الحرب الحسينية الباشية

شارك اصدقائك الفايسبوكيين

في مثل هذا اليوم 13 ماي من سنة : 1740 – مقتل الباي حسين بن علي، خلال الحرب الحسينية الباشية.

– حسين بن علي : هو أول بايات تونس من العائلة الحسينية.
– في بداية عهده لم يكن للباي حسين أبناء من الذكور، فتبنى ابن أخيه علي باشا الذي نشأ في كفالته، ولما بلغ من العمر 17 عاما استعان به وأولاه مهمّة السّفر بالمحال فأبلى البلاء الحسن، وعيّنه وليّا للعهد.

– فيما بعد أنجبت جارية الباي والزوجة الثالثة لحسين بن علي ابنه البكر محمد الرشيد ثم انجبت علي، ثم أنجبت محمود ومصطفى على التوالي ..
– مع اشتداد عود ابنه الكبير محمد الرشيد قدمه والده سنة 1724 للسفر بالمحلّة (جمع الضرائب).
– ولتجنب ردود فعل غاضبة من ابن أخيه علي قام حسين بن علي بتعيينه بمنصب الباشا، لكنّ علي باشا سرعان ما استصغر خطته الجديدة وقرر الخروج على عمه، وتوجه مع خاصته إلى جبال وسلات (مساندةُ كلّ ثائرٍ أو متمرّد على الدولة) وتحصّن بها ثمّ التحق به جمع كبير من العربان الساخطين على سياسة عمّه الذي أسرف في اِتّباع سياسة جبائية مجحفة وثقيلة استهدفت احتكار فوائض الانتاج عبر نظام “المشترى” وهو نظام يتمثل في اقتطاع إجباريّ لجانب من المحصول بأسعار تفاضليّة متدنيّة.

– إثر اندلاع الحرب الأهلية الباشية الحسينية انقسم سكان الإيالة التونسية يومئذ :
* لحسينية وهم الذين وقفوا في صفّ الشرعيّة والمساندون للملك حسين باي الأول وكانت تضمّ سكان القيروان، صفاقس، سوسة، المنستير، المهدية، القلعة الكبرى وأكثر قبائل دريد، جلاص، أولاد سعيد والهمامّة.
* أمّا “الباشية” فهم المساندون لعلي باشا الأول والمساندون لثورته، ونجد بينهم سكان مساكن، جمّال، القلعة الصغرى، أكودة، زاوية سوسة وبقية قرى الساحل وكذلك جبل وسلات، قبائل ماجر، الفراشيش، أولاد عيار، ورتان، المثاليث،أولاد عون وكعوب والسواسي وغيرهم ..

– تمكن في البداية صفّ الشرعيّة الحسينيّة الحاكمة من هزم علي باشا ومن معه سنة 1729، لكنّه تمكن من الفرار إلى الجزائر حيث استنجد بحكامها الأتراك، الذين كانوا ينظرون للنّظام القائم في تونس بعين الرّيبة، وقد قبلوا بمساندته وترجيح الكفّة لفائدته سنة 1735 مقابل الإلتزام بصرف تعويض مالي هام لمصاريف الحملة وكذلك بفرض وصايتهم على تونس (ولكنه لن يلتزم بهذا المطلب فيما بعد).
– ولمّا بلغ للباي خبر خروج المحلة من الجزائر جمع عساكره وخرجت معه صبايحية الترك والأوجاق وأعراب القبائل المساندة له في محلّتين : الأولى تحت قيادته ومعه أبناؤه علي باي ومحمود باي، وأخرى بقيادة وليّ عهده محمد الرشيد باي.

– قام حسين بن علي بمناوشة المحلة الجزائرية لأيام ثمّ أخذت القبائل بالإنسحاب، وغدر بعضهم بالباي وانضمّوا لعلي باشا، إلاّ انّ محلّة محمد الرشيد باي لم تسلّم بسهولة واحتدم القتال بينه وبين الجزائريين وكان مسنودا بخالِهِ مصطفى جنويز الذي رماهم بالمدفعية وكادا يهزمان جيش داي الجزائر لولا الغدر الذي وقع لحسين باي الذي لم يبق معه سوى صبايحية الكاف. ورغم دفاعهم البطولي عن الباي الا أن محلة الجزائر وعلي باشا تمكنت من الاستيلاء على محلة حسين بن علي الذي اضطر للانسحاب والعودة للقيروان بعدما أصيب في فخذه. وبعد ايام لحقت به محلة كان على رأسها يونس باي ابن علي باشا وعضده الأيمن (ووليّ عهده فيما بعد) وحاصر القيروان 11 شهرا وأذاقها الجوع والرعب ورماها بالمدافع وهدم سورها.

– وأدرك يونس بن علي باشا، حسين باي الذي كان بصدد الهروب وأمسك به ولمّا همّ بقطع رأسه قال له حسين “أَتخضّب شيبي بدمي يا يونس وقد طهّرت (ختنتُ) أباك في حجري؟”، فردّ عليه يونس بجوابه الشهير “المُلكُ عقيم يا سيّدي” وباشر قتله بنفسه وأرسل رأسه لأبيه علي باشا، ووضع رأس الباي السابق ببطحاء القصبة حتى يتأكد النّاس من زوال ملكه، ثمّ دفنه بتربته المعروفة بتربة القاسمين بالجامع الجديد. أمّا أبناؤه محمد وعلي فقد تمكنا من الهرب للجزائر طلبا للنجدة حيث ظلاّ منفيين هناك طيلة فترة حكم علي باشا، أي إلى 2 سبتمبر 1756، اذ تمكنا من استرجاع عرش أبيهم، وقطع رأس ابن عمهما علي باشا في 22 سبتمبر من نفس السنة.

#أسامة الراعي#

Loading

أسامة الراعي

متحصل على : شهادة الأستاذية في التاريخ.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *