 1944 – توفي يوم 14 فيفري 2021 بالعاصمة الأردنية عمّان، (77 سنة).
– ولد في قرية دير غسانة القريبة من مدينة رام الله بفلسطين، وتلقى تعليمه في مدرسة رام الله الثانوية، وفي سنة 1963 سافر إلى مصر للالتحاق بجامعة القاهرة، التي درس فيها اللغة الإنجليزية، وتخرّج عام 1967، أي في العام الذي احتلت فيه إسرائيل باقي الأراضي الفلسطينية.

– لم يتمكن البرغوثي من العودة إلى فلسطين إلا بعد 30 عاما من ذلك، حيث كتب إثر العودة روايته الشهيرة “رأيتُ رام الله”، التي قال فيها “لا غائب يعود كاملاً، لا شيء يُستعاد كما هو”. وحصلت هذه الرواية على جائزة نجيب محفوظ للإبداع الأدبي عام 1997. وتناولت سيرة البرغوثي الذاتية التي مثلت رحلة العودة إلى وطنه بعد 30 عامًا من الغربة. وتُرجمت إلى اللغة الإنجليزية.

– في عام 2009، صدرت لمريد البرغوثي رواية ” وُلدت هناك، ولدت هنا” التي اعتبرت امتدادا لروايته الأولى عن زيارته لفلسطين، وفيها يصف رحلة عودته مع ابنه الوحيد إلى موطنه الأم. وترجمت هذه أيضا إلى الإنجليزية عام 2012. وفيها كتب “بوسعنا الآن أن نقول لأطفالنا إن النعاس لن يظل نصيبهم إلى الأبد، ولا إلى بعض الأبد. لكن علينا أن نعترف لهم ولأنفسنا قبلهم بأننا مسؤولون أيضًا. جهلنا مسؤول. قصر نظرنا التاريخي مسؤول، وكذلك صراعاتنا الداخلية، وخذلان عمقنا العربي المكوّن من دول معجبة بمستعمريها حد الفضيحة”.

– وإلى جانب أعماله النثرية، صدرت للبرغوثي 12 مجموعة شعرية، أولها “الطوفان وإعادة التكوين” عام 1972، و”فلسطيني في الشمس” عام 1974، و”نشيد للفقر المسلح” عام 1976، و”سعيد القروي وحلوة النبع” عام 1978، و”الأرض تنشر أسرارها” عام 1987، و”قصائد الرصيف” عام 1980، و”طال الشتات” عام 1987، و”عندما نلتقي” عام 1990، و”رنة الإبرة” 1993، و”منطق الكائنات” عام 1996، و”منتصف الليل” عام 2005.

– في أواخر الستينيات، تعرّف البرغوثي إلى الرسام الفلسطيني الراحل ناجي العلي، واستمرت صداقتهما العميقة بعد ذلك حتى اغتيال العلي في لندن عام 1987، وقد كتب عن شجاعة ناجي وعن استشهاده بإسهاب في كتابه “رأيت رام الله”، ورثاه شعرا بعد زيارة قبره قرب لندن بقصيدة أخذ عنوانها من إحدى رسومات ناجي “أكله الذئب”.

– شارك مريد البرغوثي في عدد كبير من اللقاءات الشعرية ومعارض الكتاب الكبرى في العالم، وقدّم محاضرات عن الشعر الفلسطيني والعربي في جامعات القاهرة وفاس وأكسفورد ومانشستر وأوسلو ومدريد وغيرها، وتم اختياره رئيسا للجنة التحكيم لجائزة الرواية العربية عام 2015.
– وكان الراحل احتفى بصدور ديوانه الشعري “مملكتي من هذا العالم” باللغة الإسبانية في أكتوبر الماضي.

– وعُرف مريد البرغوثي بمعارضته اتفاقية أوسلو والنظام الفلسطيني الناشئ عنها، كما هاجم اتفاقيات التطبيع العربية الأخيرة مع إسرائيل.

– وكان البرغوثي قد عبّر في نهاية السبعينيات، عن رفضه اتفاقية كامب ديفيد للسلام بين مصر وإسرائيل، ودفع ثمن ذلك بمنعه من دخول مصر سنوات طويلة بأمر من نظام أنور السادات.

– والبرغوثي هو والد الشاعر تميم البرغوثي (صاحب القصيدة الشهيرة “في القدس”) وزوج الأديبة المصرية الراحلة رضوى عاشور التي توفيت في نوفمبر 2014، وقد نشر البرغوثي بعد وفاتها العديد من المقطوعات والنصوص الأدبية الحزينة، وقرأ في ندوة لتأبينها أقامتها كلية الآداب بجامعة عين شمس “افتحوا الأبواب لتدخل السيدة”، “من ينشغل بحزنه على فقد المحبوب ينشغل عن المحبوب، الآن أطلب من حزني أن يتجه إلى أقرب بوابة ويغادر هادئا كما أشاء أو هادرا كما يشاء لكن دون أن يلفت الأنظار”. (لاحظوا أصدقائي بلاغته في هذه الفقرة والتي تكاد تبلغ الإعجاز …!)

– رحم الله الشاعر الفلسطيني مريد البرغوثي، حزنت كثيرا لرحيله. فهو شاعر يصعب تصنيفه أو وضعه في إطار معيّن.

اخترت لكم أصدقائي قصيدة “القبطان” للشاعر الفلسطيني الراحل مريد البرغوثي الذي فارقنا مساء اليوم :

أرى خشباً طافياً بجواري
و قرب القريبين منّي
و لكننا قد غرقنا تماماً
و هل يغرق المرء إلا تماماً؟
فقبطان رحلتنا راح يُلقي بنا
واحدا بعد آخر من سورِ باخرةٍ
كم رقصنا بأعيادها
ليكونَ الوصولُ له وحدهُ
أو لمن كان يشبههُ
أو لمن صار يشبههُ
أو لمن سوف يشبههُ
والسفينة، رُكّابها الآن أعداؤها
والطريق اختلفْ
تأخر عن وقتِه كل شيءٍ
تبكر عن وقتِه كل شيءٍ
و هذا التلف
جديدُُ قديم
ووِجهتنا لم تعد واحدة

(مريد البرغوثي)

Loading

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *