علي الزليطني، مناضل وطني تونسي

شارك اصدقائك الفايسبوكيين

من مواليد هذا اليوم 12 مارس سنة :1913 – علي الزليطني، مناضل وطني تونسي هو أول من بعث الحركة الوطنية في جربة ووضع حجر الأساس لها.

– علي الزليطني : ولد في 12 مارس 1913 – توفي في 5 أكتوبر ١976، (63 سنة).
– ول بحومة السوق بجزيرة جربة، لعائلة تعود أصولها إلى بلدة “زليطن” الليبية، وقد سبقه والده إلى النضال ضد المستعمر عندما اعتقل من قبل السلطات الإيطالية في ليبيا سنة 1911 ونفي إلى إيطاليا فترة لدوره في محاربة الاستعمار الإيطالي لليبيا.

– جاء في كتاب أخيه محمد حفظي الزليطني “الزعيم علي الزليطني، سيرة ونضال” أن “أخاه قد سافر سنة 1934 إلى العاصمة التونسية والتقى بالشاذلي خير الله، رئيس الديوان السياسي الثاني وصاحب جريدة صوت التونسي، وأخذ منه أول بطاقة انخراط في الحزب الحر الدستوري. كان من الرعيل الأول في الحزب، وبدأ الدعاية للحزب لتأسيس الشعبة الأولى في جربة”.

– ويضيف محمد حفظي الزليطني في توضيح انطلاق نشاط أخيه علي ضد المستعمر بجربة في ثلاثينيات القرن الماضي: “عاد علي إلى جربة وشرع في عمله الوطني سرًا… كان يستشير والده عمّن يستثيق فيهم ويعتمد عليهم من الناس ليستعين بهم فكان والده يشير عليه.. ويخرج علي من البيت خلسة تحت جنح الظلام ولا يعود إلا بعد منتصف الليل فيجد والده في انتظاره فيخبره بما فعل”.

– استمر علي على هذه الحال مدة ثم عقد اجتماعاً باثني عشر شابًا من الأصدقاء هم السادة: حسن القرلي، حسن قروز، سعيد محيّة، أحمد الطبل، عمر بوصفارة، محمد الزراع، عبد الله بطيخ، عبد المجيد القاضي، الطاهر العكروت، محمود الزريعة، الطاهر بطيخ، والطاهر العزابي. فأفهمهم القضية وبيّن لهم وجوب إنشاء شعبة دستورية بجربة، فكانت هذه المجموعة هي النواة الأولى للحركة الدستورية بجزيرة جربة وتم تكوين الشعبة بحومة السوق سنة 1936″.

– يذكر من عاصروه وسجلوا شهاداتهم، بعد ثورة 2011، أن هذا الرجل قام بمجهودات عظيمة لبعث شعب دستورية بمختلف القرى في جربة. وأنه سخر حياته خلال تلك الفترة للدعاية للحزب وجذب الأنصار نحوه. وانتخب في المجلس الملي وكان عضوًا في الجامعة الدستورية بالجنوب، ثم تحوّل إلى طرابلس مبعوثًا من الحزب وكان رئيس مكتب الحزب هناك ولقي دعمًا واسعًا من المناضل الليبي الهادي المشيرقي.

– بعد أحداث 9 أفريل 1938، وهي احتجاجات شعبيّة في تونس طالبت بإصلاحات سياسية، ومن ذلك إحداث برلمان تونسي، وكانت هذه الأحداث خطوة أساسية نحو استقلال تونس، ولم يستطع المستعمر الفرنسي حينها السيطرة عليها إلا بعد سقوط عديد الشهداء.
– حكم على الزليطني بثلاث سنوات سجنًا وبغرامة مالية وكانت تهمته التآمر على أمن الدولة، وتنقل إثر ذلك إلى عدد من السجون والمحتشدات.

– في الأربعينيات، كان الزليطني يتنقل بين عديد المناطق بتونس، داعيًا للحزب الدستوري الجديد وللنضال ضد المستعمر، وهكذا قررت لجنة المقاومة التونسية إيفاده إلى طرابلس للإشراف على تمرير الأسلحة وتهيئة استقبال المناضلين التونسيين. وساهم الزليطني في عديد المهمات الأخرى ومنها المساعدة على الكشف عن عناصر “اليد الحمراء”.

– لكن نقطة التحول الرئيسية في حياته كانت حين تبنى رؤية صالح بن يوسف للنضال ضد المستعمر الفرنسي، الذي عارض سنة 1955 الاستقلال الداخلي الذي قبل به بورقيبة مما أدى إلى حدوث صدام بينهما. وأدى الخلاف إلى حدوث شرخ في الحزب الدستوري وإلى دخول أنصار الفريقين في صراع مفتوح.
– وفي ظل هذا الصراع وعند معارضته لاتفاقيات الاستقلال الداخلي، قبض عليه يوم 28 جانفي 1956 وحكم عليه بعشرين سنة أشغالا شاقة. وحرم من خصص جزءًا واسعًا من شبابه يناضل ضد المستعمر من عيش لحظة الاستقلال.

– أطلق سراحه وعفي عنه في 30 ماي 1960، لكنه عاد إلى السجن في 22 جويلية 1968 بتهمة التآمر للإطاحة بالرئيس بورقيبة لكن المحكمة أطلقت سراحه لعدم ثبوت الإدانة.

– توفي الزليطني يوم 15 أكتوبر سنة 1976، بعيدًا عن الأضواء. دفع ثمن اختياراته غاليًا، وأهمله “التاريخ الرسمي”…

مقتطف بتصرف من المصادر التالية :
* منتدى الذاكرة الوطنية من تنظيم مؤسسة التميمي للبحث العلمي والمعلومات ـ ديسمبر 2008
* الزعيم علي الزليطني، سيرة ونضال محمد حفظي الزليطني دار صامد للنشر والتوزيع ـ 2012

 أسامة الراعي

Loading

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *